اعلان على قروب «القبيلة» والدي مجيد عبد الرزاق محمد البرغوثي في ذمة الله.. «الابن شادي»
تمتمت في خشوع.. «إنا لله وإنا إليه راجعون» وسجدت لله الذي «خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم أحسن عملا».
«البقاء لله»
الشاعر مجيد شقيق الشاعر مريد عم الشاعر تميم.. الحنون ابن الحنون.. الذي أشعل «المشعل» في قطر منذ عام 1979 في ذمة الله..
وتعود بي السنون إلى يوم تخرجه من العشرة الأوائل في الثانوية العامة عام 1966 وفرحة قريته دير غسانه به، لتخرج في وداعه مغادرا إلى العاصمة عمان ليلتحق بالفوج الخامس في الجامعة الأردنية التي تأسست عام 1962، لأجده في استقبالي نازحا من الضفة الغربية عام 1967 ويصطحبني إلى مخيم الجامعة الذي أعدته تحت أشجارها الباسقة لاستقبال الطلبة النازحين.. ويأخذني في جولة بشوارع العاصمة عمان ونتذوق لأول مرة كنافة «حبيبة» برفقة طالبين من العائلة.. لأجده في استقبالي في الأحمدي بالكويت عام 1973 حيث انتقل للعمل مدرسا للغة الإنجليزية، ونبكي سويا في مقبرة الصليبخات على الشهيد فهيم عطا البرغوثي، ومن بعد يغادر إلى قطر ليلتحق بشقيقه منيف البرغوثي مدير عام شركة ناصر بن خالد حينئذ.. ولم أره الا عام 1995 حين التحقت بالوطن.. فاصطحبني بسيارته الشفروليه.. بجولة في يوم جمعة يطلعني على العاصمة الدوحة، والمستقبل الذي تنتظره قطر.. وكان يدير مجلة المشعل.. التي كانت تصدرها قطر للبترول لأراه شعلة نشاط في أول مؤتمر للغاز، ومن ثم في افتتاح مدينة راس لفان.. ليترك المشعل عام 2000 متفرغا للشعر واعماله الخاصة.. وحين مرضت والدته أم منيف عاد للأردن ليبرها متقاسما هذا الأبرار مع شقيقيه الشاعر مريد والمهندس علائي ثم ليتفرغ لتأليف ديوانه الشعري «ممر لا يشبهه ممر»، يقول مجيد رحمه الله الذي كان يرفض أن ينحني لأي مانح أو رئيس أو زعيم متمسكا بكرامته:
سلاحُ الجائعينَ هو الكرامَة
وخبزُ المانِحينَ هو الندامَة
فمَن شبِعُوا.. مع الأعداءِ قاموا
وَغضُّوا الطرفَ عنهُم كالنّعامَة!
ومن صَدُّوا أعادينا.. جِياعٌ
وتُخفي جُوعَهم أحلى ابتسامَة
رحمك الله يا ابن العم فقد علمتنا وعلمت أجيالنا أن نجوع من أجل الكرامة.. فسلام إلى روحك من مروان وهو يقود معركة الأمعاء الخاوية، رافضا كسرة الخبز.. حتى لا يقع في ما وقع فيه من شبعوا مع الأعداء ولن تنفعهم الندامة..
نبضة أخيرة
لم تبق سوى أيام قلائل..
لنعرف من القتيل ومن القاتل
القلب أم صاحب القلب
أم سيدة المناجل!!

بقلم : سمير البرغوثي