منذ طفولتنا بدأ الاهتمام بجمهورية السودان حين استقلت عام 1956 اثر العدوان الثلاثي على السويس ودخول الاتحاد السوفياتي داعما لمصر ورحيل بريطانيا، وتابعنا بشغف الانقلاب العسكري بقيادة ابراهيم عبود الذي قاد بلاده إلى جانب دول عدم الانحياز وحافظ على علاقات وديه مع الأميركان وبدأ في بناء سودان قوي فهو خريج مهندس عام 1917 وشارك في الحرب العالمية الثانية.
وقاوم الحرب الأهلية الأولى المعروفة باسم أنانيا (أي سم الأفعى) أو تمرد أنانيا وهو صراع كان دائرا بين أعوام 1955 إلى 1972 بين الجزء الشمالي من السودان والجنوبي منه التي طالبت بمزيد من الحكم الذاتي الإقليمي. وشهدنا انقلاب 1964 وأيدنا انقلاب نميري عام 1986 كما أيدنا انقلاب البشير في الثمانينات وأيدنا التغيير في السودان ووقفنا ضد الحرب الأهلية الثانية المدعومة ايضا من إسرائيل.
ونأمل ان يغلب السودانيون العقل والا تتطور إلى حرب أهلية ثالثة خاصة وان رحيل الجاليات الاجنبية مؤشر إلى تطور الاحداث إلى حرب أهلية بين إخوة السلاح من الجيش والدعم السريع وفي ظل وجود عشرات الاحزاب المتصارعة على السلطة قد تحصد ارواح اضعاف ما حصدته الحرب الاهلية الأولى والثانية..
ان السودان بخيراته وثرواته من بترول وغاز وذهب ويورانيوم ومواد غذائية هو مطمع من دمروا العراق وسوريا واليمن ولبنان.. والسودان بمواقفه العروبية والاسلامية مستهدف من الأجنبي الذي لا يريد ان تقوم لهذه الامة قائمة.