تواصلت عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان حيث تستمر المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في غياب أي أفق لإنهاء هذه الاشتباكات.
تعطي عمليات الإجلاء إشارة في غاية الوضوح على أن الأمور تمضي في اتجاه التصعيد أكثر فأكثر، وباستثناء الدعوات المتكررة للتهدئة والحوار بين المتقاتلين، يبدو المجتمع الدولي عاجزا عن القيام بأي تحرك من شأنه وقف هذه المعارك، وما نشهده الآن يعني أن الأمور ستمضي من سيئ إلى أسوأ، فيما أزيز الرصاص ودوي الانفجارات في الخرطوم ومدن أخرى، هو سيد الموقف دون منازع.
تميل جميع التحليلات والتوقعات إلى أن هذه الحرب طويلة، وأن الحسم في غاية الصعوبة لاعتبارات داخلية وإقليمية ودولية، وهي يمكن أن تتحول إلى حرب استنزاف طويلة، على غرار تمرد جنوب السودان «1955-2005»، الذي انتهى بانفصاله رسميا في «2011»، وحركات التمرد في دارفور «2003-2019»، والتمرد الذي شهدته ولايتا جنوب كردوفان والنيل الأزرق «2011-2019»، وهذه الحرب سوف تقضي على أي أمل باستقرار الأوضاع في السودان، ما لم تدرك الأطراف المتقاتلة بأن الخاسر الأكبر فيها هو الشعب السوداني.
إن تسارع عمليات إجلاء الرعايا الأجانب ينبئ بشيء واحد مفاده أن دول العالم خلصت إلى نتيجة مفادها أن هذه الحرب لن تتوقف، وأن الحوار بين المتقاتلين غير وارد على الإطلاق، كما أن حسمها في غاية الصعوبة لأسباب متعددة ما يعني تحولها إلى حرب استزاف طويلة الأمد، والخشية، كل الخشية أن تكون عمليات الإجلاء دليل على ترك الشعب السوداني لمواجهة مصيره بنفسه.