+ A
A -
ليس عنوانا لفيلم، ولا لرواية، إنما خطة عمل وضعها صلاح الدين الأيوبي من أجل تحرير بيت المقدس من احتلال صليبي مقيت، تسبب في جريان الدم في شوارع المدينة حتى وصل إلى ركب الجنود.. فالحالة التي كانت عليها الأمة السلامية، والتي أدت إلى ضياع بيت المقدس، تشبه حالتنا هذه الأيام مما تسبب في ضياع عواصم، والخوف على ضياع عواصم أخرى، فقد ساد من الناحية الدينية ما يسود اليوم الجهل، والبعد عن أحكام الدين، وانتشار البدع والخرافات، والفرق الضالة والباطنية.
ومن الناحية السياسية: كان هناك خلافتان: عباسية سنية في بغداد، وفاطمية شيعية في مصر، وكانت بينهما حروب استعان الفاطميون فيها بالصليبيين على العباسيين! وأعاقوا تحرير القدس، وقاموا باغتيال كثير من الأمراء والعلماء الذين كانوا ضد الصليبيين
كما حصل ويحصل في العراق التي أنهت حياة علماء صنعوا مجدا لأمة لو بقيت دولتهم الصدامية لما كان حالنا هذا الحال..
واقتصاديا فقد عمّ الغلاء واحتكار الأقوات وترف الأغنياء وشيوع الفقر وكثرة الضرائب حتى بيعت البيضة بما يعادل خمسة ريالات.. يقول المؤرخ أبو شامة عن أحوال الناس في ذلك الزمان: «كانوا كالجاهلية، هم الواحد منهم بطنه وفرجه، ولا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا». ويقول الرحالة ابن جبير عن أهل المشرق: «وما سوى ذلك مما بهذه الجهات الشرقية فأهواء وبدع، وفرق ضالة وشيع؛ إلا من عصمه الله عز وجل من أهلها».
هذا كان حال المسلمين في القرن الخامس الهجري؛ هل سيكون بإمكان المسلمين مع هذه الحال منع الصليبيين من احتلال بيت المقدس عام 492هـ؟
وهل يمكن أن تكون استعادة بيت المقدس على يد صلاح الدين عام 583هـ بعد 91 عامًا من الاحتلال نتيجة جهد فردي لقائد، أم أنه لا بد أن يكون ثمرة جهود ضخمة لأجيال متعددة وعلى مستويات مختلفة؟
لقد بدأ صلاح الدين خطته بإصلاح قلوب وعقول المسلمين وله مقولة «لن اذهب لتحرير بيت المقدس الا بعد أن أرى المصلين في صلاة الفجر كما أراهم في صلاة الجمعة»،
وقس ذلك على حالنا اليوم.. في كل عواصم العالم العربي لا تجد سوى صف أو صفين في أكبر المساجد.
لقد أقام صلاح دولته من حلب إلى القاهرة وربط بينهما بحبل سر هو الايمان، فقد حول الأزهر إلى نهج رسول الله، ودعا منه إلى تحرير شقيقه في بيت المقدس.. وأعد لهم ما استطاع، لكن الإيمان كان سلاحه القوي والفتاك..
نبضة أخيرة
هم دعونا للتسامح.. وهم يقرضون أطراف أثوابنا..
بقلم : سمير البرغوثي
ومن الناحية السياسية: كان هناك خلافتان: عباسية سنية في بغداد، وفاطمية شيعية في مصر، وكانت بينهما حروب استعان الفاطميون فيها بالصليبيين على العباسيين! وأعاقوا تحرير القدس، وقاموا باغتيال كثير من الأمراء والعلماء الذين كانوا ضد الصليبيين
كما حصل ويحصل في العراق التي أنهت حياة علماء صنعوا مجدا لأمة لو بقيت دولتهم الصدامية لما كان حالنا هذا الحال..
واقتصاديا فقد عمّ الغلاء واحتكار الأقوات وترف الأغنياء وشيوع الفقر وكثرة الضرائب حتى بيعت البيضة بما يعادل خمسة ريالات.. يقول المؤرخ أبو شامة عن أحوال الناس في ذلك الزمان: «كانوا كالجاهلية، هم الواحد منهم بطنه وفرجه، ولا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا». ويقول الرحالة ابن جبير عن أهل المشرق: «وما سوى ذلك مما بهذه الجهات الشرقية فأهواء وبدع، وفرق ضالة وشيع؛ إلا من عصمه الله عز وجل من أهلها».
هذا كان حال المسلمين في القرن الخامس الهجري؛ هل سيكون بإمكان المسلمين مع هذه الحال منع الصليبيين من احتلال بيت المقدس عام 492هـ؟
وهل يمكن أن تكون استعادة بيت المقدس على يد صلاح الدين عام 583هـ بعد 91 عامًا من الاحتلال نتيجة جهد فردي لقائد، أم أنه لا بد أن يكون ثمرة جهود ضخمة لأجيال متعددة وعلى مستويات مختلفة؟
لقد بدأ صلاح الدين خطته بإصلاح قلوب وعقول المسلمين وله مقولة «لن اذهب لتحرير بيت المقدس الا بعد أن أرى المصلين في صلاة الفجر كما أراهم في صلاة الجمعة»،
وقس ذلك على حالنا اليوم.. في كل عواصم العالم العربي لا تجد سوى صف أو صفين في أكبر المساجد.
لقد أقام صلاح دولته من حلب إلى القاهرة وربط بينهما بحبل سر هو الايمان، فقد حول الأزهر إلى نهج رسول الله، ودعا منه إلى تحرير شقيقه في بيت المقدس.. وأعد لهم ما استطاع، لكن الإيمان كان سلاحه القوي والفتاك..
نبضة أخيرة
هم دعونا للتسامح.. وهم يقرضون أطراف أثوابنا..
بقلم : سمير البرغوثي