اقتحم «85» مستوطنا المسجد الأقصى المبارك، أمس، سادس أيام شهر رمضان، في تحد سافر واستفزازي جديد.
عملية الاقتحام تمت تحت حماية قوات شرطية، يرافقهم عضو الكنيست السابق المتطرف إيهودا غليك، حيث نظموا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحات المسجد، واستمعوا إلى شرح حول الهيكل المزعوم.
هذا التحدي الجديد عمل مدان، وهو ينذر بدفع الأمور نحو حافة انفجار شديد الخطورة بسبب ممارسات حكومة نتانياهو في السلطة، وبالأمس قال الاتحاد الأوروبي إن السلطات الإسرائيلية هدمت «953» منزلا فلسطينيا بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية خلال «2022»، في أعلى رقم منذ «2016»، وأشار الاتحاد إلى أن أكثر من «80 %» من المباني التي هُدمت تقع في المنطقة المصنفة «ج»، وتم تهجير وتضرر «28» ألفا و«446» نسمة.
حكومة نتانياهو، ومنذ يومها الأول، اقتربت من دفع الأمور إلى حافة الانفجار حرفياً، وما تفعله وتقوم به من ممارسات يزيد من خطر التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن احتمال اندلاع انتفاضة جديدة باتت هي الأداة الوحيدة بيد الشعب الفلسطيني للرد على الجرائم الإسرائيلية.
هذه الحكومة تشكلت من تحالف يضم مجموعة من قادة المستوطنين والقوميين المتشددين والمحافظين المتطرفين، بقيادة نتانياهو، ويسعى زعماء المجموعة، كلٌّ بطريقته، إلى ضم الضفة الغربية، وزيادة التخفيف القائم في قواعد الاشتباك لدى الجيش الإسرائيلي، وترسيخ السيطرة الإسرائيلية على الأماكن المقدسة في القدس المحتلة.
لقد استهدفت السياسة الإسرائيلية، في ظل الحكومة السابقة، الحفاظ على وهم الاستقرار العام، أما الآن فقد رُفع الغطاء عن هذا الوهم.