جامعة في تركيا لأبناء سوريا البسطاء ولغيرهم من المقتدرين، اهتمام بالإنسان العربي إلكترونيا، توجه لبناء قدرات الطفل العربي الأقل حظا في الدول الأقل حظا.. رجل عرفته منذ عقدين..لا يحب أن يرى دمعة على وجه طفل، أو رجلا عاقد الحاجبين.. بسمته تسبق كلمته، لا ينسى من يعمل معه..
زرته في أماكن عمله وفي مجلسه، وكم كان متوهجا وهو يشرح عن تخفيف العبء عن أولياء أمور الطلاب في العالم العربي أجمع من تكاليف الدروس الخصوصية التي ترهق الجيوب وتسبب أحيانا الأكتئاب إذا وقع الرسوب..
قلت له حدثني بتفصيل عن «نعنع» فقال هو عبارة عن تطبيق يجعل الطالب يلعب ويتعلم.. ويراجع دروسه بلا عناء وبلا ملل وقد حصلنا على نتائج مذهلة في تطوير قدرات الأبناء إلى مستوى متقدم لأنه خلال اللعب تمكن من حفظ المنهج المقرر وفق خطة التعليم، كما أنه يأتي بالمدرس المتخصص إلى غرفتك فهذا مدرس للفيزياء وذاك للكيمياء وآخر للرياضيات وهكذا، مقابل 10 دولارات بالسنة بدل أن يدفع لكل مدرس 2500 دولار تقريبا سنويا على أقل معدل في دول البسطاء..
إلى ذلك فالمعلم الكفؤ هو من سيقوم بالتدريس وسوف يدخل في حسابه نسبة من المبلغ الذي يدفعه الطالب حين تنزيل التطبيق..
وسألته عن الجامعة في تركيا التي أنشاها من أجل استيعاب الطلبة السوريين الذين أنهوا المرحلة الثانوية وحرموا من التعليم فقال نعم هي جامعة عالمية إلكترونية كل ما فيها إلكتروني وقد سجلنا 1000 طالب سوري.. وهناك طلبة أغنياء والطالب بالجامعة يكلف حوالي 5 آلاف دولار في الفصل.. فيما الطالب السوري يدفع 500 دولار ونحصلها من متبرعين ومن صدقات الأموال الخاصة بالتعليم
في إحدى مجمعاته التجارية شوهد عمال يحاولون إخفاء مأكولات، فشاهدهم المدير عبر الكاميرا.. استدعاهم وقال لهم: هذه سرقة لكن بتوصية من مالك المجمع سوف نمنحكم إياها على حسابه، وسلمهم قيمتها وقال لهم حاسبوا عند المحاسب وكلوا هنيئا مريئا.. وإذا أردتم شيئا راجعوني ولا تسرقوا..
يتحرك ضميره مع كل موقف إنساني.. فله خير الجزاء إنه الصديق الأخ محمد بن عبدالله العطية الذي استحق منصب رئيس الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية.. إنه مواطن قطري عروبي يرفع الرأس حفظه الله.
بقلم : سمير البرغوثي