أكد عدد من المواطنين أن ارتياد المجالس القطرية في شهر رمضان المبارك تعد من أبرز العادات والتقاليد التراثية التي يعكف اهل قطر في الحفاظ عليها نظرًا لأهميتها في توطيد أواصر المحبة والأخوَّة بين أفراد المجتمع وتعزيز صلة الأرحام بين الأقارب، مشيرين إلى أن المجالس الرمضانية تتأهب لاستقبال الضيوف والمدعوّين من الأقارب والأصدقاء والجيران.
وأضافوا خلال تصريحات خاصة لـ«الوطن» ان المجالس تعكس كرم الضيافة وتعد ملتقى يجتمع فيه الأقارب والأصدقاء للسمر وتبادل أطراف الحديث، كما تعتبر مدارس نشأت فيها الأجيال، وتعلمت منها وتناقلت العادات والتقاليد، وحافظت على الثقافة القطرية والهوية الوطنية.
وأشاروا إلى أن مجالس المواطنين تفتح أبوابها للجميع من بعد صلاة التراويح وحتى قبل موعد السحور.
في البداية قال عبدالله الحداد أن المجالس الرمضانية تعكس مدى الترابط بين المجتمع القطري، وفيها تعلمنا وتناقلت الاجيال العادات والتقاليد القطرية، ومنها تنبثق الهوية الوطنية لكونها جزءاً منها.
وأضاف الحداد: في المجالس يتم إكرام الضيف وينصت الصغير للكبير، ويتعلم الابناء آداب المجلس وطرق الترحيب بالضيوف وتبادل السلام، وكذلك تقديم القهوة العربية للضيوف، وبهذا تكون المجالس القطرية مدارس فيها يتم تعليم الأبناء ومنها تتناقل الاجيال العادات والتقاليد القطرية، موضحا ان مجلس أهل قطر يعد ملتقى للجميع وفيها تطرح النقاشات والاحاديث الشيقة ومنها تعلمنا ويتعلم الأبناء، وتعكس اللحمة الوطنية بين أهل قطر الذين يحرصون على التواجد بالمجالس.
ولفت إلى أن التوافد على المجالس يزداد في شهر رمضان لطبيعة هذا الشهر الفضيل، وخصائصه الدينية والاجتماعية القائمة على زيادة التقارب والتآلف بين الناس، وللدور الكبير الذي ظلت تشكله عبر التاريخ في التقاء الأفراد لقراءة القرآن والسمر وتناول وجبة السحور الرمضانية المعروفة بـ«الغبقة»، مشددا على القيمة المضاعفة للمجالس قبل اكتشاف وسائل التواصل الحديثة، وخلال العقود الأخيرة.
وأوضح أن المجالس ظلت منذ ظهورها فضاءات للتعلم ومصدرا للأخبار والنقاشات، لافتا إلى أنها تلعب دورا دينيا مهما خلال شهر رمضان من خلال قراءة القرآن على امتداد الشهر وختمه في نهايته.
وأكد أن المواطنين يحرصون في شهر رمضان الفضيل على تبادل الزيارات فيما بينهم والتواجد في المجالس من عقب صلاة التراويح وحتى قبل وقت السحور، كما ان هناك بعض المجالس التي تقيم موائد افطار، أو سحور، بهدف التقاء المواطنين في هذه المجالس، مشيرا إلى أن تناول وجبات الإفطار الجماعية تعتبر عادة توارثتها الاجيال عن الآباء والاجداد.
ودعا الحداد الشباب إلى زيارة المجالس والتواجد فيها باستمرار حتى لا يتأثروا بالانفتاح الثقافى ويحافظوا على العادات التراثية لدى أهل قطر ويحافظوا على هويتنا الوطنية.
«تقاليد خاصة في رمضان»
ومن جانبه قال سعد الكعبي إن المجالس بشكل عام تكمن في أنها ملتقى للأقارب والأصدقاء والجيران، ومعظم المواطنين يحرصون على أن تبقى مفتوحة طوال العام لاستقبال أي زائر، ولكن في رمضان يكون لها مميزات وتقاليد خاصة، حيث يرتفع عدد الزوَّار خاصة أن الكثيرين يجدون شهر رمضان فرصة لزيارة الأقارب والأصدقاء الذين يسكنون في مناطق ومدن أخرى ممن يجدون صعوبة بسبب مشاغل الحياة وبُعد المسافة في إقامة هذا الواجب.
وأكد الكعبي أن المجالس تراث تناقلته الأجيال وحافظت عليه، ففي المجلس يُنْصِت الصغير للكبير، ويلتقى المواطنون مع بعضهم البعض لتبادل الاحاديث أو النقاش حول مواضيع اجتماعية وثقافية ودينية، ويجتمع فيه كافة أطياف المجتمع للمشاركة في الأحاديث وسط أجواء مفعمة بالحب والأخوة، وهو ما يعكس صورة مشرفة عن تمازج المجتمع القطري وترابطه.
وأوضح: تعتبر المجالس المكان الوحيد الذي تتعرف فيه الاجيال على العادات والتقاليد، ومن خلالها نستطيع أن نحافظ على هويتنا الوطنية، وتناقل عاداتنا وتقاليدنا فيما بيننا وإيصالها إلى المجتمعات الأخرى، خاصة في ظل الانفتاح الحاصل وتعدد الجنسيات التي تعيش على أرض دولتنا الحبيبة قطر.
وعن أبرز خصائص المجلس الرمضاني قال: يعد تقديم القهوة العربية عادة أساسية في المجالس القطرية والخليجية، لاسيما أنها الطقس الأول الذي يقدم للضيف عند قدومه إلى المجلس.. وهناك العديد من العادات والتقاليد الأخرى التي لا يمكن تجاهلها.
وأشار إلى أن أهل قطر يحرصون على التواجد في مجالسهم بشكل يومي وعلى مدار العام، ويحرصون أكثر على ذلك خلال الشهر الفضيل، حيث يلتقون مع بعضهم من بعد صلاة التراويح وحتى قبل موعد السحور، ويتبادلون العزائم فيما بينهم سواء على الافطار أو الغبقة أو السحور.
«كرم الضيافة»
وبدوره يقول خالد فخرو إن المجالس تعد ملتقى الأهل والأصدقاء والمعارف لمناقشة المواضيع الاجتماعية والدينية أو القضايا العامة، مشيرا إلى أن التوافد عليها خلال الشهر الفضيل عادة ما يكون في الفترة الزمنية من بعد صلوات التراويح وحتى ساعة متأخرة من الليل قبل السحور، موضحا أن هذه المجالس مفتوحة أمام جميع الفئات العمرية للمجتمع القطري، ولا يقتصر الحضور فيها على كبار السن، بل يشمل الصغار الذين يتعلمون من تجارب الآباء والأجداد.
وأضاف: يحرص الجميع في شهر رمضان على زيارة المجالس القطرية والتي تعتبر وجهة للكثير من الضيوف سواء من داخل أو خارج البلاد وتعكس كرم الشعب القطري المضياف قائلا: عرف عن المجالس القطرية بأنها لا تغلق أبوابها أمام الزوار وتستقبل الجميع من كل حدب وصوب، وفيها يكرم الضيف، ويلتقي الكبار والصغار، ويستفاد من كل ما يدار فيها من نقاشات أو موضوعات اجتماعية، وذلك لكونها تستقبل كافة أطياف المجتمع.
وأكد فخرو أن أولياء الأمور يحرصون على اصطحاب أبنائهم للمجالس للتعلم من كبار السن آداب الجلوس والحديث وطرق المشاركة في النقاشات العامة والحفاظ على التراث والتقاليد القطرية.