+ A
A -
بعد خمسة أيام من بدء حرب 67، كان السؤال الأساسي بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين يتعلق بمصير السكان الفلسطينيين.
فقد نشرت إدارة الأرشيفات الحكومية في إسرائيل دفعة جديدة من محاضر المناقشات السرية التي دارت بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية آنذاك، وتظهر هذه الوثائق، عمق الصدمة التي أثارها الوضع الجديد الناشئ بعد الحرب.
يوم 10 يونيو 1967، قال رئيس الوزراء ليفي إشكول في ختام الاجتماع الحكومي: «علينا أن نقرر ماذا سنفعل مع المواطنين العرب في الأراضي المحتلة».
وتعكس المناقشات التي سجلتها تلك الوثائق قبل 50 سنة، المعادلة التي يواجهها السياسيون الإسرائيليون حتى يومنا هذا، إنهم يريدون أراضي خالية من السكان العرب، لكن كيف؟.
لقد دارت مناقشات كثيرة حول الموضوع، تراوحت بين الفصل والدمج والحكم الذاتي، وكلما حاول الوزراء التوصل إلى توافق، تزايدت نقاط الخلاف بينهم، باستثناء تطابق مواقفهم في ضرورة الحفاظ على القدس موحدة وتحت السلطة الإسرائيلية إلى الأبد.
تكمن أهمية تلك المناقشات في أنها حددت معالم التحركات الإسرائيلية لاحقا، ولأن الإسرائيليين فشلوا في التوصل إلى رؤية محددة آنذاك، فإنهم واصلوا فشلهم إلى يومنا الراهن، الأمر الذي يفسر، ربما، سياسة إضاعة الوقت التي تنتهجها إسرائيل منذ سنوات طويلة على أمل بروز عوامل ضاغطة يمكن أن تسمح بفرض أمر واقع جديد، بحيث توافق إسرائيل في نهاية المطاف على قيام دولة فلسطينية مكبلة بمجموعة من الشروط.
بعد خمسة أيام فقط من بدء تلك الحرب بدأ الإسرائيليون برسم معالم المستقبل، حينها كان الجانب العربي ما زال يصدر بيانات النصر المؤزر، وكان المواطن العربي يعتقد حقا أن فلسطين عادت إلى أهلها، أو أنها على وشك.
بقلم : حسان يونس
فقد نشرت إدارة الأرشيفات الحكومية في إسرائيل دفعة جديدة من محاضر المناقشات السرية التي دارت بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية آنذاك، وتظهر هذه الوثائق، عمق الصدمة التي أثارها الوضع الجديد الناشئ بعد الحرب.
يوم 10 يونيو 1967، قال رئيس الوزراء ليفي إشكول في ختام الاجتماع الحكومي: «علينا أن نقرر ماذا سنفعل مع المواطنين العرب في الأراضي المحتلة».
وتعكس المناقشات التي سجلتها تلك الوثائق قبل 50 سنة، المعادلة التي يواجهها السياسيون الإسرائيليون حتى يومنا هذا، إنهم يريدون أراضي خالية من السكان العرب، لكن كيف؟.
لقد دارت مناقشات كثيرة حول الموضوع، تراوحت بين الفصل والدمج والحكم الذاتي، وكلما حاول الوزراء التوصل إلى توافق، تزايدت نقاط الخلاف بينهم، باستثناء تطابق مواقفهم في ضرورة الحفاظ على القدس موحدة وتحت السلطة الإسرائيلية إلى الأبد.
تكمن أهمية تلك المناقشات في أنها حددت معالم التحركات الإسرائيلية لاحقا، ولأن الإسرائيليين فشلوا في التوصل إلى رؤية محددة آنذاك، فإنهم واصلوا فشلهم إلى يومنا الراهن، الأمر الذي يفسر، ربما، سياسة إضاعة الوقت التي تنتهجها إسرائيل منذ سنوات طويلة على أمل بروز عوامل ضاغطة يمكن أن تسمح بفرض أمر واقع جديد، بحيث توافق إسرائيل في نهاية المطاف على قيام دولة فلسطينية مكبلة بمجموعة من الشروط.
بعد خمسة أيام فقط من بدء تلك الحرب بدأ الإسرائيليون برسم معالم المستقبل، حينها كان الجانب العربي ما زال يصدر بيانات النصر المؤزر، وكان المواطن العربي يعتقد حقا أن فلسطين عادت إلى أهلها، أو أنها على وشك.
بقلم : حسان يونس