+ A
A -

كتب - آمنة العبيدلي

مثلما تزدهر الأجواء الإيمانية في شهر رمضان المبارك تزدهر أيضا الحركة التجارية وتنتعش الأسواق، لما في الشهر الكريم من عادات وتقاليد خاصة به حتى في نوعية الطعام، فجزء كبير من ثقافة الطعام لدى القطريين خلال الشهر الكريم تشكل نوعا من إحياء التراث والموروث الشعبي مثل عمل الشربت ودق الحب وخبز الرقاق، الذي يحمل عبق الماضي العريق إلى الحاضر الجميل.

يمثل شهر رمضان ذروة استهلاك القطريين للتمر والرقاق، فالتمر يبدؤون به وجبة الإفطار عند المغرب اقتداء بسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك تقام له المهرجانات التي تعرض كل أنواعه من الإنتاج المحلي والمستورد، أما الرقاق فيعتبر المكون الرئيسي للثريد المصنوع من هذا الخبز مع المرق واللحم، ويعد القاسم المشترك على موائد الإفطار كل ليلة.

ولذلك يزداد الإقبال على خبز الرقاق في رمضان عن غيره في بقية شهور السنة، ونلاحظ الإنسان العادي أن الأسواق والمولات قد استعدت بكميات هائلة من التمر ومن الرقاق المعد آليا المكدس في كراتين، لكن فئة من الناس تفضل الرقاق المصنوع أو المعد يدويا.

وفي جولة الوطن على محلات بيع التمور كان الإقبال كبيرا أيضا، وهذا ليس بغريب على المشهد التجاري القطري في مثل هذا الوقت من العام، فتجارة التمور تشهد رواجا كبيرا خلال شهري شعبان ورمضان من قبل المستهلكين القطريين والمقيمين، لأن الصائمين يبدؤون وجبة الإفطار بتناوله، عملا بنصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأكد عدد من الباعة على أن الزبائن لديهم الوعي الكامل باختيار أجود الأنواع، فغالبية هؤلاء الزبائن يرفضون الشراء إذا كان التمر مكشوفا، لذلك تحرص المتاجر على تغطية المعروض بورق شفاف، كما يحرص الزبائن على التأكد من خلوها من الحشرات في الداخل وبين الحبات كسوس النخيل أو النمل الذي يتسلق على أشجار النخيل، والحرص على انتقاء التمر الخالي من الثقوب والنخور والعفن، وعند شراء التمر المحلي يسأل الزبائن إذا كان من إنتاج هذه العام أم الأعوام السابقة، ويفضل شراء المنتج الأحدث، ولذلك تحرص المتاجر على توفير التمور الخالية من أية عيوب لأنها تخضع لرقابة الأجهزة التفتيشية.

وقال أحد الباعة لـ الوطن »: لقد وفرت المتاجر للزبائن جميع أنواع التمور سواء من إنتاج المزارع القطرية أو المستوردة من خارج قطر، ونحن نعرض كل الأنواع مثل السكري والخضري والبرحي والإخلاص والخنيزي وهذه معظمها من الإنتاج المحلي، كما لدينا أنواع مستوردة مثل السكري والصقيعي والمجدول والاخلاص، والشهل والشيشي وأم رحيم واللولو والمخروطي، مؤكدا أن الكثير من هذه الأنواع مستوردة من مصر والسعودية واليمن والعراق، عندما أقيم معرض العسل والتمور في الدوحة مؤخراً وعرض خلاله ما يقارب المائة صنف.

أحد الزبائن يبدو لديه خبرة كبيرة في انتقاء التمر فيقول: توجد فوائد عظيمة لبدء وجبة الإفطار بتناول التمر، أهمها الاقتداء بسنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فنأخذ أجر اتباع السنة، ومن الفوائد الصحية أن التمر يعوض الجسم عما فقده من الطاقة في نهار رمضان، ويمد الجسم بما يحتاجه من الفيتامينات والأملاح المعدنية وغيرها كالكالسيوم والبوتاسيوم والكربوهيدرات والسكر والألياف، وينشط الجهاز الهضمي ويقي من أمراض السرطان وغيرها من بقية الأمراض.

مؤكدا أنه يمكن تناوله في شكله الطبيعي وممكن أن يتم نقعه في الماء قبل المغرب بساعة أو ساعتين، ويمكن تناوله على شكل عجوة خالية من النوى أو مع المكسرات بحسب رغبة كل واحد.

كانت هذه جولتنا على محلات بيع التمور وخبز الرقاق حيث نقلنا لكم المشهد داخل الأسواق قبيل شهر رمضان المبارك أعاده على بلدنا الحبيب بالخير واليمن والبركات.

copy short url   نسخ
22/03/2023
45