كما غرد الكثيرون ممن ضجت بهم مواقع التواصل الاجتماعي حول الهجمة على دولة قطر ثبت أن «الأمر دبّر بليل». فخيوط الهجوم وتواتره وتناسق الموجات السابقة عليه واللاحقة له تؤكد أن هيكلا كاملا سهر على الإعداد والتنفيذ والتزييف. لا يخفى على مراقب موضوعي أن استهداف دولة قطر يحكمه السياق العام للأحداث والوقائع التي تمتد منذ تأسيس قناة الجزيرة وبداية حكم الأمير الوالد - حفظه الله- إلى اليوم. لكن السياق الخاص يتمثل في زيارة الرئيس الأميركي ترامب إلى السعودية مؤخرا وما تمخضت عنه زيارته من قرارات وخاصة من صفقات عسكرية عملاقة.
لكن ما يهمنا في هذا العرض القصير هو الخلفيات الأكثر عمقا وراء الهجمة الإعلامية التي لا تبدو وليدة اللحظة التي اندلعت فيها بقدر ما تمثل لحظة الانفجار آخر العناصر المفعّلة من أجل إنجاز التفجير. فبقطع النظر عن قرصنة موقع الوكالة القطرية للإعلام وتوقيت المقالات المعادية في الولايات المتحدة الأميركية وكان آخرها وأهمها مؤتمر انعقد ليلة انطلاق الحملة ليعطي إشارة الانطلاق فإن جذور القلق الشديد من التوجه القطري تبدو أكثر عمقا وغورا مما يظهر على السطح. فحتى شماعة الإخوان ودعم الإرهاب التي يطلقها الكتاب المأجورون هنا وهناك فإنهم لا يصدقونها هم أنفسهم بقدر ما يحرصون عبرها على التشويه والثلب قدر المستطاع.
إن رفض قطر التطبيع مع النظام الاستبدادي العربي بكل مكوناته السياسية والإعلامية والفكرية هو الذي يفسر كل الأزمات التي عرفتها في علاقتها الخارجية خاصة على المستوى العربي. فالثوابت القطرية فيما يتعلق بالشأن العربي والدولي هي التي تمثل السبب الأساسي للحملات الإعلامية التي لا تنفك تتفاعل ضدها.
وقفت قطر بكل شجاعة ضد قمع الشعوب العربية وآمنت بالإنسان العربي وبقدرته على الفعل والتحرر من ربقة العطالة ومن قيود الانكسار وكانت قناة الجزيرة عنوان هذا التحرر إذ مثلت ثورة حقيقية في بنية العقل العربي وفي مضامينه المركزية. رفضت قطر طرد اللاجئين ممن ضاقت بهم السبل وطاردتهم أجهزة القمع العربية وهو ما ضاعف من حقد النظام الاستبدادي العربي عليها. آمنت قطر بثورة المعطلين والمهمشين والفقراء في ربوع الأرض العربية ورفضت كتم أصواتهم وكانت الجزيرة الهواء الذي تتنفسه ثوراتهم.
ثم رفضت قطر التطبيع مع الانقلاب المصري والقبول بسفك دماء المسلمين الأبرياء في رابعة، فشنت عليها أبواق إعلام العار المصري أقذر الحملات الإعلامية. بالأمس القريب رفضت قطر اعتبار حركة المقاومة الإسلامية حماس حركة إرهابية كما يطالب بذلك اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وكما عبر عن ذلك الرئيس الأميركي في قمة الرياض.
كل هذه العناصر الأساسية التي تعبر عن ثوابت السياسة الخارجية القطرية هي التي ألبت عليها الكتائب الإعلامية الأجيرة ومن يقف وراءها من الدول والكيانات لكنها دفعت بصورتها في الوجدان العربي إلى أسمى المراتب.
بقلم : محمد هنيد
لكن ما يهمنا في هذا العرض القصير هو الخلفيات الأكثر عمقا وراء الهجمة الإعلامية التي لا تبدو وليدة اللحظة التي اندلعت فيها بقدر ما تمثل لحظة الانفجار آخر العناصر المفعّلة من أجل إنجاز التفجير. فبقطع النظر عن قرصنة موقع الوكالة القطرية للإعلام وتوقيت المقالات المعادية في الولايات المتحدة الأميركية وكان آخرها وأهمها مؤتمر انعقد ليلة انطلاق الحملة ليعطي إشارة الانطلاق فإن جذور القلق الشديد من التوجه القطري تبدو أكثر عمقا وغورا مما يظهر على السطح. فحتى شماعة الإخوان ودعم الإرهاب التي يطلقها الكتاب المأجورون هنا وهناك فإنهم لا يصدقونها هم أنفسهم بقدر ما يحرصون عبرها على التشويه والثلب قدر المستطاع.
إن رفض قطر التطبيع مع النظام الاستبدادي العربي بكل مكوناته السياسية والإعلامية والفكرية هو الذي يفسر كل الأزمات التي عرفتها في علاقتها الخارجية خاصة على المستوى العربي. فالثوابت القطرية فيما يتعلق بالشأن العربي والدولي هي التي تمثل السبب الأساسي للحملات الإعلامية التي لا تنفك تتفاعل ضدها.
وقفت قطر بكل شجاعة ضد قمع الشعوب العربية وآمنت بالإنسان العربي وبقدرته على الفعل والتحرر من ربقة العطالة ومن قيود الانكسار وكانت قناة الجزيرة عنوان هذا التحرر إذ مثلت ثورة حقيقية في بنية العقل العربي وفي مضامينه المركزية. رفضت قطر طرد اللاجئين ممن ضاقت بهم السبل وطاردتهم أجهزة القمع العربية وهو ما ضاعف من حقد النظام الاستبدادي العربي عليها. آمنت قطر بثورة المعطلين والمهمشين والفقراء في ربوع الأرض العربية ورفضت كتم أصواتهم وكانت الجزيرة الهواء الذي تتنفسه ثوراتهم.
ثم رفضت قطر التطبيع مع الانقلاب المصري والقبول بسفك دماء المسلمين الأبرياء في رابعة، فشنت عليها أبواق إعلام العار المصري أقذر الحملات الإعلامية. بالأمس القريب رفضت قطر اعتبار حركة المقاومة الإسلامية حماس حركة إرهابية كما يطالب بذلك اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وكما عبر عن ذلك الرئيس الأميركي في قمة الرياض.
كل هذه العناصر الأساسية التي تعبر عن ثوابت السياسة الخارجية القطرية هي التي ألبت عليها الكتائب الإعلامية الأجيرة ومن يقف وراءها من الدول والكيانات لكنها دفعت بصورتها في الوجدان العربي إلى أسمى المراتب.
بقلم : محمد هنيد