الرئيس الأميركى دونالد ترامب، بتوقيعه أمس قرارا بإرجاء نقل السفارة الأميركية إلى القدس، اعطى إشارة قوية ومهمة، على ماكان قد اكد علية بحتمية اعطاء السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فرصة.. وهو بهذا القرار، يثبت عمليا على جدية إدارته في السعي لإحلال السلام، ذلك المفقود.
قرار الرئيس الأميركي، خيب ظن حكومة نتاياهو من جهة، وأفرح الفلسطينيين من جهة اخرى، وهو الفرح الذي عبر عنه الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة،بقوله إن القرار يعتبر «خطوة إيجابية هامة» ستعزز فرص تحقيق السلام.
البيت الابيض، علق على القرار بأنه «لا يجب ان يفهم أي كان هذه الخطوة على انها تراجع الرئيس عن دعمه الثابت لإسرائيل وللتحالف الاميركي-الإسرائيلي»... لكن برغم ذلك يعتبر القرار- برأي كافة المتابعين، انه قرار حكيم من ترامب الذي كان قد وعد خلال حملته الإنتخابية بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، تلك التي تعتبرها إسرائيل عاصمة أبدية للكيان المحتل.
من المهم، التذكير هنا، ان وضع القدس- الذي يطالب الفلسطينيون بشطرها الشرقي المحتل عاصمة لهم- هو وضع معقد جدا، وإذا ماكان ترامب قد اوفى بوعده الإنتخابى، فإنه دون ادنى شك، سيزيد من تعقيد الوضع المعقد أصلا، تعقيدا، وستعتبر خطوته استفزازا صارخا ليس للفلسطينيين وحدهم، وإنما للعرب والمسلمين معا، وللمجتمع الدولي، الذي يرفض نقل سفاراته، إلى المدينة دون التوصل إلى تسوية سياسية كاملة، تضمن حقوق الفلسطينيين، دون نقصان.
القرار حكيم.. وهو يشير في جانب منه، إلى ان الرئيس الأميركي الذي بدأ صارخا خلال حملته الإنتخابية، ليس هو الآن بتلك الصفة، بعد ان أصبح رئيسا للدولة التي ينبغي ان تتوسط بجدية لإحلال السلام.