+ A
A -

في اليوم الرابع للقتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ظهرت نبرة تشاؤم بشأن احتمالات الوساطة لوقف القتال، إذ استبعد المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس أن يكون طرفا القتال يريدان الوساطة من أجل وقف إطلاق النار بشكل دائم، وفي خلاصة قدمها إلى مجلس الأمن الدولي، قال بيرتس إن الأطراف الإقليمية، لا سيما منظمة الإيغاد، عرضت التوسط بين الجانبين، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تتعاون بشكل وثيق للغاية مع منظمة الإيغاد والاتحاد الإفريقي والآلية الثلاثية، إضافة إلى دول أخرى في المنطقة وجامعة الدول العربية، لكنه أضاف أن هناك صعوبات في الوصول إلى السودان «ولن يتمكن الوسطاء بسهولة من المجيء إلى هنا، ولكي نكون صادقين للغاية لا يعطي الجانبان المتقاتلان انطباعا أنهما يريدان الوساطة من أجل السلام بينهما الآن، بل يطالبان الطرف الآخر بالاستسلام».

نحن إذا أمام حرب قد تكون طويلة، وقد تأخذ أبعادا عرقية وقبلية تجعل من مسألة وقفها قضية في غاية الصعوبة، بالإضافة إلى ما يمكن أن نشهده مستقبلا من تدخلات خارجية تبعا للمواقف المتضاربة للمهتمين بالشأن السوداني، وهذا يعني أن السودان ربما يكون مقبلا على حرب طويلة وطاحنة، سوف يدفع ثمنها الأكبر الشعب السوداني، بسبب الوضع الإنساني الهش أساسا، وصعوبة تقديم مساعدات في الظروف الحالية خاصة بعد استهداف مقار تابعة لعدد من الوكالات الأممية خلال الساعات القليلة الماضية.

إن السماح بدخول المساعدات وفتح مسارات لتحرك المدنيين ونقل الجرحى أمر في غاية الأهمية، إلى جانب تحرك الوساطات بصورة مكثفة.

copy short url   نسخ
19/04/2023
175