+ A
A -
أقلعت طائرة من طراز «سي919» للرحلات المتوسطة من إنتاج الصين صممت لمنافسة المجموعتين العملاقتين ايرباص وبوينغ، للمرة الاولى، في تقدم تقني يعكس طموحات بكين في هذا المجال.
صناعة طائرة تجارية قادرة على منافسة المجموعتين العملاقتين ليس أمرا سهلا، وهو يحتاج إلى قاعدة صناعية راسخة، توفرت للصين عبر عملية نقل التكنولوجيا التي تمت خلال الثلاثين عاما الماضية، وهي فترة قصيرة بالتأكيد، لم تكن لتسمح بما وصلت إليه الصين لولا الانفتاح الذي بدأته منذ 1978 على الرأسمالية بإدخال إصلاحات جذرية على الاقتصاد، عبر السماح بإنشاء مقاولات خاصة وتحديث الصناعة والسماح بالملكية الخاصة للأراضي وجلب التكنولوجيا الغربية.
نقل التكنولوجيا عملية معقدة وصعبة، وقد أدركت الصين ذلك فلجأت إلى جذب الشركات العالمية عبر تقديم تسهيلات هائلة، وخلال ثلاثة عقود فقط تمكنت من إنشاء قاعدتها الصناعية والتكنولوجية الخاصة، وباتت تنافس في كل مجال، وآخر هذه المجالات صناعة طائرات تجارية.
لقد اشتكت الدول النامية مرّ الشكوى من حجب التكنولوجيا المتقدمة عنها، لكن الصين اختارت طريقا أفضل عبر تقديم تسهيلات هائلة للشركات العالمية، حتى صار إنتاج هذه الشركات في معظمه يتم هناك، ليس عبر التجميع فقط ولكن عبر صناعة معظم المكونات، ومع نهاية العام 2007 بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية في الصين 84 مليار دولار الأمر الذي مكن هذا البلد من تحقيق نتائج مذهلة لاحقا، كان من بينها رفع الناتج المحلي الإجمالي للفرد بأكثر من 40 ضعفا من 155 دولاراً للفرد عام 1978 إلى نحو 6400 دولاراً عام 2015.
الدول العربية، في معظمها، فشلت فشلا ذريعا، قياسا على التجربة الصينية، وحتى الآن مازالت تبحث سبل جذب الاستثمارات، ومازالت عاجزة عن تحقيق أي تقدم يذكر.
لقد تحول «اليوان» من عملة لاتساوي ثمن الورق الذي تطبع عليه، إلى أحد العملات الأكثر تأثيرا في الأسواق المالية العالمية.
هذه هي معجزة الصين.
بقلم : حسان يونس
صناعة طائرة تجارية قادرة على منافسة المجموعتين العملاقتين ليس أمرا سهلا، وهو يحتاج إلى قاعدة صناعية راسخة، توفرت للصين عبر عملية نقل التكنولوجيا التي تمت خلال الثلاثين عاما الماضية، وهي فترة قصيرة بالتأكيد، لم تكن لتسمح بما وصلت إليه الصين لولا الانفتاح الذي بدأته منذ 1978 على الرأسمالية بإدخال إصلاحات جذرية على الاقتصاد، عبر السماح بإنشاء مقاولات خاصة وتحديث الصناعة والسماح بالملكية الخاصة للأراضي وجلب التكنولوجيا الغربية.
نقل التكنولوجيا عملية معقدة وصعبة، وقد أدركت الصين ذلك فلجأت إلى جذب الشركات العالمية عبر تقديم تسهيلات هائلة، وخلال ثلاثة عقود فقط تمكنت من إنشاء قاعدتها الصناعية والتكنولوجية الخاصة، وباتت تنافس في كل مجال، وآخر هذه المجالات صناعة طائرات تجارية.
لقد اشتكت الدول النامية مرّ الشكوى من حجب التكنولوجيا المتقدمة عنها، لكن الصين اختارت طريقا أفضل عبر تقديم تسهيلات هائلة للشركات العالمية، حتى صار إنتاج هذه الشركات في معظمه يتم هناك، ليس عبر التجميع فقط ولكن عبر صناعة معظم المكونات، ومع نهاية العام 2007 بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية في الصين 84 مليار دولار الأمر الذي مكن هذا البلد من تحقيق نتائج مذهلة لاحقا، كان من بينها رفع الناتج المحلي الإجمالي للفرد بأكثر من 40 ضعفا من 155 دولاراً للفرد عام 1978 إلى نحو 6400 دولاراً عام 2015.
الدول العربية، في معظمها، فشلت فشلا ذريعا، قياسا على التجربة الصينية، وحتى الآن مازالت تبحث سبل جذب الاستثمارات، ومازالت عاجزة عن تحقيق أي تقدم يذكر.
لقد تحول «اليوان» من عملة لاتساوي ثمن الورق الذي تطبع عليه، إلى أحد العملات الأكثر تأثيرا في الأسواق المالية العالمية.
هذه هي معجزة الصين.
بقلم : حسان يونس