كل ما صدر عن الحكومة الإسرائيلية حتى الآن يؤكد على حقيقة مفادها أنها ليست في وارد التعاطي نهائيا مع أي فرصة يمكن أن تلوح لتحقيق السلام، ليس بسبب الأقوال الصادرة عنها فحسب، ولكن بسبب ما تقوم من سن وتشريع المزيد من القوانين الاستعمارية العنصرية، والتصريحات التحريضية التي تصدر عن أكثر من مسؤول في الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، وكلها تجد صداها بشكل يومي في انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال وميليشيا المستوطنين، بما يؤكد أن الكيان الإسرائيلي يتنكر لجميع الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني، في دليل قاطع على غياب شريك السلام الإسرائيلي.
ما يحدث لا يمكن وقفه ما لم يضغط المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة، بصورة حقيقية وفاعلة تؤدي إلى إلزام دولة الاحتلال بوقف جميع إجراءاتها الأحادية غير القانونية، ويفرض عليها إرادة السلام الدولية، ويلزمها الانخراط في مفاوضات سياسية جادة مع الجانب الفلسطيني وفقا لمرجعيات السلام الدولية، وفي مقدمتها قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
إن التصريحات الصادرة عن الوزير الإسرائيلي الفاشي سموتريتش، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، تنكر الحكومة الإسرائيلية للاتفاقيات الموقعة وتمردها على القانون الدولي، وطبيعة ما تخطط له، وهو يستدعي ردا دوليا حازما وحاسما يتجاوز لغة «الانتقاد» على استحياء، إلى إجراءات فعالة عبر مجلس الأمن، من شأنها السماح بتنفيذ حل الدولتين، الذي توافق عليه المجتمع الدولي بأسره، وفرض إرادة السلام قبل انفجار الأوضاع، على اعتبار أن الانتهاكات الإسرائيلية لا يمكن للفلسطينيين تحملها أكثر مما فعلوا.