تستهدف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك طمس هوية القدس الشريف، التي هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وعاصمة دولة فلسطين، وفي كل ما تفعله سلطات الاحتلال فإنها تتجاهل حقيقة أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين فقط، لن يكون في مقدورها تغييره أو تبديله مهما فعلت.

إن اقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين للأقصى المبارك، واعتدائها الوحشي على المصلين في باحاته وإصابة واعتقال المئات منهم، يشكل انتهاكاً صارخا لحرمة الأماكن المقدسة وحرية العبادة، ولاتفاقيات جنيف وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وأي محاولة تغيير تطال الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، لا سيما الأقصى المبارك، تدخل في باب الجرائم والانتهاكات الخطيرة، التي من شأنها أن تؤدي إلى تغذية العنف والتوتر وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وفي كل الأحوال فإن القرارات والسياسيات الإسرائيلية الرامية لتغيير وضع المدينة الجغرافي والديمغرافي، والمساس بالوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة فيها، لن يكون لها أي أثر قانوني فهي لاغية وباطلة بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

أمام هذه الوقائع والحقائق فإن على المجتمع الدولي التدخل بشكل عاجل لإنفاذ ما توافق عليه، عبر قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام «1967» بما فيها القدس الشرقية، وهي القرارات التي تنص بوضوح على أنها أراض محتلة وكل الإجراءات والممارسات التي تقوم بها الدولة المحتلة، إسرائيل، في تلك الأراضي خاضعة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الخاص بمعاملة الشعب المحتل.