+ A
A -
تأتي زيارة الرئيس الأميركي ترامب إلى منطقة الخليج العربي لتدشن مرحلة جديدة من مراحل العلاقة المعقدة التي تربط الولايات المتحدة بقلب المنطقة العربية. وهي العلاقة التي قامت على حضور تاريخي كثيف للقوة الأميركية في المنطقة بحضور تعزز جوهريا بعد الحرب الأميركية على العراق وسقوط هذا البلاد في حالة الفوضى التي لا تنتهي. لكن إذا سلمنا بأن القوة الأميركية ليست بالقوة التي يمكن التغاضي عنها أو انكارها أو تجاوزها فإن الجديد بالمشهد العربي اليوم هو طبيعة الحضور الجديد لهذه القوة الامبراطورية عسكريا واقتصاديا وسياسيا.
لا شك في أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الولايات المتحدة اليوم باعتبارها أزمة حقيقية أو أزمة مفتعلة إنما هي واحدة من أهم الأهداف التي تحرك الزيارة الأميركية للخليج لأنها تحدد طبيعة الزيارة وبعدها الأبرز. يضاف إلى ذلك تاريخ الخطاب الرئاسي الأميركي نفسه والذي عبر عنه بكل عنجهية وصلف قبل وصوله إلى البيت الأبيض مؤكدا أن الولايات المتحدة لم تتحصل على المال الكافي مقابل كل المساعدات التي قدمتها لدول الخليج.
لقد كانت العلاقات الأميركية الخليجية محكومة بصفقات التسليح الكبيرة والتي حافظت طوال عقود طويلة على وتيرة واحدة وهي اليوم تشهد منعطفا خطيرا خاصة مع وصول حرائق الفوضى إلى داخل البيت الخليجي عبر بوابة اليمن. الخليج العربي يعيش اليوم واحدة من أخطر لحظات تاريخه الحديث التي قد لا تضاهيها إلا لحظة حرب الخليج الأولى بوصول القوات الأميركية إلى قلب الجزيرة العربية. هذه اللحظة الجديدة تتأسس خاصة على ظاهرة تمدد الامبراطوريات الإقليمية وعلى رأسها المشروع الإيراني والمشاريع القديمة ومن بينها المشروع الروسي والصهيوني والأميركي.
لقد استفادت هذه الامبراطوريات من حالة التفكك العربي الناتجة عن سنوات الربيع العربي الأخيرة وخاصة فعل الانقلابات العسكرية وشراسة القمع الذي جوبهت به الثورات السلمية في كل الأماكن التي اندلعت فيها. فالحضور الأميركي المتجدد لا بد أن يأخذ في الاعتبار تنامي الدور الروسي الجديد على الأرض العربية ومحاولة روسيا ابتزز المنطقة الخليجية والحصول على نصيبها من عقود التسليح ومن الصفقات الضخمة التي تُبرم مع الولايات المتحدة.
وإذا كانت أميركا تجدد حضورها خليجيا مراعية مصالحها المادية أولا وأخيرا وبكل شراسة فهل تستطيع دول مجلس التعاون استثمار الحاجة الأميركية إليها من أجل اقتراح مشاريع قادرة على الحد من نزيف المنطقة التي تواجه اليوم أخطر التحديات.
بقلم : محمد هنيد
لا شك في أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الولايات المتحدة اليوم باعتبارها أزمة حقيقية أو أزمة مفتعلة إنما هي واحدة من أهم الأهداف التي تحرك الزيارة الأميركية للخليج لأنها تحدد طبيعة الزيارة وبعدها الأبرز. يضاف إلى ذلك تاريخ الخطاب الرئاسي الأميركي نفسه والذي عبر عنه بكل عنجهية وصلف قبل وصوله إلى البيت الأبيض مؤكدا أن الولايات المتحدة لم تتحصل على المال الكافي مقابل كل المساعدات التي قدمتها لدول الخليج.
لقد كانت العلاقات الأميركية الخليجية محكومة بصفقات التسليح الكبيرة والتي حافظت طوال عقود طويلة على وتيرة واحدة وهي اليوم تشهد منعطفا خطيرا خاصة مع وصول حرائق الفوضى إلى داخل البيت الخليجي عبر بوابة اليمن. الخليج العربي يعيش اليوم واحدة من أخطر لحظات تاريخه الحديث التي قد لا تضاهيها إلا لحظة حرب الخليج الأولى بوصول القوات الأميركية إلى قلب الجزيرة العربية. هذه اللحظة الجديدة تتأسس خاصة على ظاهرة تمدد الامبراطوريات الإقليمية وعلى رأسها المشروع الإيراني والمشاريع القديمة ومن بينها المشروع الروسي والصهيوني والأميركي.
لقد استفادت هذه الامبراطوريات من حالة التفكك العربي الناتجة عن سنوات الربيع العربي الأخيرة وخاصة فعل الانقلابات العسكرية وشراسة القمع الذي جوبهت به الثورات السلمية في كل الأماكن التي اندلعت فيها. فالحضور الأميركي المتجدد لا بد أن يأخذ في الاعتبار تنامي الدور الروسي الجديد على الأرض العربية ومحاولة روسيا ابتزز المنطقة الخليجية والحصول على نصيبها من عقود التسليح ومن الصفقات الضخمة التي تُبرم مع الولايات المتحدة.
وإذا كانت أميركا تجدد حضورها خليجيا مراعية مصالحها المادية أولا وأخيرا وبكل شراسة فهل تستطيع دول مجلس التعاون استثمار الحاجة الأميركية إليها من أجل اقتراح مشاريع قادرة على الحد من نزيف المنطقة التي تواجه اليوم أخطر التحديات.
بقلم : محمد هنيد