قدمت أمس حركة المقاومة الإسلامية نموذجا يدرس فعلا، ليس في المدارس الفلسطينية، بل وفي جميع مدارس الأمة الإسلامية، لهذه الروح التي قدم بها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة بإعلانه عن قيادة جديدة لحماس، وبإعلانه وثيقة أقرتها الحركة بكل قياداتها وعناصرها، من كندا إلى الصين.. حماس تقدم للشعب الفلسطيني المصالحة على صهوة حصان الحب للوطن، عبر هذا النضج السياسي الذي تضمنته بنود وثيقتها وإعلانها أن قضية فلسطين ليست قضية فلسطينية عربية، بل قضية إسلامية، فهي مسؤولية كل مسلم من المليار و700 مليون إنسان نطقوا الشهادتين، إن هذا التعديل على برنامج الحركة السياسي موافقتها على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 لكن من دون ان تعترف بحق إسرائيل في الوجود، رافضة المساس بسلاحها. فهذا من حقها فهي كما أعلنت هي حركة تحرّر ومقاومة وطنية فلسطينيَّة إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، «مرجعيَّتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها.
حماس مدرسة بوضع خريطة لفلسطين من نهر الأردن شرقاً إلى البحر المتوسط غرباً، ومن رأس الناقورة شمالاً إلى أمّ الرشراش جنوباً وحدة إقليمية لا تتجزّأ» وتعريفها للفلسطينين بأنهم المواطنون العرب الذين كانوا يقيمون في فلسطين حتّى سنة 1947، سواء من أُخرج منها أم من بقي فيها؛ وكلّ مَنْ ولد من أب عربي فلسطيني بعد هذا التاريخ، داخل فلسطين أو خارجها، هو فلسطيني». مؤكدة أن «الإسلام ضدّ جميع أشكال التطرّف والتعصب الديني والعرقي والطائفي».
وثيقة حماس بكل بنودها التي تنشرها الوطن كاملة هي وثيقة كل إنسان فلسطيني وكل إنسان عربي وكل إنسان مسلم.. يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية..
لقد كان مشعل صادقا في طرحه فحركة جسده - كما يقول عالم الحركات صديقي الدكتور مبارك الأشقر- كانت صادقة، فلم يحك أنفا ولم يتأتئ ولم «يهطهط» ولم يسخر.. كان بابتسامته الانيقة ينثر صدقا.. إسرائيل لا تريده، ولا تريد أن تسمعه ولا تريد شعبها أن يراه فيما يجلس السنيار خلف الطاولة يستمع.. وفي قلبه رضا عن رئيسه الذي يتحدث بلسان كل أبناء الحركة.. يمد يده إلى فتح ويوافق على ما عرضته عليه.
«يا حماس أنت انموذجا.. نتمناه في كل مؤسساتنا، يا فتح نريدك حماسا أخرى.. يا سلطة اليوم يوم المصالحة.. فمدوا أياديكم من رام الله إلى غزة فمصالحتكم طريقنا لوطن مستقل في حدود 67 يجمعنا من جديد»..
نبضة أخيرة
التسامح شيمة الأنقياء

بقلم : سمير البرغوثي