احتفل المسرحيون في قطر أمس الأول باليوم العالمي للمسرح، ضمن احتفالية كبرى نظمتها وزارة الثقافة ممثلة في مركز شؤون المسرح، وبحضور سعادة وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، والدكتور غانم بن مبارك العلي وكيل وزارة الثقافة المساعد للشؤون الثقافية، والدكتور خالد السليطي المدير العام للحي الثقافي كتارا، ونخبة من المسرحيين والمهتمين بالحراك المسرحي في قطر.
أقيمت الاحتفالية على مسرح الدراما بكتارا، وبدأت بكلمة اليوم العالمي للمسرح والتي كتبتها الفنانة سميحة أيوب وألقاها الفنان جاسم الانصاري، تلاها عرض «غجر البحر» لفرقة قطر المسرحية، من تأليف طالب دوس وإخراج ناصر عبدالرضا، ولاقى العرض إشادة كبيرة، حيث تألق النجوم المشاركون فيه بشكل كبير ولافت مما انعكس إيجابيا على الجمهور وأشعل حماسهم.
وحول العرض وتفاعل الجمهور معه قال الكاتب طالب الدوس مؤلف مسرحية «غجر البحر» في تصريحات خاصة لـالوطن إن الفنانين المشاركين في المسرحية قاموا بعمل العديد من البروفات خلال الأيام الماضية ومجهودهم في تلك البروفات انعكس إيجابياً على خشبة المسرح وأبدعوا فيما قدموا وكانت النتيجة مميزة كما شاهدنا، واستطاعوا أن يحتفلوا مع المسرحيين في هذه المناسبة المميزة بالشكل الذي يستحقه هذا الحدث، ورأى أن عرض الليلة كان أفضل نسخة قدمت من المسرحية حتى الآن، حيث لاقت الإشادة الكبيرة والتفاعل القوي من قبل الحضور.
وفيما يتعلق برسالته للمسرحيين أضاف الدوس: بالرغم من كل التحديات التي تواجه المسرحيين على مستوى الفن المسرحي عالمياً إلا أننا مستمرون، وسنتخطى الصعاب، فهذا الميدان هو ميدان للإنسانية وليس للمسرحيين فقط، لذا أقول لهم استمروا فيما تقدمونه، وسنصل لمرحلة التطهير للنفوس وللإنسانية، لأن المسرح وجد ليكون رواده دائماً محاربين ومناضلين.
من جانبه قال الروائي والأكاديمي الدكتور أحمد عبدالملك إن الاحتفال بيوم المسرح العالمي مناسبة لتنشيط الذاكرة بأهمية المسرح كونه «أبو الفنون»، وأضاف موضحا: قد تكون هذه الليلة بادرة خير خصوصا مع عرض هذه المسرحية الجميلة ويكون هذا حافزا للفرق للبحث عن نصوص جديدة تخرج فيها التقليدية فالقضية ليست احتفالية بقدر ماهي نوع من الامتحان للبحث عن قوالب جديدة لارضاء الجمهور وأيضا للبحث عن الكفاءات الجديدة وفتح آفاق للمسرح تكون مدهشة وتكون مرضية للجميع.
كما أكد الفنان والأستاذ بكلية المجتمع سعد بورشيد أن المسرح القطري ثابت وقائم ومستمر رغم التحديات التي واجهته: رغم كل المعوقات والصعاب وآخرها كان وباء كورونا لكن المسرح القطري استمر بفضل التزام المسرحيين القطريين بهذا المسرح الذي يعكس ثقافتنا وتراثنا وهويتنا، وتاريخنا، ومن منطلق احساسنا بمسؤوليتنا نحن كمسرحيين دارسين لفن المسرح اتجاه المسرح والأجيال التي يجب علينا تشجيعها، وتقديم الدعم لها سواء من خلال المسرح المدرسي أو المسرح الشبابي والمسرح الجامعي أو من خلال مسرح المحترفين.
ولفت إلى أن قطر هي الدولة الخليجية الأولى التي احتفلت باليوم العالمي للمسرح، ومن أوائل الدول العربية، ويعكس ذلك الاهتمام الكبير الذي توليه للمسرح والحركة المسرحية.
وقال الفنان علي ميرزا إن اليوم العالمي للمسرح يمثل يوم عيد لكل المسرحيين بمختلف مشاربهم ومدارسهم حيث يتيح لنا الالتقاء حيث يخلق حالة من الانسجام والتآلف كتلك التي يحدثها العيد، وفي هذا اليوم تبرز الطاقات والمواهب الابداعية الشبابية الجديدة وكذلك القديمة من المؤسسين والمخضرمين ويتاح في هذا اليوم للمؤلف والممثل والمخرج الظهور على خشبة المسرح والبروز.
وتمنى الفنان ميرزا ازدهار المسرح القطري، وكثرة الأعمال خصوصا أن احتفالات اليوم العالمي للمسرح في دولة قطر قديما كانت تمتد لأسبوع كامل بعروض متعددة ومتنوعة.
من جانبه أكد الفنان سالم المنصوري أن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح عادة مسرحية حميدة، ترعاها وتشرف عليها وزارة الثقافة ممثلة في مركز شؤون المسرح، وثمن جهود الوزارة والمركز فيما يتعلق بالاهتمام بيوم المسرح العالمي وبمواكبة مثل هذه الأحداث الفنية المهمة.
وعبر المنصوري عن سعادته بالعرض المسرحي «غجر البحر» الذي عرض ضمن الاحتفالية، وأشاد بأداء الفنانين المشاركين في العرض وبجهود الفنان ناصر عبد الرضا وجميع القائمين على المسرحية، كما أشاد أيضًا بما طرح ونوقش خلال الندوة التي صاحبت الاحتفالية والتي أقيمت تحت عنوان «المسرح القطري بين الواقع والمأمول» بحضور نخبة من المسرحيين والنقاد.
وأشار المنصوري إلى أن استمرارية هذه الفعاليات التي تجمع الفنانين ضرورة مؤكداً أن هذا التجمع هو المكسب والغاية والهدف، مشددا على أن هذه التجمعات تسهم بشكل كبير في إثراء الحراك المسرحي وتنشيط الحركة الفنية في قطر، متنمنياً استمرارية مثل هذه الفعاليات حتى وإن اقتصرت على الندوات أو العروض من فترة لأخرى، على حد تعبيره. فيما قال الفنان علي الخلف: في مثل هذا اليوم الذي نحتفل فيه جميعاً كمسرحيين بمسرحنا ونلتقي لنقدم كل ما هو جميل ومبدع، أؤكد أنه ولله الحمد لازالت روح المسرح موجودة وعامرة والدليل عرض «غجر البحر» الرائع والمميز الذي شاهدناه على خشبة المسرح ضمن الاحتفالية وتفاعلنا جميعاً معه ومع أبطاله والمشاركين فيه من فنانين يمتلكون الإبداع المسرحي الحقيقي.
يجدر الذكر بأن الهيئة العالمية للمسرح تحتفل في يوم السابع والعشرين من كل عام بيوم المسرح العالمي، منذ عام 1962، وهو تاريخ إطلاق موسم «مسرح الأمم» في باريس، ومنذ ذلك الحين وفي هذا التاريخ من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح على نطاق عالمي، وقد اختارت الهيئة هذا العام سيدة المسرح العربي الفنانة المصرية سميحة أيوب، لكتابة رسالة يوم المسرح العالمي لهذا العام.
وقد اختتمت الاحتفالية القطرية بيوم المسرح العالمي بندوة «المسرح القطري.. بين الواقع والمأمول» وقد تناولت بدايات المسرح القطري، مرورا بتشكل الفرق المسرحية الخاصة، وعوامل ازدهار المسرح في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، مقدمين العديد من النماذج من الأعمال المسرحية التي شاركت في العديد من المهرجانات العربية والدولية، شارك في الندوة الدكتور حسن رشيد والكاتب المخرج حمد الرميحي والفنان جاسم الأنصاري.