«صهيوني دبر حالك.. وصلوا الثوار..

معهم فوزي القاوقجي.. بطل الأحرار..

هذا ما استقبلنا به القائد الوطني العربي العثماني السوري الأصل اللبناني المولد ومسقط رأسه (طرابلس الشرق) فوزي القاوقجي قائد جيش إنقاذ فلسطين بل جيش تسليم فلسطين!!!!

تخرج في الأستانة ضابطا في سلاح الخيالة العثماني وقاتل ضدهم في الحرب العالمية الأولى، مشاركا مع الملك فيصل في حربه ضد العثمانيين، وقاتل الانجليز والفرنسيين... ولم نكن نعلم ونحن نردد في طفولتنا هذه الأهزوجة عند قدوم جيش الإنقاذ العربي لتحرير فلسطين أن هذا الجيش كان يقوده قائد خان الاستانة والخلافة وخان فلسطين والثورة.

فقد ذكرت إحدى الوثائق التي كشف النقاب عنها مؤخرا حول سقوط قرية القسطل الفلسطينية بيومين، عن حدوث اجتماع سري جرى في أحراش قرية نور شمس بتاريخ 1948، بين فوزي القاوقجي ويهوشع بالمون أحد قادة الهاجاناة (أول رئيس للموساد في الكيان الصهيوني)، حيث زود القاوقجي في هذا الاجتماع بالمون بجميع التفاصيل الاستخباراتية المتعلقة بالوضع العسكري للمجاهدين الفلسطينيين، كما أمدهم بجميع المعلومات الخاصة عن بعض جبهات المجاهدين، وخصوصا تلك الجبهات التي كان يعاني فيها أهل فلسطين من نقص بالسلاح والعتاد.. داعما ذلك بالبرقيات المتتالية التي كان يرسلها عبدالقادر الحسيني طالبا السلاح من جيش الإنقاذ... كما كشف في هذا الاجتماع الخطة العسكرية التي أعدها المجاهدون لتحرير قرية القسطل، ومن ثم القضاء على الجيوب الصهيونية في مدينة القدس، معطيا بذلك فرصة سانحة للعصابات الصهيونية في إيقاع المجاهدين بكمائن قاتلة.

لكن المستغرب في ذلك، أن يكون الرجل الذي زود العصابات الصهيونية بكل المعلومات التي تحتاجها للقضاء على المجاهدين واحتلال أجزاء من فلسطين هو نفسه قائد جيش الإنقاذ الذي وضعته جامعة الدول العربية على رأس قواتها التي شكلتها لدعم المجاهدين!... والأغرب من كل ذلك أن يطالب القاوقجي بالقضاء على عبدالقادر الحسيني ورجاله، قائلا لبالمون: «عليكم أن تعلموهم درسا لا ينسوه»!. واعدا بالمون بأنه سيمنع تقديم أي مساعدة عسكرية للمجاهدين، وسيعطي مجالا للعصابات الصهيونية بمحاصرة المجاهدين والقضاء عليهم من خلال انسحابه من بعض المواقع التي تسيطر عليها قواته!.

وتتحدث هذه الوثائق بأن القاوقجي طلب من بالمون أن يعطيه نصرا تمثيليا واحدا يستعين به لإكمال تنفيذ مخططه!.. فرد عليه بالمون: «نحن اليهود لن نعطيكم شيئا، وإن هاجمتنا كيفما كان، سنرد عليك بالأسوأ».. وقد أكد حصول هذا اللقاء كتاب يا قدس، لدومنيك لابيير ولاري كولنز الصادر في عام 1972م. حيث أكدا الكاتبان أن في هذا اللقاء تم توقيع اتفاقات سرية بين قائد جيش الإنقاذ فوزي القاوقجي ويهوشع بالمون... كما أكد (كتاب حرب من أجل فلسطين-ص-86) الذي صدر عن جامعة كامبردج عام 2001 حصول هذا اللقاء... أي قبل مذبحة دير ياسين بثمانية أيام، وقبل استشهاد عبدالقادر الحسيني بأسبوع، وقبل عملية نهشون الرامية إلى فتح طريق القدس تل أبيب بثلاثة أيام، وقبل إعلان الكيان الصهيوني وحدوث النكبة بستة أسابيع.

هذا وكان الكاتبان يوجين روجان وآفي شلايم قد أكدا في كتابهما المذكور (معتمدين على وثائق صهيونية وبريطانية نزعت عنها السرية مؤخرا) على أن القاوقجي قد وعد بالمون بأن قواته لن تتدخل في أي معركة تقع بين الهاجاناه وقوات عبدالقادر الحسيني. وبالفعل قامت العصابات الصهيونية بشن هجوم كبير بعد هذا الاجتماع بثلاثة أيام أي في الرابع من نيسان، لفتح طريق القدس- تل أبيب، تم أثناءها تدمير مقر قيادة عبدالقادر الحسيني في رام الله. وبعدها كانت معركة القسطل الشهيرة حيث هاتف عبدالقادر الحسيني قائد جيش الإنقاذ فوزي القاوقجي طالبا منه إرسال قوات مساندة، لكن القاوقجي الذي كانت لديه ذخائر وأسلحة مكدسة في مخازنه من الجامعة العربية، اعتذر عن ذلك زاعما أنه لا يملك أي سلاح، وكانت استخبارات العصابات الصهيونية قد رصدت هذه المكالمة الهاتفية وتأكدت من التزام القاوقجي بالاتفاق المبرم مع بالمون، كما أيقنت أن عبدالقادر الحسيني ورجاله يعانون من مشكلة نفاد الذخائر (حرب فلسطين- إعاد كتابة تاريخ حرب 1948 المؤلفان يوجين روغان وآفي شلايم - 2001م- كامبردج يونيفيرستي برس- كامبردج- المملكة المتحدة- ص- 86).... وبعد، لا تعليق على قادة لايزالون يخدمون الشيطان.