+ A
A -

يشعر السودانيون باليأس والإحباط بسبب المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أوقعت حتى الآن «460» قتيلا في «11» ولاية منذ بدء الاشتباكات، كما يشعرون بأن المجتمع الدولي خذلهم عندما بدأوا تحركاتهم في الشارع مطالبين بالديمقراطية، وخذلهم عندما انفجرت الأوضاع، عبر الاهتمام بشيء واحد هو تكثيف عمليات الإجلاء، عوضا عن تكثيف الضغوط لوقف الاشتباكات.

لقد سمعنا عن استخدام المدنيين دروعا بشرية، وعن أزمات طاحنة في الغذاء والدواء والوقود، وانهيار الخدمات الصحية، وعن عمليات سلب ونهب، ناهيك عن مقتل عدد كبير من المدنيين العزل، الذين يسددون ثمن هذه الحرب الطاحنة، لكن أحدا لم يسمع عن تحرك جاد ومسؤول وحاسم لوقف المعارك ودفع المتقاتلين إلى الحوار، ما يعني بأن هذه الحرب ليست طويلة فحسب، لأنها ستترك الكثير من الندوب على بلد لديه ما يكفيه منها بالفعل.

لقد سابقت دول العالم الزمن لإجلاء رعاياها من السودان، وهي محقة في حمايتهم، فيما حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من خطر «تصاعد كارثي للحرب» ينذر بتداعيات أوسع، وحث القوى الدولية على ممارسة أقصى قدر من الضغوط من أجل السلام، لكن كل شيء يبدو وكأنه في خانة التصريحات فحسب، ويبدو أن الأجواء الدولية التي أفرزتها حرب أوكرانيا، قد انعكست على الأزمة السودانية، التي تتزايد المخاوف من تحولها إلى الأسوأ والأخطر مع الانقسام الدولي السائد حاليا.

في ظل هذا المشهد البائس تبدو الدول العربية الأكثر عجزا، فيما ألسنة اللهب تنذر بما هو أمر وأسوأ.

copy short url   نسخ
27/04/2023
50