تنذر الأحداث المتسارعة في السودان بالمزيد من المخاطر على وحدة وسيادة هذا البلد، الأمر الذي يستدعي الاحتكام إلى الحوار كوسيلة وحيدة لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار والازدهار.

من النتائج السيئة الأولى لهذه المواجهات قطع الطريق أمام استرداد مسار الانتقال المدني الديمقراطي، والدفع باتجاه بؤر توتر جديدة سوف تمتد آثارها طويلاً، ما لم يتم تغليب الحكمة واللجوء إلى الحوار لاحتواء هذا التصعيد الذي تسبب حتى الآن بمقتل العشرات وإصابة المئات بجروح، ومن بين هؤلاء مدنيون أبرياء.

منذ مطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين توقيع الاتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي يعيشها السودان بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.

وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، وعوضا عن إحراز تقدم يعيد الأمل للسودانيين جميعا، أفاق العالم يوم السبت على مواجهات خطيرة يمكن أن تقود إلى نتائج مدمرة على صعيد وحدة وسيادة هذا البلد.

ويشكل الاجتماع العربي الطارئ، بمقر الجامعة العربية في القاهرة، أمس، فرصة لبحث الوضع والعمل على إيجاد حل، كما يشكل اجتماع مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي، أمس، فرصة أخرى من أجل نزع فتيل هذه المواجهة، والأمل معقود على حكمة الأشقاء في السودان لإيجاد مخرج مقبول ينهي هذه المواجهات ويضع حدا فوريا لها، كما يسمح بتحقيق الانتقال الديمقراطي الموعود بما يلبي مصالح السودانيين جميعا دون استثناء.