+ A
A -

برز مصطلح لم الشمل بقوة بمبادرة من وزير دفاع الحركة الصهيونية موشيه ديان بعد النكسة عام 1967 واحتلال الضفة الغربية والجولان وسيناء.. وفتح الجسور على نهر الأردن في الاتجاهين ذهابا للراغبين في مغادرة الضفة إما كنازحين إلى الضفة الشرقية أو زوارا لشرق الأردن بموجب تصاريح تصدرها الإدارة المدنية أو لعائدين للوطن للم شمل توافق عليه القوة المحتلة.. لكن إسرائيل في البدايات أرادت من الجسور وسيلة تعذيب وإهانة وجمع أموال من الفلسطيني المشتاق للوطن بكل مكوناته «إنسانه، أرضه، مدنه، قراه، ريفه الأجمل في الكون»، تزينه سيدة السفوح، زيتونة لا شرقية ولا غربية مشتاق للسهرات في ساحاته وبيادره، للعتابا والميجانا، لمواويل اللهفة والمقاومة، مشتاق للصبايا يحملن جرار الماء من العين.. لحمرة الخدود الربانية، مشتاق لفنجان قهوة أمي، لرغيف أمي من طابون تراثي من زمن العثمانيين، أنا المشتاق أدفع لأجل هذا وأتجرع مرارة الإذلال في غرف التفتيش، وحين أسجد مقبلا الأرض يهز الجندي رأسه ولا يفهم معنى أن تكون مجبولا من هذه الأرض..

حين عادت السلطة إلى رام الله اعتقدنا أننا سندخلها بسلام آمنين دون تصريح زيارة.. وفوجئنا أن رسوم الترخيص التي كانت لا تزيد على مائة شيقل أصبحت بعشرة آلاف دولار ويزيد والرشوة توزع على العربي واليهودي، ورفضت أن أكون راشيا فالراشي والمرتشي في النار فحرمت من زيارة وطني منذ عودة السلطة.

أزور اليرموك كلما زرت الأردن وألقي على الوطن السلاما، مخاطبا خالد بن الوليد موجها له الملاما. ففلسطين تناديه مع صلاح الدين وتطلب إلغاء عار أوسلو الذي جلب لها الراشي والمرتشي والزكاما.

copy short url   نسخ
24/04/2023
80