أعلنت دول ومنظمات عربية وإسلامية، الأسبوع الماضي، رفضها الاقتحامات الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى، وتمديد ساعاتها، وفي بيانات حول هذا الموضوع، نددت هذه الدول والمنظمات بالتصعيد الخطير الذي اعتبرته بمثابة اعتداء على حرمة الأماكن المقدسة وحرية العبادة، وانتهاك صارخ للقانون الدولي، مؤكدة على أن المسجد الأقصى بكامل مساحته، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، داعية المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات المتكررة واحترام حرمة الأماكن المقدسة.

ما تفعله سلطات الاحتلال تحدٍ سافر واستفزاز، وعمل مدان ومرفوض، يتعين على المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات الملائمة لوقفه بعيدا عن بيانات التنديد وحدها، واستمرار الاحتلال في القيام بمثل هذه الخطوات التصعيدية، لن يؤدي إلى تحقيق هدوء أو استقرار، كما أنه سيدفع باتجاه انفجار خطير للأوضاع، يمكن تداركه قبل فوات الأوان، ومع كل ما نسمعه من المجتمع الدولي، وفي المقدمة منه الولايات المتحدة الأميركية لجهة ضرورة عدم المساس بالوضع القائم، والتأييد الواضح والصريح لحل الدولتين، إلا أن أحدا ليس في وارد التحرك لترجمة الأقوال إلى أفعال، وفي ذلك إشارة في غاية السلبية مكنت سلطات الاحتلال حتى الآن من المضي في عملية التصعيد ضد المقدسات الإسلامية، وهي قضية خطيرة لا يجوز العبث بها على الإطلاق.

عام «2003»، سمحت الحكومة الإسرائيلية أحاديا لمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى من خلال «باب المغاربة» في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، ومنذ ذلك الحين، توالت الاقتحامات وأخذت بعدا تصاعديا ينذر بانفجار كبير ما لم يتم تدارك الأوضاع عبر تدخل عاجل وصريح من المجتمع الدولي.