حقق الوسطي الشاب المؤيد لأوروبا إيمانويل ماكرون فوزا كبيرا بانتخابات الرئاسة الفرنسية، التي شهدت أيضا نتيجة تاريخية وكبيرة لليمين المتطرف، حيث أصبحت الجبهة الوطنية بقيادة مارين لوبن «قوة المعارضة الأولى» في فرنسا.
انتصار ماكرون لايعني أن الفرنسيين مفتونون بالشاب الذي وصل إلى الرئاسة بفضل أصواتهم، إذ أن العديد منهم لم يصوتوا لصالحه بل ضد اليمين المتطرف، قياسا على النسبة القياسية من الامتناع عن التصويت والأوراق البيضاء أو اللاغية، إذ أنها تعني، في أحد وجوهها، امتناعا مدنيا عن التصويت لأنه يعكس تمسكا بحق الانتخاب مع رفض المرشحين.
هناك من يرى بهذه النتيجة تفسخا للأحزاب التقليدية، وأن فرنسا اختارت رجلا جديدا لبدء تحولها. ربما يكون ذلك صحيحا لكنه لايشكل كل الصورة، إذ أن ماكرون سيواجه تحديات كبرى، وسيتعين عليه أن يقود أمة منقسمة بعمق مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وديمقراطيات كبرى أخرى، وبعد فوزه المشهود على الأحزاب التقليدية، سيكون عليه الآن أن يجمع بلدا مقسما بشكل عميق بين الحواضر المزدهرة والأرياف والضواحي التي يجتذبها التطرف، وسيكون عليه مواجهة قضايا أساسية بينها التصدي للبطالة المزمنة ومكافحة الإرهاب ودفع أوروبا.
المهمة ليست سهلة، حيث يتعين على الرئيس الجديد، الذي حصل على ولاية من خمس سنوات، أن يقود إحدى القوى الأساسية في العالم، تملك قوة نووية ومقعدا دائما في مجلس الأمن وأحد محركي الاتحاد الأوروبي، وكل ذلك يعني متاعب أكثر وهموم أكبر، من بينها إجراء تغيرات كبيرة على برنامجه الانتخابي، وقد سمعناه يقول: «سمعت طوال الحملة كاملة غضبا على أوروبا وعدم فهم للعولمة، وسآخذ ذلك في الاعتبار».
إن أي أحكام لن تكون مفيدة الآن.
دعونا فقط ننتظر الـ«100» يوم الأولى.
بقلم : حسان يونس
انتصار ماكرون لايعني أن الفرنسيين مفتونون بالشاب الذي وصل إلى الرئاسة بفضل أصواتهم، إذ أن العديد منهم لم يصوتوا لصالحه بل ضد اليمين المتطرف، قياسا على النسبة القياسية من الامتناع عن التصويت والأوراق البيضاء أو اللاغية، إذ أنها تعني، في أحد وجوهها، امتناعا مدنيا عن التصويت لأنه يعكس تمسكا بحق الانتخاب مع رفض المرشحين.
هناك من يرى بهذه النتيجة تفسخا للأحزاب التقليدية، وأن فرنسا اختارت رجلا جديدا لبدء تحولها. ربما يكون ذلك صحيحا لكنه لايشكل كل الصورة، إذ أن ماكرون سيواجه تحديات كبرى، وسيتعين عليه أن يقود أمة منقسمة بعمق مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وديمقراطيات كبرى أخرى، وبعد فوزه المشهود على الأحزاب التقليدية، سيكون عليه الآن أن يجمع بلدا مقسما بشكل عميق بين الحواضر المزدهرة والأرياف والضواحي التي يجتذبها التطرف، وسيكون عليه مواجهة قضايا أساسية بينها التصدي للبطالة المزمنة ومكافحة الإرهاب ودفع أوروبا.
المهمة ليست سهلة، حيث يتعين على الرئيس الجديد، الذي حصل على ولاية من خمس سنوات، أن يقود إحدى القوى الأساسية في العالم، تملك قوة نووية ومقعدا دائما في مجلس الأمن وأحد محركي الاتحاد الأوروبي، وكل ذلك يعني متاعب أكثر وهموم أكبر، من بينها إجراء تغيرات كبيرة على برنامجه الانتخابي، وقد سمعناه يقول: «سمعت طوال الحملة كاملة غضبا على أوروبا وعدم فهم للعولمة، وسآخذ ذلك في الاعتبار».
إن أي أحكام لن تكون مفيدة الآن.
دعونا فقط ننتظر الـ«100» يوم الأولى.
بقلم : حسان يونس