شهر حزيران يا شهر النكسات، كنت الشهر الأجمل والأحلى؛ ففيك تبدأ السهرات والرحلات والعطلات المدرسية والنزهات.. وفجأة أراد الشيطان تحويلك إلى شهر «نكسة» حين حرك شياطين العواصم للاتفاق مع شيطان البيت الأبيض ليوعز إلى ربيبته الشيطانة الصغري لتحويلك إلى شهر نكسة.. ومنذ النكسة إلى اليوم والأمة في نكسة.. لا عليك بشهر أكتوبر؛ فقد كان شهر تحريك للمنطقة ليأتي كيسنغر ويتبعه كارتر وفورد وريغان حتى يستلم بوش الأكبر ليضع مخططه الذي استسلمه ابنه الأصغر ليسلمه إلى الشاب الكيني الأسمر.. ليتولاه الأكثر شقاراً ترامب الأحمر..
خربطوا العراق.. ولايزال يتخربط.. تسيد الأكراد في الشمال.. وتسيد الشيعة في الجنوب.. والذبح قائم في الوسط والموصل حيث السُنّة.. انتقلوا إلى سوريا وعن سوريا يا شهر حزيران حدث ولا حرج؛ ففي كل مدينة نكبة ونكسة من حلب إلى حمص إلى داريا إلى الزبداني.. ولن يحلوا عن سوريا حتى تكون مقسمة حسب رغبة ابن العم شالوم بن مشلوم خاشلوم..
يا حزيران.. أضعت القدس في النكسة ومسرى الرسول ينتهك اليوم وأمس وينتهك غداً.. فنحن مشغولون يا حزيران فيك وما يخطط لينفذ فيك... فتنة أثارتها أجهز أكاذيب وحقائق وعي على أمل فيك يا حزيران أن تخربط هذه المنطقة التي بقيت هادئة في عالمنا العربي.. ونسأل الله أن يجنبها ما أصاب بلاد الشام ومصر وتونس والعراق.. نسأل الله أن تسود الحكمة وتتغلب على الفتنة التي يحركها مفسد يجيد فن دس السم؛ حيث تعلمه في المقاطعة.. والمقاطعة معسكر بريطاني قاطعه الناس منذ الانتداب.. فبات اسماً إداريا لمعسكر مقاطع ثم بات سجناً في زمن الأردن وقيادة عسكرية ثم قيادة عسكرية مدنية إسرائيلية واليوم مقر للحكم الفلسطيني وفيه تم دس السم للرئيس الراحل عرفات ومن دس له السم ينثر الفساد في بلاد حزيران الساخنة..
النكسة وقعت في الخامس منك يا حزيران.. ولو عرفنا سر هذه النكسة وحللنا سر هذه النكسة وعرفنا وقعت النكسة.. حينها سنعرف لماذا تحاك المؤامرات ضد الوطن الذي يمد يده لمساعدة أبناء الممسكين على الزناد في الثغور لمن يمده لمساعدة الأيتام أبناء الشهداء.. لمساعدة الأرامل.. لمساعدة الأسر التي فقدت معيلها..
لو عرفنا من خطط للنكسة وقطعنا دابره منذ ذلك اليوم لما كان هناك ربيع عربي.. لأن حزيران اطفأ حرارته وعاد مزهراً في الصيف.
نبضة أخيرة
الحر لا ينسى الإساءة.. وحين تحين له الظروف لن يتهاون في ردها..

بقلم : سمير البرغوثي