+ A
A -
اثارت تغريدات سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي، مخاوف بعض التربويين من أن تكون تغريداته التي نشرها على حسابه أمس مقدمة لزيادة نصاب الحصص الدراسية في المدارس المستقلة، مؤكدين على أن بيئات تلك الدول التي أشار إليها وزير التعليم في تغريداته على حسابه الرسمي، تختلف كلياً عن البيئة القطرية والخليجية.
وكان سعادة وزير التعليم والتعليم العالي قد غرد أمس على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» استكمالا لحديثه أول أمس عن تجربة إحدى المدارس في آذربيجان التي زارها مؤخرا والمتعلق بعدد الحصص للمدرسين في الأسبوع والذي يتراوح بين 20 و22 حصة ماعدا مدرسي الإنجليزي والتربية البدنية إذ يزيد نصابهم عن هذا المعدل.
وقال الوزير في تغريدات الأمس: إن مارميت إليه أن نصاب الحصص عندنا هو الأقل بين الدول، وإذا نظرنا إلى دول مثل شرق آسيا فدوام المعلم لاينتهي قبل الرابعة أو الخامسة عصرا.. بينما يعتمد النظام الفنلندي مثلاً على معلم الصف الذي يلازم الطفل في المرحلة الإبتدائية في جميع الحصص طوال اليوم الدراسي. وأشار إلى أنه بالنسبة للأعباء الأخرى للمعلم فقد وجهنا إدارة التعليم لصب جهد المعلم في عملية التعليم والتعلم، وإلغاء جميع اللجان الداخلية في المدرسة فيما عدا اللجان التي تحددها الوزارة، وعدم اشغال المعلم فيها أو في التقارير إلا فيما يتعلق بالمتابعة الأكاديمية للطالب وبحد أقصى لجنتين.
الدوام المدرسي
وهنا قال بعض التربويين أن الدوام في مدارس بلدان الخليج العربي مثل الكويت والسعودية أقل من الدوام الدراسي المعمول به في قطر، مع العلم أن الدراسة في تلك الدول قوية وتعد ضمن أعلى الدول في ترتيب قوة المناهج والدراسة. وطالبوا بضرورة أن تعمل وزارة التعليم على رفع الأعباء الإدارية التي أثقلت كاهل المعلم وعطلته عن أداء مهامه في الفصل الدراسي، لافتين إلى أن اللجان التي أشار إليها سعادة الدكتور الحمادي في تغريداته ليست مثقلة للمعلم ولكن دورها ينحصر في الدور التكميلي ولا تعليق المعلم عن أداء دوره بقدر الملفات الإدارية مثل التحضير والتحضير الجماعي وملفات الطلاب وغيرها.
وفي هذا الإطار قال الدكتور أحمد الساعي أستاذ التربية بجامعة قطر أن وزارة التعليم ستلقى معارضة شديدة من الميدان التربوي والمجتمع إذا ما قررت زيادة الدوام الدراسي، كما ان زيادة نصاب الحصص الدراسية على المعلم أحد عوائق تقطير مهنة المعلم بسبب الأعباء الكبيرة على مهنة التدريس.
وأشار الدكتور الساعي في مستعرض حديثه الى أنه يوجد إختلاف كبير بين بيئات تلك الدول والبيئة القطرية، كذلك الثقافة بين المجتمع في تلك الدول وغيرها من الدول العربية، لافتاً إلى طبيعة الحياة في قطر والإلتزامات الأسرية، وهذا يجعل كثيرا من الكوادر القطرية تهرب من مهنة التعليم بسبب طول الدوام الدراسي الذي يبدأ من الساعة السابعة صباحاً إلى الساعة الثانية ظهراً، هذا بخلاف إرتفاع درجة حرارة الجو والإزدحام الكبير في الطرق بالدوحة والتي تعيق المعلم والطالب عن ذهابه للمدرسة في الصباح أو العودة في آخر الدوام بعد الظهر.
مشاكل المناهج
وفي نفس السياق قال الخبير التربوي السيد سعيد المنصوري انه يوجد إختلاف كبير بين البيئة القطرية وبيئة تلك البلدان، كما أن المناهج القطرية مليئة بالكثير من الحشو التي لا تفيد الطالب وتعتبر معيقة له في الدراسة، لافتاً إلى ضرورة النظر إلى مناهج الدراسة في بلدان مثل فنلندا، والتي تبني قدرات الطالب العلمية وتفيده في دراسته الجامعية وحياته العملية.
واضاف أن المعلم في تلك البلدان لا يعمل على مثل تلك الملفات التي يعمل عليها المعلم في المدارس القطرية، فهناك المعلم متفرغ إلى الطالب والفصل الدراسي، مطالباً أن تعمل وزارة التعليم على رفع الأعباء الإدارية التي أثقلت كاهل المعلم وعطلته عن أداء مهامه في الفصل الدراسي، لافتاً إلى أن اللجان ليست مثقلة للمعلم ولكن دورها ينحصر في الدور التكميلي ولا تعيق المعلم عن أداء دوره بقدر الملفات الإدارية مثل التحضير والتحضير الجماعي وحصص المشاهدة والورش ملفات الطلاب وغيرها.
ونوه الخبير التربوي في حديثه بأنه ما هي الفائدة التي تعود على الطالب القطري الذي يدرس مادة الأحياء في الثانوية العامة من دراسة النباتات التي تنمو في أميركا اللاتينية؟، وهو طالب من المفترض أن يتم تأهيله لدخول كلية الطب، فما هي العلاقة بين الطب ودراسة النباتات؟.
واشار المنصوري الى أن جميع الدراسات العلمية أثبتت أن الطالب لا يستوعب أي معلومة بعد الساعة الواحدة ظهراً، فكيف به لو استمر الدوام إلى الساعة الرابعة أو الخامسة عصراً، مشدداً على ضرورة النظر إلى الدوام في مدارس بلدان الخليج العربي مثل الكويت والسعودية وهي أقل من الدوام الدراسي المعمول به في قطر، مع العلم على أن الدراسة في تلك الدول قوية وتعد ضمن أعلى الدول في ترتيب قوة وجودة المناهج التعليمية.
المخرجات التعليمية
وأشار السيد سعيد المنصوري إلى أن المخرجات التعليمية تعاني وهنا كبيرا في قدرات الطالب خاصة في المرحلة الثانوية والذي لديه أخطاء إملائية، مشيراً إلى أنه تم تقليص دراسة اللغة العربية لصالح اللغة الإنجليزية والتي لم يتحصل الطالب على أكثر من 10% من دراستها.
وفى سياق آخر أشار احد مديري المدارس إلى إختلاف البيئة القطرية عن بيئات الدول الخارجية، خاصة وان المجتمع القطرى له خصوصيات تختلف عن المجتمعات الأخرى، لافتاً إلى أنه إذا قمنا بتطبيق تجارب تلك الدول بتخصيص 30 حصة للمعلم في الإسبوع، فمعنى هذا أن يعطي من خمس إلى ست حصص في اليوم، وهذا كم هائل من شأنه أن يكون في غاية الإجهاد للمعلم ولن يستطيع أن يقوم بهذا الدور في الفصل الدراسي.
وأَضاف أن طول الدوام الدراسي أحد معوقات عملية التقطير، والتي تجعل الكوادر الوطنية تهرب من العملية التعليمية إلى العمل في قطاعات أخرى. واضاف أن المعلم القطري يتم إنهاكه على آخر الدوام بسبب معاناة التعامل مع الطلاب وأولياء الأمور وطول الدوام الدراسي، مشيراً إلى أن تلك الدول من المؤكد أنه يوجد أشياء أخرى وخلفيات لا نعرفها وراء هذا الدوام الطويل مثل البيئة الرطبة التي تتمتع بها البلدان أو أن يكون الدوام يبدأ متأخرا وليس مثلنا في الساعة السابعة صباحاً.
copy short url   نسخ
26/02/2017
4658