بداية هذا الأسبوع «استفاق» هذا الكوكب على خبر بشع، وكلمة «استفاق» يستخدمها الناس للتمهيد للأخبار الفظيعة فاستخدمتها معهم، وإلا فإني على قناعة أن لو جدي رحمه الله استفاق من قبره فهذا الكوكب سيستفيق!

المهم وبلا طول سيرة، سلطت الأضواء نحو كينيا، حيث أعلن مدير شرطة العاصمة نيروبي العثور على خمسين جثة لبعض الحمقى المؤمنين! وهم أتباع قسيس محلي اسمه «بول ماكينزي» كان قد وعد أتباعه أنهم إذا صاموا حتى الموت فإنهم سيقابلون المسيح شخصيا في الجنة!

ولكن على ما يبدو أن الشخص الوحيد من أتباع هذه الطائفة الذي يؤمن أن «ماكينزي» كذاب، هو ماكينزي نفسه، فهو لم يصدق كذبته، وقبض عليه بصحة جيدة، حيث كان يأكل خلسة عن أتباعه!

الحمد لله على نعمة الإسلام! هذا الدين العظيم الذي يحفظ على المرء روحه، وعقله، وماله، ودمه، وعرضه، وإنسانيته، فنجد كل تشريعاته تدور في فلك رقي الإنسان، والحفاظ عليه!

هذا الدين الذي يرفع الحرج عن الناس، لأن الله سبحانه ليس بحاجة إلى عبادتنا أساسا، وإنما نحن الذين نحتاج إلى عبادته!

هذا الدين الذي يبيح الإفطار للمسافر، وللحامل، وللمرضع، وللمريض، بل ويجعل الصيام محرما في حق من قال الأطباء إن الصيام يهدد حياته!

هذا الدين الذي يمنع أتباعه أن يؤجروا عقولهم لأي إنسان، فمن اجتهد في دينهم بهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم، رفعوا قدره، وحفظوا فضله، ومن أحدث في دينهم ما يخالف هدي نبيهم صلى الله عليه وسلم، كانوا هم أول من ردوا عليه!

هذا الدين الذي يرفع الإنسان رفعة لا يرفعها دين آخر وضعي، ولا نظام اجتماعي بشري، ولا عقد سياسي توافقي، فلا يوجد خير في كل هذه الأشياء إلا والإسلام قد سبقهم إليه، ولا شر إلا والإسلام قد حذر منه، ذلك أن الناس إنما يرون جزءا ضئيلا من المشهد، أما الله فحكمته عابرة للأزمنة، عالمة بالأمكنة، بصيرة بالعباد..

ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟!

فالحمد لله على نعمة الإسلام!