التصعيد الخطير المخطط له مسبقا من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى والاعتداء على المواطنين في ساحاته وفي أزقة وحارات البلدة القديمة بمدينة القدس يهدف إلى إعادة توتير الأجواء بعد الهدوء النسبي خلال شهر رمضان وجر الأمور إلى مربع العنف في الشهر الفضيل، خاصة بعد الأعداد الكبيرة من المواطنين التي زحفت للصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
الشعب الفلسطيني سيواجه بكل ما يملك من قوة هذه الغطرسة وسيدافع عن المسجد الأقصى وان سياسة الاحتلال ونهجه وقمعه وممارساته المستمرة وسياسة العقاب الجماعي لن تنجح في كسر إرادة شعب فلسطين كون ان الاستمرار في اقتحام المقدسات وممارسة القتل والاقتحامات وهدم البيوت والاعتقالات وإقرار القوانين العنصرية وغيرها لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد وستعمل على زيادة التوتر وعدم الاستقرار مما يهدد بجر الأمور إلى مربع الانفجار.
ممارسات الاحتلال تتصاعد في الاراضي الفلسطينية المحتلة في ظل مواجه حكومة يمينية متطرفة فاشية تنكر حق شعبنا بالوجود، ولكن التاريخ يثبت بأن هذا الشعب موجود منذ الأزل، متمسك بحقوقه موحدة متكاتف، مرتبط بأرضه وبأرض أجداده التي سيبقى على الدوام مدافعاً عنها، ومتمسكا بحقوقه المشروعة صامدا على ارضه في مواجهة المخطط الصهيوني الهادف إلى طمس الوجود الفلسطيني والهوية الوطنية والتاريخية للشعب العربي الفلسطيني الاصيل.
وما من شك في أن الزحف الجماهيري في ساحات المسجد الأقصى المبارك وحرص أهلنا على أداء الصلوات وتوافد عشرات الآلاف من المصلين يشكل قوة شعبية في مواجهة إجراءات حكومة الفصل العنصري لعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني وهو بمثابة رد واضح على سياسات الاحتلال ونهجه العنصري كون أن توافد عشرات الآلاف من المصلين وبرغم الحواجز والقمع والتضييق على المصليين، يعني تجسيد السيادة على المسجد الأقصى وباحاته وما تلك الأمواج البشرية من المصلين والتي تجاوزت ربع المليون مصل، إلا دليل على عروبة القدس وفي الوقت الذي منعت سلطات الاحتلال الآلاف من الوصول بسبب إجراءات الاحتلال الامنية والحواجز التي تقيمها شرطة الاحتلال العنصري.
يأتي هذا المد البشري ردا على دعوات حاخامات اليهود لذبح «القرابين» بباحات الأقصى خلال عيد الفصح، وأن الزحف البشري رسالة لكل المسكونين بالوهم وأحلام اليقظة أن القدس لا تقبل القسمة على اثنين وهي جوهر وقلب الصراع.
وبات من المهم العمل على تعزيز العلاقات الوطنية وأهمية الالتفاف حول المشروع الوطني الفلسطيني ودعم الخطوات السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة التي تواجه قضيتنا الوطنية، والتي نحن في أمس الحاجة فيها إلى التكاتف الوطني وتحقيق الوحدة الوطنية وحماية حقوقنا الوطنية المشروعة.
{ القدس الفلسطينية