+ A
A -
حوار- مفيد القاضي
تعتبر كثير من الأمراض السبب الرئيسي للإصابة بأمراض القلب مثل مرض السكري والضغط وأمراض السمنة إلى جانب التدخين الذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية في أمراض القلب.
وتقوم مؤسسة حمد بإجراء ما يعادل 4000 حالة قسطرة قلبية وعشرين ألف حالة تصوير للقلب فوق الأمواج الصوتية. ويتردد على عيادة القلب سنويا حوالة 70 ألف مريض حيث تتم معالجتهم. ويحث كثير من الأطباء على الابتعاد عن السمنة لأنها مسببة لكثير من الأمراض وأخطرها أمراض القلق وغيرها من الأمراض الخطيرة ولهذا شدد الأطباء على ممارسة الرياضة ومتابعة نظام غذائي يوميا للمحافظة على الوزن المناسب..
وقامت «الوطن» بإجراء الحوار التالي مع الدكتور نضال أحمد أسعد رئيس أقسام القلب ومدير وحدة كهربائية القلب بمستشفى القلب بمؤسسة حمد الطبية.. مزيد من التفاصيل:
بداية ما أهم الأسباب الرئيسية لأمراض القلب وكيف يكون أثرها على المريض؟
هناك أسباب عديدة لأمراض القلب لكن يمكن إجمالها بأنها أية عوامل تؤثر سلبا على عمل أحد الأنظمة المتكاملة لأداء القلب، وهي أنظمة العضلة القلبية والشرايين التاجية التي تقوم بتغذية هذه العضلة، ونظام الصمامات الداخلية في القلب إضافة إلى النظام الكهربائي الذي يتكفل بضمان الانتظام الزمني والمتناسق لأداء هذه العضلة.
طبعاً يضاف إلى كل ذلك أهمية وجود دورة دموية سلسة وشرايين مرنة وغير متصلبة حتى يستطيع القلب ضخ ما يلزم من الدم دون عناء، وأثر هذه العوامل على مريض القلب يتراوح بين شعوره ببعض الأعراض التي قد تتفاوت في شدتها من مريض لآخر وأيضا حسب شدة الخلل الحادث في تلك الأنظمة القلبية، مروراً بحاجته إلى التنويم في أجنحة الرعاية القلبية داخل المستشفيات، ووصولا في بعض الحالات الخطيرة إلى إمكانية حصول الإعياء الشديد وربما توقف عمل القلب أحيانا ما يستلزم إجراء الإنعاش القلبي المتقدم للمريض والتدخلات الطبية العاجلة.
يذكر أن العديد من الحالات المتقدمة يتم التعامل معها بشكل يومي في مستشفى القلب بمؤسسة حمد الطبية والنتائج مطابقة للنتائج والمعايير المعتمدة عالميا.
كم عدد العمليات والأنشطة التي تجرى سنويا لديكم في أقسام القلب بالمستشفى؟
يتردد سنوياً على عيادات القلب قرابة الـ70000 مريض، ويتم إجراء حوالي 20.000 حالة تصوير للقلب بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) سنوياً.
كما يتم إجراء ما يزيد على 4000 حالة قسطرة قلبية وقرابة 500 حالة ما بين قسطرة الدراسة الكهربية وتركيب كل من الأجهزة المنظمة أو المقوية لعضلة القلب بشكل سنوي.
يذكر في هذا الصدد أنه تم انضمام مستشفى القلب إلى الجمعية الأوروبية لتصوير القلب بالإيكو، ذلك أن المعايير المعتمدة لهذا الفحص المهم لدينا في مستشفى القلب متماشية ومتوافقة مع معايير الجمعية الأوروبية لتصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو).
هل هناك تعاون طبي بين مستشفى القلب في مؤسسة حمد الطبية والمستشفيات العالمية؟
نعم هناك تعاون مستمر مع العديد من المراكز والمستشفيات العالمية في اختصاص أمراض القلب، وقد تم عقد الكثير من ورش العمل الخاصة بجوانب معينة من العمليات القلبية بمشاركة فرق طبية وخبراء من عدة مناطق عالمية كالولايات المتحدة وأوروبا وشرق آسيا، وذلك بشكل متكرر.
هذا فضلا عن مؤتمرات القلب سواء الإقليمية أو الدولية والتي تكون مشاركة أقسام القلب بمؤسسة حمد الطبية فيها بارزة ومهمة، ولعل آخرها مؤتمر القلب الخليجي 14 الذي انعقد في الدوحة الشهر الماضي بمشاركة مجموعة من رواد طب القلب العالميين.
هل يعتبر التدخين من الأسباب الرئيسية لأمراض القلب؟
بالتأكيد إن التدخين تم إثبات الدور الذي يلعبه كعامل خطورة رئيسي في كل من أمراض الشرايين التاجية والتي تعتبر كما ذكرت سابقاً السبب الأول للوفيات عالمياً، إضافة إلى دوره المعروف والمثبت أيضاً في داء تصلب الشرايين ATHEROSCLEROSIS والذي يلعب دوراً أساسياً في ارتفاع ضغط الدم الشرياني وينعكس بدوره سلباً على أداء عضلة القلب من خلال زيادة العبء على العضلة التي تحاول جاهدةً ضخ وإيصال كميات كافية من الدم لأنحاء الجسم، لكن هذا الضغط العالي وعدم مرونة الشرايين المصابة بالتصلب يشكل عبئاً كبيرا عليها وقد يؤدي مع مرور الوقت إلى ضعفها وتضخمها، وهو ما جعل ارتفاع الضغط الشرياني يطلق عليه القاتل الصامت.
يذكر أن آخر التوصيات العالمية بخصوص ارتفاع ضغط الدم حسب الكلية الأميريكية لأمراض القلب AMERICAN COLLEGE OF CARDIOLOGY (ACC) وجمعية أمراض القلب الأميريكية AMERICAN HEART ASSOSIATION (AHA) نصت على أن مستوى ضغط الدم الطبيعي هو 120 / 80 مم زئبق فما دون، ونصحت بألا يتجاوز ضغط الدم مستوى 130 / 80 مم زئبق، والذي يعتبر كل شخص يفوق لديه مستوى ضغط الدم في أكثر من مناسبة هذه القراءة هو مريض بارتفاع ضغط الدم وهو بحاجة إلى المتابعة سواء بالحمية وتغيير نمط الحياة لديه أو بالعلاج الدوائي.
هل هناك توعية تثقيفية للحماية من أمراض القلب؟
بالتأكيد وأهم جوانب هذه التوعية تتمثل في النقاط التالية:
- تناول الأطعمة الصحية بكميات متوازنة والتي تشمل الخضار والفاكهة والحبوب الكاملة في الخبز وزيت الزيتون والخل الطبيعي والأسماك، والتقليل من المأكولات السريعة واللحوم والدهون المشبعة والملح والمشروبات الغازية.
- ممارسة الرياضة كالركض أو الهرولة والمشي السريع والسباحة بشكل منتظم بما لا يقل عن نصف ساعة يوميا بواقع 5 مرات أسبوعيا على الأقل، وتجنب رياضات الإجهاد العضلي العنيف كرفع الأثقال الكبيرة على سبيل المثال التي قد تزيد العبء على عضلة القلب.
وهنا نشير إلى وجود قسم متكامل ومجهز لإعادة التأهيل القلبي CARDIAC REHABILITATION متوافر في مستشفى القلب ولديه برامج تمارين خاصة بشرائح مختلفة من مرضى القلب.
- تجنب التدخين أو التعرض المباشر بالجلوس على مقربة من المدخنين.
- تجنب المشروبات الكحولية والإفراط في تناول المشروبات المنبهة للقلب مثل القهوة والتي لا بأس بها بكميات معتدلة.
- التأكيد على ضرورة السيطرة على مستويات السكر في الدم وقراءات الضغط لمن ابتلي بأحد هذين المرضين.
- إجراء الفحوص الدورية العامة للاطمئنان على صحة القلب كقياس ضغط الدم مثلا كل سنتين لمن كانت لديه قراءات طبيعية لضغط الدم، وفحص مستوى الكولسترول والدهون في الدم كل 4 – 6 سنوات تقريبا لمن كانت لديه مستويات طبيعية سابقاً، حسب توصيات منظمة الصحة العالمية.
يذكر أن هناك معادلات خاصة متوافرة لدى الأطباء المختصين لحساب نسبة الخطورة للإصابة بأمراض القلب الشريانية وتصلب الشرايين خلال 10 سنوات قادمة وهو ما قد يحدد الإجراءات الوقائية المطلوبة لكل مريض على حدة والفترات الزمنية للفحص الدوري للقلب والدورة الدموية.
غني عن الذكر أنه تلزم المبادرة إلى زيارة طبيب العائلة أو المركز الصحي أو أقسام الطوارئ بمجرد الشعور بالأعراض التي سنتحدث عنها لاحقاً.
ما أسباب أمراض القلب الصمامية؟
الأمراض الصمامية قد تكون ثانوية ناتجة عن أمراض القلب الأخرى كاعتلال العضلة القلبية وانسدادات الشرايين التاجية، إضافة إلى بعض الحالات الولادية أو الوراثية.
كما أن من أسباب هذا القسم من الأمراض هو الإصابة المناعية بالحمى الروماتيزمية (روماتيزم القلب) وينتج عنه غالبا تضيق الصمامات ويعد الصمام الميترالي أكثر الصمامات إصابة بها. لذلك ننصح بمعالجة التهابات اللوزتين البكتيرية لدى الأطفال بشكل جيد وعدم التهاون بها كونها هي السبب الرئيسي للإصابة بهذه الحمى (الروماتيزم)، ويعتبر هذا السبب نادرا هنا في قطر وذلك بسبب الرعاية الطبية المتقدمة التي يحصل عليها المواطنون والمقيمون في دولة قطر.
وتشكل التهابات الصمامات البكتيرية أيضا أسبابا أخرى ولكن بشكل رئيسي لارتجاع وعدم كفاءة الصمامات وليس تضيقها.
ما عوامل خطورة أمراض القلب؟
أهم عوامل الخطورة لهذه الأمراض وخصوصا أمراض الشرايين التاجية هي داء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول والدهون إجمالاً، إضافة إلى التدخين والسمنة والإفراط في تناول الملح وقلة ممارسة الرياضة والعامل الوراثي.
يذكر أن نسبة إصابة الذكور في أمراض الشرايين التاجية إجمالاً هي أكبر من نسبة إصابة الإناث، لكن بعد سن الـ50 يتساوى كلا الجنسين في معلات الإصابة.
إلا أن معظم الدراسات الإحصائية التي أجريت على هذه الشريحة من المرضى أفادت بأن لدى النساء المصابات بأمراض القلب الشريانية ولديهن الإصابة بداء السكري مثلاً نسب وفيات أكثر من الرجال المصابين بأمراض الشرايين التاجية مع نسب أقل لإجراء عملية القسطرة العلاجية الطارئة PRIMARY PCI وربما يعزى ذلك إلى تأخر التشخيص لديهن وإلى اختلاف نوع الشكوى التي لا تكون أحيانا عند السيدات مشابهة للأعراض المتعارف عليها وربما تأخرهن في التوجه لمركز الطوارئ عند حدوث الشكوى، إضافة إلى ما ذكرناه أعلاه من أن أمراض القلب الشريانية غالبا ما يتم تشخيصها في سن متأخرة لدى النساء مقارنة بالرجال، وهو ما قد ينعكس على زيادة نسبة الوفيات والمضاعفات.
يذكر أيضاً أن نسبة حصول قصور القلب لدى النساء اللاتي لديهن الداء السكري أكثر شيوعا منه لدى الرجال.
كما أن التقدم في العمر بشكل عام يعد أيضا عامل خطورة للاصابة بمعظم أمراض القلب.
نسمع كثيرا عن بطارية القلب.. هل يمكن شرح ذلك؟
هناك النوع الأكثر شيوعا من الأجهزة الكهربائية المزروعة داخل الجسم أو ما يسمى مجازاً ببطارية القلب PACEMAKER وهو جهاز صغير يقل حجمه عن نصف حجم كفة اليد تتم زراعته في أعلى جدار الصدر إلى اليسار غالبا أسفل عظم الترقوة ويتصل من خلال أسلاك خاصة داخلية بأجواف القلب من خلال الأوردة الدموية ليقوم بإعطاء تنبيهات كهربائية دورية لعضلة القلب كي تقوم بعملية الانقباض والارتخاء بشكل منتظم.
تلزم بطارية القلب هذه لدى مرضى بطء ضربات القلب الناتجة غالبا عن خلل في التوصيل الكهربائي داخل عضلة القلب وهو ما يسمى بحصار القلب HEART BLOCK.
وهناك أنواع مختلفة أخرى من هذه الأجهزة المزروعة كتلك الخاصة بإعطاء صعقة كهربائية علاجية عند توقف القلب ICD والتي قد تحميه من خطر الوفاة إن لم يسعفه الوقت لبعده عن أقرب مستشفى أو مركز طوارئ.
كما أن هناك أنواعاً أخرى منها متعلقة بضعف أداء العضلة القلبية ومن شأنها تحسين أداء العضلة والتخفيف من أعراض قصور القلب لدى نسبة كبيرة من المرضى.
وفي سياق متصل، هناك لدينا في مستشفى القلب تقنية المراقبة عن بعد لهذه الأجهزة الكهربائية المزروعة داخل أجسام المرضى، وهناك عيادة خاصة لهذا الغرض.
أهم ما يميز هذه التقنية هو إمكانية اكتشاف بعض اضطرابات النظم الكهربائي لدى المريض عن بعد حتى لو لم يشعر به، وعندها يمكن استدعاؤه للمتابعة والعلاج.
وأخيرا بقي أن نشير إلى تقنية أخرى لمراقبة النظام الكهربائي للقلب أيضا وهي زراعة شريحة صغيرة LOOP RECORDER للمراقبة الكهربائية تحت جلد المريض، يتم نزعها فيما بعد وتفريغ قراءاتها على حواسيب مزودة ببرامج خاصة لقراءة هذه الشرائح.
تعتبر كثير من الأمراض السبب الرئيسي للإصابة بأمراض القلب مثل مرض السكري والضغط وأمراض السمنة إلى جانب التدخين الذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية في أمراض القلب.
وتقوم مؤسسة حمد بإجراء ما يعادل 4000 حالة قسطرة قلبية وعشرين ألف حالة تصوير للقلب فوق الأمواج الصوتية. ويتردد على عيادة القلب سنويا حوالة 70 ألف مريض حيث تتم معالجتهم. ويحث كثير من الأطباء على الابتعاد عن السمنة لأنها مسببة لكثير من الأمراض وأخطرها أمراض القلق وغيرها من الأمراض الخطيرة ولهذا شدد الأطباء على ممارسة الرياضة ومتابعة نظام غذائي يوميا للمحافظة على الوزن المناسب..
وقامت «الوطن» بإجراء الحوار التالي مع الدكتور نضال أحمد أسعد رئيس أقسام القلب ومدير وحدة كهربائية القلب بمستشفى القلب بمؤسسة حمد الطبية.. مزيد من التفاصيل:
بداية ما أهم الأسباب الرئيسية لأمراض القلب وكيف يكون أثرها على المريض؟
هناك أسباب عديدة لأمراض القلب لكن يمكن إجمالها بأنها أية عوامل تؤثر سلبا على عمل أحد الأنظمة المتكاملة لأداء القلب، وهي أنظمة العضلة القلبية والشرايين التاجية التي تقوم بتغذية هذه العضلة، ونظام الصمامات الداخلية في القلب إضافة إلى النظام الكهربائي الذي يتكفل بضمان الانتظام الزمني والمتناسق لأداء هذه العضلة.
طبعاً يضاف إلى كل ذلك أهمية وجود دورة دموية سلسة وشرايين مرنة وغير متصلبة حتى يستطيع القلب ضخ ما يلزم من الدم دون عناء، وأثر هذه العوامل على مريض القلب يتراوح بين شعوره ببعض الأعراض التي قد تتفاوت في شدتها من مريض لآخر وأيضا حسب شدة الخلل الحادث في تلك الأنظمة القلبية، مروراً بحاجته إلى التنويم في أجنحة الرعاية القلبية داخل المستشفيات، ووصولا في بعض الحالات الخطيرة إلى إمكانية حصول الإعياء الشديد وربما توقف عمل القلب أحيانا ما يستلزم إجراء الإنعاش القلبي المتقدم للمريض والتدخلات الطبية العاجلة.
يذكر أن العديد من الحالات المتقدمة يتم التعامل معها بشكل يومي في مستشفى القلب بمؤسسة حمد الطبية والنتائج مطابقة للنتائج والمعايير المعتمدة عالميا.
كم عدد العمليات والأنشطة التي تجرى سنويا لديكم في أقسام القلب بالمستشفى؟
يتردد سنوياً على عيادات القلب قرابة الـ70000 مريض، ويتم إجراء حوالي 20.000 حالة تصوير للقلب بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) سنوياً.
كما يتم إجراء ما يزيد على 4000 حالة قسطرة قلبية وقرابة 500 حالة ما بين قسطرة الدراسة الكهربية وتركيب كل من الأجهزة المنظمة أو المقوية لعضلة القلب بشكل سنوي.
يذكر في هذا الصدد أنه تم انضمام مستشفى القلب إلى الجمعية الأوروبية لتصوير القلب بالإيكو، ذلك أن المعايير المعتمدة لهذا الفحص المهم لدينا في مستشفى القلب متماشية ومتوافقة مع معايير الجمعية الأوروبية لتصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو).
هل هناك تعاون طبي بين مستشفى القلب في مؤسسة حمد الطبية والمستشفيات العالمية؟
نعم هناك تعاون مستمر مع العديد من المراكز والمستشفيات العالمية في اختصاص أمراض القلب، وقد تم عقد الكثير من ورش العمل الخاصة بجوانب معينة من العمليات القلبية بمشاركة فرق طبية وخبراء من عدة مناطق عالمية كالولايات المتحدة وأوروبا وشرق آسيا، وذلك بشكل متكرر.
هذا فضلا عن مؤتمرات القلب سواء الإقليمية أو الدولية والتي تكون مشاركة أقسام القلب بمؤسسة حمد الطبية فيها بارزة ومهمة، ولعل آخرها مؤتمر القلب الخليجي 14 الذي انعقد في الدوحة الشهر الماضي بمشاركة مجموعة من رواد طب القلب العالميين.
هل يعتبر التدخين من الأسباب الرئيسية لأمراض القلب؟
بالتأكيد إن التدخين تم إثبات الدور الذي يلعبه كعامل خطورة رئيسي في كل من أمراض الشرايين التاجية والتي تعتبر كما ذكرت سابقاً السبب الأول للوفيات عالمياً، إضافة إلى دوره المعروف والمثبت أيضاً في داء تصلب الشرايين ATHEROSCLEROSIS والذي يلعب دوراً أساسياً في ارتفاع ضغط الدم الشرياني وينعكس بدوره سلباً على أداء عضلة القلب من خلال زيادة العبء على العضلة التي تحاول جاهدةً ضخ وإيصال كميات كافية من الدم لأنحاء الجسم، لكن هذا الضغط العالي وعدم مرونة الشرايين المصابة بالتصلب يشكل عبئاً كبيرا عليها وقد يؤدي مع مرور الوقت إلى ضعفها وتضخمها، وهو ما جعل ارتفاع الضغط الشرياني يطلق عليه القاتل الصامت.
يذكر أن آخر التوصيات العالمية بخصوص ارتفاع ضغط الدم حسب الكلية الأميريكية لأمراض القلب AMERICAN COLLEGE OF CARDIOLOGY (ACC) وجمعية أمراض القلب الأميريكية AMERICAN HEART ASSOSIATION (AHA) نصت على أن مستوى ضغط الدم الطبيعي هو 120 / 80 مم زئبق فما دون، ونصحت بألا يتجاوز ضغط الدم مستوى 130 / 80 مم زئبق، والذي يعتبر كل شخص يفوق لديه مستوى ضغط الدم في أكثر من مناسبة هذه القراءة هو مريض بارتفاع ضغط الدم وهو بحاجة إلى المتابعة سواء بالحمية وتغيير نمط الحياة لديه أو بالعلاج الدوائي.
هل هناك توعية تثقيفية للحماية من أمراض القلب؟
بالتأكيد وأهم جوانب هذه التوعية تتمثل في النقاط التالية:
- تناول الأطعمة الصحية بكميات متوازنة والتي تشمل الخضار والفاكهة والحبوب الكاملة في الخبز وزيت الزيتون والخل الطبيعي والأسماك، والتقليل من المأكولات السريعة واللحوم والدهون المشبعة والملح والمشروبات الغازية.
- ممارسة الرياضة كالركض أو الهرولة والمشي السريع والسباحة بشكل منتظم بما لا يقل عن نصف ساعة يوميا بواقع 5 مرات أسبوعيا على الأقل، وتجنب رياضات الإجهاد العضلي العنيف كرفع الأثقال الكبيرة على سبيل المثال التي قد تزيد العبء على عضلة القلب.
وهنا نشير إلى وجود قسم متكامل ومجهز لإعادة التأهيل القلبي CARDIAC REHABILITATION متوافر في مستشفى القلب ولديه برامج تمارين خاصة بشرائح مختلفة من مرضى القلب.
- تجنب التدخين أو التعرض المباشر بالجلوس على مقربة من المدخنين.
- تجنب المشروبات الكحولية والإفراط في تناول المشروبات المنبهة للقلب مثل القهوة والتي لا بأس بها بكميات معتدلة.
- التأكيد على ضرورة السيطرة على مستويات السكر في الدم وقراءات الضغط لمن ابتلي بأحد هذين المرضين.
- إجراء الفحوص الدورية العامة للاطمئنان على صحة القلب كقياس ضغط الدم مثلا كل سنتين لمن كانت لديه قراءات طبيعية لضغط الدم، وفحص مستوى الكولسترول والدهون في الدم كل 4 – 6 سنوات تقريبا لمن كانت لديه مستويات طبيعية سابقاً، حسب توصيات منظمة الصحة العالمية.
يذكر أن هناك معادلات خاصة متوافرة لدى الأطباء المختصين لحساب نسبة الخطورة للإصابة بأمراض القلب الشريانية وتصلب الشرايين خلال 10 سنوات قادمة وهو ما قد يحدد الإجراءات الوقائية المطلوبة لكل مريض على حدة والفترات الزمنية للفحص الدوري للقلب والدورة الدموية.
غني عن الذكر أنه تلزم المبادرة إلى زيارة طبيب العائلة أو المركز الصحي أو أقسام الطوارئ بمجرد الشعور بالأعراض التي سنتحدث عنها لاحقاً.
ما أسباب أمراض القلب الصمامية؟
الأمراض الصمامية قد تكون ثانوية ناتجة عن أمراض القلب الأخرى كاعتلال العضلة القلبية وانسدادات الشرايين التاجية، إضافة إلى بعض الحالات الولادية أو الوراثية.
كما أن من أسباب هذا القسم من الأمراض هو الإصابة المناعية بالحمى الروماتيزمية (روماتيزم القلب) وينتج عنه غالبا تضيق الصمامات ويعد الصمام الميترالي أكثر الصمامات إصابة بها. لذلك ننصح بمعالجة التهابات اللوزتين البكتيرية لدى الأطفال بشكل جيد وعدم التهاون بها كونها هي السبب الرئيسي للإصابة بهذه الحمى (الروماتيزم)، ويعتبر هذا السبب نادرا هنا في قطر وذلك بسبب الرعاية الطبية المتقدمة التي يحصل عليها المواطنون والمقيمون في دولة قطر.
وتشكل التهابات الصمامات البكتيرية أيضا أسبابا أخرى ولكن بشكل رئيسي لارتجاع وعدم كفاءة الصمامات وليس تضيقها.
ما عوامل خطورة أمراض القلب؟
أهم عوامل الخطورة لهذه الأمراض وخصوصا أمراض الشرايين التاجية هي داء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول والدهون إجمالاً، إضافة إلى التدخين والسمنة والإفراط في تناول الملح وقلة ممارسة الرياضة والعامل الوراثي.
يذكر أن نسبة إصابة الذكور في أمراض الشرايين التاجية إجمالاً هي أكبر من نسبة إصابة الإناث، لكن بعد سن الـ50 يتساوى كلا الجنسين في معلات الإصابة.
إلا أن معظم الدراسات الإحصائية التي أجريت على هذه الشريحة من المرضى أفادت بأن لدى النساء المصابات بأمراض القلب الشريانية ولديهن الإصابة بداء السكري مثلاً نسب وفيات أكثر من الرجال المصابين بأمراض الشرايين التاجية مع نسب أقل لإجراء عملية القسطرة العلاجية الطارئة PRIMARY PCI وربما يعزى ذلك إلى تأخر التشخيص لديهن وإلى اختلاف نوع الشكوى التي لا تكون أحيانا عند السيدات مشابهة للأعراض المتعارف عليها وربما تأخرهن في التوجه لمركز الطوارئ عند حدوث الشكوى، إضافة إلى ما ذكرناه أعلاه من أن أمراض القلب الشريانية غالبا ما يتم تشخيصها في سن متأخرة لدى النساء مقارنة بالرجال، وهو ما قد ينعكس على زيادة نسبة الوفيات والمضاعفات.
يذكر أيضاً أن نسبة حصول قصور القلب لدى النساء اللاتي لديهن الداء السكري أكثر شيوعا منه لدى الرجال.
كما أن التقدم في العمر بشكل عام يعد أيضا عامل خطورة للاصابة بمعظم أمراض القلب.
نسمع كثيرا عن بطارية القلب.. هل يمكن شرح ذلك؟
هناك النوع الأكثر شيوعا من الأجهزة الكهربائية المزروعة داخل الجسم أو ما يسمى مجازاً ببطارية القلب PACEMAKER وهو جهاز صغير يقل حجمه عن نصف حجم كفة اليد تتم زراعته في أعلى جدار الصدر إلى اليسار غالبا أسفل عظم الترقوة ويتصل من خلال أسلاك خاصة داخلية بأجواف القلب من خلال الأوردة الدموية ليقوم بإعطاء تنبيهات كهربائية دورية لعضلة القلب كي تقوم بعملية الانقباض والارتخاء بشكل منتظم.
تلزم بطارية القلب هذه لدى مرضى بطء ضربات القلب الناتجة غالبا عن خلل في التوصيل الكهربائي داخل عضلة القلب وهو ما يسمى بحصار القلب HEART BLOCK.
وهناك أنواع مختلفة أخرى من هذه الأجهزة المزروعة كتلك الخاصة بإعطاء صعقة كهربائية علاجية عند توقف القلب ICD والتي قد تحميه من خطر الوفاة إن لم يسعفه الوقت لبعده عن أقرب مستشفى أو مركز طوارئ.
كما أن هناك أنواعاً أخرى منها متعلقة بضعف أداء العضلة القلبية ومن شأنها تحسين أداء العضلة والتخفيف من أعراض قصور القلب لدى نسبة كبيرة من المرضى.
وفي سياق متصل، هناك لدينا في مستشفى القلب تقنية المراقبة عن بعد لهذه الأجهزة الكهربائية المزروعة داخل أجسام المرضى، وهناك عيادة خاصة لهذا الغرض.
أهم ما يميز هذه التقنية هو إمكانية اكتشاف بعض اضطرابات النظم الكهربائي لدى المريض عن بعد حتى لو لم يشعر به، وعندها يمكن استدعاؤه للمتابعة والعلاج.
وأخيرا بقي أن نشير إلى تقنية أخرى لمراقبة النظام الكهربائي للقلب أيضا وهي زراعة شريحة صغيرة LOOP RECORDER للمراقبة الكهربائية تحت جلد المريض، يتم نزعها فيما بعد وتفريغ قراءاتها على حواسيب مزودة ببرامج خاصة لقراءة هذه الشرائح.