لطالما اعتمد العالم على فرضية أن السلاح النووي وسيلة لتحقيق توازن الرعب بين القوتين الأبرز، وأنه بهذا المعنى لن يستخدم على الإطلاق، قبل أن يستفيق على الحرب الأوكرانية وتداعياتها والتلويح المتزايد باستخدام هذا السلاح المخيف، وهو تهديد جاد بات الآن في أعلى مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية، كما تقول إيزومي ناكاميتسو، الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، واصفة ذلك بالمسألة «العاجلة» التي يتعين على المجتمع الدولي التعامل معها على نحو أكثر جدية.

ناكاميتسو تقول إن خطر استخدام سلاح نووي أعلى في الوقت الراهن من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة، وتمثل الحرب الأوكرانية أكثر الأمثلة حدة لهذا الخطر، محذرة من أن غياب الحوار وتآكل هيكل نزع السلاح والحد منه، إلى جانب الخطاب الخطير والتهديدات المستترة «تعد عوامل رئيسية لهذا الخطر الوجودي المحتمل الذي يشكله التصعيد النووي».

إن الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذا الخطر تكمن في الحوار بين الدول الغربية وروسيا لتهدئة التوترات بشكل عاجل، وإيجاد طرق لتطوير وتنفيذ الشفافية وتأسيس تدابير لبناء الثقة، والتزام الأطراف الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بالتقيد التام بالتزاماتها.

ومن الطبيعي أن إيجاد حل للحرب الدائرة في أوكرانيا سوف يشكل مدخلا رئيسيا لنزع الفتيل النووي، وهذا يحتاج إلى أكثر من طرف للتوسط في هذه المسألة، وقد رأينا عدة دول تحاول التوسط لإنهاء هذه الحرب، ومن المؤكد أن جمع جهود الدول المهتمة سوف يشكل مدخلا مهما من أجل وضع حد للحرب ولكل التهديدات باستخدام السلاح النووي.