كشف عدد من القانونيين عن أسباب تعثر الغارمين والذي يؤدي ذلك ليكون مصيرهم خلف القضبان بسبب مبالغ مالية صغيرة أو الاقتراض من البنوك أو بسبب سوء إدارة المشاريع، مشيرين إلى أن المحاكم القطرية تمتلئ بقضايا الغارمين الذين يكونون في الغالب مصيرهم السجن، لافتين إلى أن مثل تلك الحالات تحتاج المساعدة من أهل قطر لدفع المبالغ المستحقة عليهم ولم شملهم مع أسرهم في الشهر الكريم.
وأشادوا خلال تصريحات لـ «الوطن » بفزعة أهل قطر لسداد ديون الغارمين والمتعثرين، وفك كربهم في شهر رمضان المبارك، من أجل لمّ شمل أسرهم، وإدخال الفرحة والسرور إلى بيوتهم..وأكدوا أن فكّ الكرب، الذي يعيشه الغارمون يدخل ضمن مصارف الزكاة الثمانية، وأنه ليس من المستغرب الإقبال من أهل قطر على فك كرب الغارمين، مشيرين إلى أن أهل قطر يفزعون دائماً من أجل إعانة الآخرين، وأن مثل هذه المبادرات الإنسانية من السمات الأصيلة التي يتحلى بها القطريون.
وشددوا على ضرورة أن تتم عملية تسديد ديون الغارمين وفق شروط وضوابط معينة، حتى لا يعود الغارم للاقتراض مرة أخرى أو غير ذلك.
مصارف الزكاة
في البداية قال المحامي عبدالله المطوع إن شهر رمضان المبارك هو شهر الخيرات حيث يسارع فيه الجميع لعمل الخير وكسب الأجر، لافتاً إلى أن وجوه الخير في هذا المجال متعددة مثل إفطار صائمين أو سداد ديون الغارمين بالدولة لجلب الفرحة لأسرهم وغيرها من مجالات الخير المتعددة.
وأضاف أن سداد ديون الغارمين من المواطنين يحمل أبعاداً إنسانية واجتماعية كبيرة، أولها أنه يفكّ أسر السجين من خلال تسديد الدين الذي عليه، وثانيها أنه ذو طابع نفسي عاطفي بتقديم المساعدة له حتى يشارك أبناءه المناسبات الاجتماعية وفرحة الأعياد..وتابع المطوع قائلا: إن فكّ كرب الغارمين يدخل ضمن مصارف الزكاة، وليس من المستغرب الإقبال علي الخير من أهل قطر الخير، الذين طالما دعموا المحتاجين سواء في الداخل أو الخارج، لافتاً إلى أن قطر لا تدخر جهداً في الوقوف بجانب المحتاجين..وأكد أن هناك المئات من الغارمين بالسجون غير قادرين على السداد، وأن شهر رمضان من كل عام يعد الوقت المناسب للإفراج عنهم ولمّ شملهم مع أسرهم.
وأوضح أن السداد عن الغارمين يجب أن يكون وفق ضوابط وشروط معينة تضعها الجهات المختصة والجمعيات الخيرية، حتى لا يعودوا للاقتراض مرة أخرى.
وأشار إلى أن قضايا الشيكات والقروض تملأ ساحات المحاكم، خاصة أن البنوك تتخذ الإجراءات القانونية بحقهم في حالة عدم سداد القروض، لافتاً إلى أن شهر رمضان الكريم فرصة عظيمة للمحسنين والجمعيات الخيرية للإفراج عن الغارمين، بسداد ما عليهم من مديونيات.
«إعادة البسمة»
من جانبه قال المحامي عبدالله السعدي إن سداد ديون الغارمين من الأعمال الخيرية التي يجب أن يلتفت إليها المحسنون والجمعيات الخيرية في شهر رمضان المبارك، حيث يساهم سداد ديون الغارمين وإخراجهم من السجون في إعادة البسمة والأمل والفرحة في نفوس أسر المتعثرين والغارمين.
وأشاد بفزعة جميع أهل قطر للتضامن مع الحملات الرمضانية كل عام لفك كرب الغارمين والتي ينتج عنها سنويا إخراج المئات من الغارمين وعودتهم لأسرهم، وقال إن ذلك يدل على إنسانية وجهد وتضافر جميع المؤسسات بالدولة من أجل إنقاذ عدد من الأسر، وعودة الفرحة إليها.
ولفت السعدي إلى أن المحاكم أصبحت مليئة بقضايا الغارمين التي تنتج عن سوء إدارة المشاريع، مما يؤدي إلى صعوبة سداد المستحقات المفروضة عليهم، مؤكدا على ضرورة قيام الجهات المختصة بإطلاق حملات تعريفية وتوعوية بأضرار الديون، لأن هناك بعض الأشخاص ليس لديهم وعي أو إدراك بخطورة الدين، ويعانون من سوء تقدير الأمور، مؤكدا أن هناك كثيرين يواجهون دعاوى قضائية، بسبب عدم سداد حقوق مالية لأفراد وشركات أو بنوك.
ويرى أن من يستحق سداد ديونه هو الغارم الذي ليس عليه جرم، لأن هناك بعض الغارمين لديهم عدد كبير جداً من القضايا، وبعضهم مدينون بمبالغ ضخمة.
«سوء التخطيط»
وفي سياق مواز أكد المحامي عيسى السليطي عضو مجلس إدارة جمعية المحامين أن سداد ديون الغارمين قضية مهمة تكمن أهميتها في أن بعض الأفراد قد يقعون في أزمات بسبب سوء التخطيط وعدم دراسة الجدوى، ودخولهم مشاريع كبيرة دون وعي كامل بالأضرار.
وأوضح: إن قضايا الغارمين لها آثارها الاجتماعية السلبية على الزوجة والأطفال، وتهدد بتفكك الأسرة بكاملها، مشدداً على ضرورة التركيز على قضية الغارمين ودعم الجهود الإنسانية من جانب المحسنين والجمعيات الخيرية خلال الشهر الفضيل، من أجل سداد ديون المتعثرين في سداد الديون..ونوه السليطي بأن مثل هذه الجهود مسؤولية جماعية يجب أن تشارك فيها أطياف المجتمع كافة، من أجل سداد ديون الغارمين، مطالبا الجهات المعنية بضرورة تدشين حملة توعوية بمخاطر الديون وأثرها على الأسرة والمجتمع بشكل عام.
وأكد على ضرورة توفير وظائف للغارمين بعد خروجهم من السجن، حتى لا يقعوا في فخّ الديون مرة أخرى، داعياً إلى ضرورة عقد ورش عمل توعوية وتثقيفية لتوعية الشباب بمخاطر الاقتراض، حتى لا يقعوا في دائرة الديون مرة أخرى، وشدد على أهمية دور الجمعيات الخيرية في حل أزمة الغارمين والإفراج عنهم.