في محطة استراحة في شارع الرشيد بالعاصمة العراقية بغداد اقترب طفل يعمل بالمقهي.. قدم لنا الشاي، فسألته إنت من وين عيني؟ فقال.. عربي.. فقلت له أنا اردني، أأنت عراقي؟.. أجاب أنا عربي.. وصفعني صفعة لم انسها.. نحن المترفون بالحياة، نسينا أننا عرب وانزوينا في جنسيتنا الضيقة وهو ابن العراق العظيم يقول أنا عربي، لأن العراق بلد التنوع تنوعت اللغات في العراق نتيجة اختلاف القوميات وتنوع الأديان والمذاهب فنجد بالإضافة للغة العربية اللغات الكردية والتركمانية والسريانية والأرمنية والمندائية والعبرية .
كان الطفل العراقي البغدادي محقا في أن يقول أنا عربي.. لأن هناك من يحاول طمس هوية العربي في العراق وهو يردد مع الشاعر
في الوطنِ العربيِّ
النّملةُ قطعتْ رأسَ الفيلْ
والبّقةُ شربتْ نهرَ النيل
والجّبلُ تمخّضَ.. أنجبَ فأراً
والفأرُ توّحشَّ يوماً.. وافترسَ الغولْ

معركة الأمعاء الخاوية في السجون الإسرائيلية تقترب من الشهر الثاني.. والعربي لم يحرك ساكنا.. سنخسر شهداء على مذبح الكرامة.. وجامعتنا العربية لم تقطع علاقة مع دولة تؤيد إسرائيل..
يا قارىء كلماتي بالعرضِ
وقارىء كلماتي بالطّولْ
لا تبحثْ عن شيءٍ عندي يدعى المعقولْ

الموصل تذبح.. وداعش تخرج من تحت الأرض.. لا يريدون لها نهاية فهي الحصان الذي وجدوه لينقضوا على آخر من يؤمن بأن عمرا كان خليفة لرسول الله.
إنّي معترفٌ بجنونِ كلامي
بالجّملةِ والتّفصيلْ
ولهذا لا تُتعبْ عقلكَ أبداً
بالجّرحِ وبالتّعديلْ
وبنقدِ المتنِ وبالتّأويلْ
اختلفنا في الفصل أن الفاعل يفعل بالمفعول.. وأن الأمة كلها فاعل وهي المفعول، ضاعت القدس وضاعت بغداد وضاعت دمشق وعواصم طـأطأت راسها للدولار وهي الفاعل وهي المفعول..
يا ايها الطفل البغدادي اليك سلام من عربي لم يعرف من العروبة الا حروفها الأربعة..
نبضة أخيرة
احمل اليك من بغداد سلام.. أحمل اليك من دمشق احلى الكلام.. واصل كرامتك يا ابن فلسطين فالماء والملح طريقك لانهاء الآلام..
فالليل يبيح غير المباح في عواصم الظلام أمتنا وجدت لتأكل وتنام.

بقلم : سمير البرغوثي