منذ أن وقع الظلم على فلسطين منذ وعد بلفور البريطاني عام1917، والشعب الفلسطيني يقاوم هذا الظلم، وواجه في مقاومته مظالم كثيرة.. هذا الظلم الذي أنكر وجود شعب فلسطيني في أرض كنعان، ومن ثم اقتلاع الإنسان ومن بعد مواصلة ظلمه في أماكن لجوئه.. وقليلة هي الدول بل شبه معدومة التي تعترف بوقوع هذا الظلم.
منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم حوالي 56 دولة عربية وآسيوية وأوروبية تعترف بهذا الظلم وتنادي بأعلى صوتها مناجية المجتمع الدولي، بتصحيح الظلم التاريخي تجاه فلسطين على يد «عصابات صهيونية مسلحة» عام 1948.
منذ ذلك العام والمجتمع الدولي عاجز عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والدول معظمها تنكر هذا الظلم خوفا أو تجاهلا أو عدم تقدير.. إيرلندا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي اعترفت بهذا الظلم وفي كل مناسبة تذكر المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه تصحيح الظلم التاريخي، الذي ما زال واقعاً على الشعب الفلسطيني، هذه الذكرى الأليمة لا تزال حية في ذاكرتنا الفردية والجماعية، في وقت تتفاقم فيه معاناة الشعب الفلسطيني بسبب ما سببته النكبة.
وتواصل إسرائيل، قوة الاحتلال، بنهب للأرض، وهدم للمنازل، وارتكاب للمجازر، وتدنيس للمقدسات، فضلا عن سياسات تهويد مدينة القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني، ضاربة بعرض الحائط كل قيم الإنسانية وقرارات الشرعية الدولية.
وعلى الرغم من تتابع كل هذه العقود من المعاناة لازالت الأمة الإسلامية عاجزة عن رد ظلم يقع على مسرى رسول الله.. ولا يجد الفلسطيني إلا المقاومة بكل الوسائل.. فهذه الأرض بلا شعب عليها اليوم اكثر من خمسة ملايين إنسان يمثلون أفضل وأشجع جيل انجبته فلسطين.. فالشعب الفلسطيني لا يزال مثالاً عز نظيره في التضحية والكفاح، والصمود، والإيمان بعدالة قضيته، والتمسك بحقه في العودة إلى وطنه، والحياة فيه بحرية وكرامة».. هذا الجيل يرفص كل المحاولات الرامية لإقصائه، وإلغاء تاريخه وذاكرته وهويته الوطنية، وعلى من جرجرونا إلى أوسلو أن ينزلوا إلى الشارع والحواجز للانصهار مع الشعب لا التآمر عليه.. بعدها سنقول فلسطين سوف يحررها رجالها.. والنصر آت وقريب.