+ A
A -

يأتي الاتصال الذي أجراه معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أمس، مع سعادة السيد موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، والذي تم خلاله مناقشة آخر التطورات في السودان، في إطار اهتمام قطر الكبير ودعمها الأكيد لكافة الجهود الرامية لحقن دماء الأشقاء السودانيين، وتجاوز الخلافات عبر الحوار والطرق السلمية.

إن ما يحدث في السودان الشقيق اليوم سوف يترتب عليه الكثير من الآثار السلبية، سواء فيما يتعلق باستكمال عملية الانتقال الديمقراطي التي توافق عليها الجميع، أو فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال هذا البلد، الذي يدخل اليوم منعطفا خطيرا عبر هذا الاقتتال، الذي يتعين تجاوزه ومنع استفحاله.

لقد تسبب هذا الانفجار بمقتل أكثر من مائة مدني حتى الآن، والرقم مرشح للارتفاع ما لم تتوقف المعارك على الفور، مفسحة أمام حل سياسي يلبي تطلعات الأشقاء في السودان، ويضع حدا للوضع الإنساني الهش أصلاً، والذي بات الآن كارثياً، بسبب هذا الاقتتال المرشح للمزيد من التداعيات السلبية ما لم يتم تدارك الموقف الخطير السائد الآن.

لقد كان الشعب السوداني في حالة ترقب للمضي بالعملية السياسية بعد معاناة طويلة، واليوم تنتشر رائحة البارود في العاصمة، وترتفع أعمدة الدخان الأسود الكثيف في سمائها، بينما يلازم السكان منازلهم، وسط انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن عدد كبير من المنازل، وهي حالة لا يمكن تحملها طويلا، الأمر الذي يفرض على الجميع التحلي بروح المسؤولية وتغليب مصلحة الشعب على كل مصلحة أخرى.

copy short url   نسخ
18/04/2023
90