الجوع كافر.. ونمارسه لنحيا بكرامة وعز وافتخار.. الجوع قاتل ونمارسه لنموت بشرف..
هذا شعار أبنائنا في السجون الإسرائيلية الذين يقولون
الرصاص يتلوه الرصاص.. والمعركة تتلوها معركة، ومقاومة تتلوها مقاومة، والشعب الصابر الصامد يواجه في السجون وخارج السجون في الوطن وخارج الوطن المحتل والمتسلطن.. معركته اليومية، في السجون ومنذ عام 2012 بدأت معركة الأمعاء الخاوية بعد أن فقد الأسرى الأمل في تحرك من هم خارج السجن للإفراج عنهم وكثيرون منهم سجنوا ظلما وبهتانا ومنهم من سجن وهو يدافع عن حقه في أرضه ووطنه وبعد الإجراءات التعسفية والتي لا تراعي مواثيق الأمم ومعاهدات جنيف..
بتاريخ 17 أبريل 2012 امتنع 1600 أسير فلسطيني عن تناول وجبات الطعام لذلك اليوم وأعادوها إلى إدارة السجون في خطوة أطلقوا عليها «معركة الأمعاء الخاوية» التي فضلوا فيها الجوع على الخضوع لسياسات وأفعال وصفوها بالتعسفية، باتت إدارات السجون الإسرائيلية تتخذها بحقهم. وبذلك أعلن الأسرى بداية الإضراب المفتوح الذي سيطبقونه للضغط على السياسة التي تتبعها إدارات السجون الإسرائيلية، وشمل ذلك الإضراب الامتناع عن تناول الطعام والشراب عدا الماء حتى تتحقق كافة المطالب، التي طبّق من أجلها الإضراب، ويعد هذا الإضراب الأضخم من نوعه في سجون الاحتلال الإسرائيلية الذي أفضى إلى نتائج إيجابية لصالح الأسرى.
وفي السابع عشر من أبريل 2017 جدد الأسرى بقيادة الأسير مروان البرغوثي معركة الأمعاء الخاوية..
1500 أسير يواصلون لليوم الثامن معركتهم.. ورغم ما أصاب قائدهم مروان البرغوثي من تدهور في صحته إلا أنه رفض حتى تناول الدواء..
معركة الأمعاء الخاوية.. وما أصعبها من معركة، هي أبلغ من كل المعارك من السلاح الأبيض إلى النووي.. هي اختراع لم يصل إليه القادة المتخمون في المكاتب..
كيف نساندهم؟.. كيف نصل إلى أمعائهم؟، كيف نمد حبلا سريا من قلب عاصمة عربية ما زالت معافاة إلى أمعائهم لنعيد لهم الحياة الكريمة؟..
قد لا أجد إجابة.. فالإنسان العربي لم تعد له قيمة، ملايين هجروا وشردوا وملايين ينتظرون الموت.. والحياة الكريمة هي أن تواصل معركة معدتك الخاوية..
نبضة أخيرة..
المقالة الصحفية هي السهل الممتنع سهل الهضم، وليست اجترار كلمات من قواميس الكلم عسرة الهضم..
بقلم : سمير البرغوثي