انحدر العربي عامة، والمسلم خاصة، إلى الدرجة الدنيا في الكثير من المدن الأوروبية، التي يتحكم الإعلام الصهيوني فيها!
وعاد نشر الصورة السيئة التي كانت تروج عن العربي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وتصفه بأنه ذو ذنب طويل، وله أذنا حمار وعقل ثور إسباني!.
هذه الصورة، تغذيها وسائل التواصل، ووسائل الدعاية الصهيونية التي خسرت المعركة الإعلامية لفترة من الزمن، وهي الفترة التي كان فيها بعض رؤساء الدبلوماسية العربية يظهرون وهم يرتدون البزة الغربية ويتحدثون بكل لغات الأرض، حتى بات الأوروبي يرى في العربي إنسانا متحضرا راقيا ويصلح شريكا للسلام وشريكا تجاريا مع أن الصورة يفترض أن تكون مقلوبة، وهو ما أزعج الكثيرين وخاصة الصهيونية وحملة فكرها من صحفيين متصهينين ورجال إعلام يعملون على تشويه صورة العربي حتى في الوطن العربي الذي بات فيه العربي درجة دنيا وبات الفلبيني والهندي والنيجيري وكل أجناس الأرض أفضل منه.
مؤسسات وطنية للأسف رأسمالها عربي ومجلس إدارتها عربي؛ تجعل مسؤول الموارد فيها آسيويا؛ فيعمل على ملء كل الشواغر فيها من بني جنسه، ويدبر المكائد لإنهاء خدمة كل عربي يصل إلى درجة عليا.
مدير توظيف آسيوي في شركة بترولية عربية كبرى ينسب بعدم الموافقة على مهندس، متعذرا بأنه عربي وأن استقدامه صعب!!
ومؤسسة إعلامية عربية وأخرى إلكترونية لديها جدولا مرتبات، الأول للأجنبي، والآخر للعربي وراتب المهندس الأجنبي ضعف راتب زميله العربي وإن كان المهندسان خريجي نفس الجامعة ولديهما نفس الخبرة.
مدير عربي يقول «استعمرنا الغرب وفرض أفضليته علينا».. ويستمر التفضيل ومن يرفض هذا التفضيل فليبحث عنه في عالم خارج الكون، فالعربي درجة دنيا حتى عربيا، وعلينا أن نبحث عن مخرج وحل للارتقاء بالعربي إلى العالمية..!
المسألة تحتاج إلى مال وإلى إعلام، ونملك بفضل الله هذين العنصرين، لكن نحتاج إلى قرار عربي غير قابل للنقض من أجنبي!!
وسلامتكم.

بقلم : سمير البرغوثي