+ A
A -
مدرسة عربية من بلاد النيل بلغت الستين.. بعد إقامة في حي المرة عشرات السنين، جيرانها قطريون من أل مرة وفريج الغانم ومن العرب الفلسطينيين، أنجبت كل اولادها بالدوحة، تزوجت بناتها واولادها في الدوحة.. مات الزوج.. وبقيت مع بناتها وأزواج بناتها.
ضاق السكن فانتقلت لمجمع سكني آخر، لكن طالباتها وجيرانها لم يتركوها، فهم يعودونها كل يوم وصباح مساء لا ينقطع التواصل معها.. يوجهون لها الدعوات على الاعراس والحفلات فتذهب ولا تقطع، يطلبون منها مرافقة العروس في ليلة الحناء فلا ترفض، وان كبرت ابنة لصديقة أو طالبة سابقة ولم تجد عريسا لا تخجل من أن تقدمها لصديقة أخرى تشرح لها فضائلها وخلقها وطيبة معشر ذويها.. فيكون النصيب..
سيدة مثالية في الخلق والتعامل ولديها قلب يتسع لكل نساء الدنيا لا تحمل إلا الحب والإخاء والمودة؟؟
فما أن حلت في المجمع السكني الجديد حتى باتت مركز ومحط اهتمام سكانه فترى الفريج الذي تقيم فيه مليئا بالحركة والتوادد والسلام وكاسات الشاي تدور أمام الفيلا.. حتى القطط باتت ترى في المكان مكان سلام وأمان.. وما يقدم لها من وجبات بانتظام..
كاريزما العمل الإنساني لا يأتي من فراغ.. وكسب حب الجيران والاقارب والاصدقاء والزملاء يكون بالأخلاق.. هذه السيدة تستحق جائزة الجارة الخلوق.. تشاطرها سيدة فلسطينية أخرى تراها معها بانتظام.. كانت تعاني من السكري فشجعتها على رياضة المشي حول المجمع لمدة ساعة يوميا فتحسن مستوى السكري وباتت كل نساء المجمع يمارسن رياضة المشي.. فأدى ذلك إلى نشاط وحركة وإذابة شحوم.. وصداقات جديدة مع سيدات قطريات.. وحرص على دعم المحتاجين والمحتاجات،
صحبة الخير تؤدي إلى الخير.. والحديث يطول عن نساء فلسطينيات يضربن عن الطعام تضامنا مع أبنائهن... درس في السياسة تقدمه سيدة مناضلة ليست حماسية ولا فتحاوية ولا شعبوية ولا سيسية ولا أسدية، إنما سيدة خليجية مثقفة عربيا تقرأ لمحمود درويش وسميح القاسم.. وتختم بدعاء لأصحاب معركة الأمعاء الخاوية..
نبضة أخيرة
الأسرة التي ليس لديها ولد مشاغب تهضم حقوقها.. والدول التي ليس فيها دولة مشاغبة تقرض حدودها.. والحركة التي ليس فيها معارض تسقط في براثن عدوها..

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
10/05/2017
1440