دوت أصوات الانفجارات، في الخرطوم، أمس، وسط تحليق للطيران الحربي في سماء العاصمة السودانية خلال اليوم الثامن من الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، دون أي مؤشرات جادة على احتمال توقف القتال أو الالتزام بهدنة لمدة ثلاثة أيام، تم الاتفاق عليها.

وسط هذه التطورات، أعلنت المملكة العربية السعودية بدء ترتيب إجلاء مواطنيها ورعايا «دول شقيقة وصديقة» من السودان إلى المملكة، فيما أعلن الجيش السوداني، في بيان، أمس، أنه جرى إجلاء البعثة السعودية برا إلى بورتسودان ومنها جوا إلى المملكة العربية السعودية، على أن تبدأ عملية إجلاء كل البعثات التي تطلب دولها ذلك، حيث ستقوم كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين بإخلاء دبلوماسييها ورعاياها جوا بطائرات نقل عسكري تتبع لقواتها المسلحة من الخرطوم، في أحدث إشارة على أن الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات، ومن ذلك تصاعد وتيرة الاشتباكات واستمرار الاقتتال، بعد أن فشلت جميع المناشدات والجهود التي بذلت لجمع المتحاربين على مائدة المفاوضات والاحتكام لحل سلمي يجنب السودان المزيد من التدهور.

حتى الآن سقط مئات القتلي، وآلاف الجرحى، والحصيلة مرشحة للتصاعد أكثر مع انهيار الخدمات الطبية وخروج عشرات المستشفيات من الخدمة، مع فشل المحاولات التي بذلت لفتح ممرات آمنة لنقل الإسعافات والجرحى والجثث، الأمر الذي يزيد من حجم المأساة وينذر بالمزيد من التدهور على كل صعيد، بما في ذلك اتساع أزمة الغذاء التي تطال جميع السودانيين، ما لم يتم التوصل سريعا لتوافقات توقف نزيف الدم عبر الاحتكام للحوار.