مع تواصل القتال في السودان تزداد المخاوف يوما بعد آخر من نقص الإمدادات الأساسية للمواطنين وينذر بتفاقم الوضع الإنساني.. فقد دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى توفير ضمانات أمنية للمنظمات الإغاثية حتى يتسنى لها القيام بعملها وتوفير الدعم الإنساني في السودان.. خاصة مع البيانات التي تؤكد أن تسعة أطفال حتى الآن لقوا حتفهم، بالإضافة إلى 55 طفلا أصيبوا بجروح مختلفة في السودان منذ بدء الاشتباكات في 15 أبريل الجاري.. ويتوقع أن يكون العدد الحقيقي أكبر بكثير وسط شح الإمدادات الأساسية والمعلومات بسبب المعارك.
الوضع الإنساني في السودان كان كارثيا حتى قبل الأزمة الحالية.. ولابد من إرساء هدنة إنسانية وتقديم الضمانات للمنظمات الإغاثية حتى يتسنى لها القيام بعملها وتوفير الدعم للأشخاص الأكثر ضعفا.
وتشير التقديرات إلى أن هناك 15.8 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، من ضمنهم 8.5 مليون طفل، كما أن هناك 11 مليون شخص بحاجة إلى خدمات المياه الصالحة للشرب والإصلاح البيئي.. وبالطبع تشكل الاشتباكات أزمة إنسانية فوق أزمة إنسانية أخرى، ومن المؤكد أن الوضع سيزداد سوءا بالنسبة لهذه الفئات.
ويمني الجميع النفس بقبول طرفي الحرب في السودان، الجيش و«قوات الدعم السريع» بمبادرة منظمة الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد» التي تمثل بارقة أمل لإنهاء الحرب التي دخلت أمس يومها الثالث عشر.. بعد أن تسلم الطرفان رسمياً المبادرة التي تنص مبدئياً على تمديد الهدنة التي انتهت أمس، وإرسال ممثل واحد من الجيش السوداني، وآخر من «قوات الدعم السريع» إلى جوبا، عاصمة جنوب السودان، بغرض التفاوض حول تفاصيل المبادرة.