برعاية البعثة الأممية في ليبيا انعقد اجتماع باسم اللجنة الأمنية المشتركة، لجنة 5+5، إلا أن الاجتماع تجاوز الإطار التنظيمي للجنة وتخطى صلاحياتها، لهذا كان اجتماعا فارقا ثار حوله جدل كبير، وتباينت ردود الفعل حياله ما بين داعم ورافض.

صحيح أن اجتماع طرابلس الأمني لم يكن الأول بالنسبة للجنة المشتركة 5+5، إلا أنه لم يقتصر على الأعضاء العشرة الرئيسيين، بل اتسع ليشمل مسؤولين عسكريين وأمنيين من الغرب والشرق.

الاجتماع رتبت له البعثة الأممية، وهدف البعثة هو تذليل الصعوبات والعقبات الأمنية أمام الانتخابات التي تسعى لإجرائها نهاية العام الجاري على رواية عدد من المراقبين في الداخل والخارج، وقد سبق ترتيبات البعثة ضغوط وواسطة أميركية أسهمت في قطع مسافات طويلة بين الجبهتين في مدى زمني قصير.

أهمية الاجتماع لم تقتصر على من شارك فيه من قيادات مثلت القوى الحقيقية على الأرض في الغرب والشرق، بل تعدت ذلك إلى أجندة الاجتماع والتي تخطت التفويض الخاص باللجنة الأمنية المشتركة 5+5 والذي ينحصر في توحيد المؤسسة العسكرية وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، إلى المجال السياسي حيث تم طرح ملف الحكومة والتعهد بالتوافق على سلطة تنفيذية موحدة.

التناغم بين أجندة اجتماع العاصمة الأمني الموسع وبين اتجاهات البعثة الأممية ومن خلفها القوى الغربية الفاعلة بقيادة الولايات المتحدة بات جليا، ذلك أن ركائز السير الحثيث إلى الانتخابات يتطلب تسوية سياسية واتفاقا حول الأساس الدستوري والقانوني وقد وقع تطور على هذا المسار، كما يقتضي ترتيبات أمنية تتفق عليها الفواعل العسكرية والأمنية وهذا ما تم الشروع فيه في اجتماع العاصمة والذي كما أعلن المجتمعون هو باكورة اجتماعات لاحقة، ثم يحتاج حكومة موحدة وهذا يتطلب توافقا بين الساسة والعسكريين والأمنيين في الجبهتين الغربية والشرقية ويبدو أن توجها قد انعقد بخصوص النزاع الحكومي لم تعلن تفاصيله، لكنه يحصر الاختيار في مدينة مصراتة. حظوظ الدبيبة ما تزال وافرة في القبول به كرئيس حكومة لمرحلة الانتخابات، فهو مقبول على المستوى الدولي، والشروع في تنفيذ الطريق الدائري الثالث من قبل ائتلاف الشركات المصرية قد يكون علامة على تقارب بين االدبيبة والقاهرة، ويبدو أن الخط الساخن بين طرابلس والرجمة قد قرب وجهات النظر بين الكتلتين الرئيسيتين في الغرب والشرق. بالمقابل، فإن معارضة مجلس النواب ورغبة بعض الأطراف الغربية في أن يكون رئيس الحكومة الجديد بعيدا عن النزاعات قد يقلل من حظوظ االدبيبة ويدفع بشخصية أخرى لطريق السكة، وهناك حراك سياسي وأمني داعم لشخصية مصراتية بديلة للدبيبة وباشاغا آخذ في الاتساع.عربي 21