+ A
A -
صباح الاحمد الجابر الصباح ابن الكويت البار الذي ولد في الصحراء بمدينة الجهراء، وفي اذنه صليل السيوف في القصر الاحمر، ذلك القصر الذي شهد انتصار الكويت في معركة الجهراء عام 1920
وكانت تلك المعركة التي مورست فيها الدبلوماسية وتم اخراج القوة النجدية التي احتلته بمفاوضات تؤسس لدى المولود الشيخ صباح الاحمد بعد تسع سنوات من تلك المعركة روح الدبلوماسية ووالدته الجهراوية الشيخة منيرة عثمان السعيد العيار تروي له بطولة والده الشيخ احمد الجابر وعمه الشيخ سالم الصباح وحرصهما على انهاء المعركة بلا دماء بين الأشقاء.
صباح الاحمد عرفناه عن قرب وقد تشرفت بالسلام عليه في منزل السيد محمد احمد بن عبد اللطيف الحمد الذي كان وزيرا للعدل عام 1975 وكنت اعمل في مكتبه وقد طلب مني احضار العاجل من الأمور من الملفات إلى المنزل للتوقيع عليها، حيث كان يعاني من وعكة صحية، ووجدت الشيخ صباح الاحمد جاء يعوده، فسألني يومها وكنت شابا يافعا..انت من اين؟ اجبت:من فلسطين..تنهد.. وردد فلسطين..وكان سموه يقارع في مجلس الأمن والامم من اجل حقوق فلسطين وعودة اللاجئين..فما من خطبة له الا وتضمنت المبادئ التي تدعو إلى اقامة وطن فلسطيني مستقل عاصمته القدس..وكنا نجلس أمام التلفاز نستمع إلى خطابه كاملا..حتى بات الصبية يقلدون وقفته وقوله مخاطبا رئيس الامم سيدي الرئيس نعم انه الرجل الذي عشناه وعايشناه وشهدنا انجازاته.. وكيف ارتقى بالشأن الإنساني منذ خمسينيات القرن الماضي في فترة توليه دائرة الشؤون الاجتماعية حيث كان يبدي اهتماما بالمشاريع الاجتماعية، ووضع القواعد التنظيمية من أجل إفساح فرص العمل الملائم للمواطنين وكان يساعد على استقرار العلاقة بين العمال وأصحاب العمل وتنظيم الهجرات الأجنبية التي تدفقت على الكويت بعد استخراج النفط واستحداث مراكز التدريب الفني والمهني للفتيات ورعاية الطفولة والأمومة وتشجيع قيام الجمعيات النسائية ورعاية الشباب وإعداده نفسيًا واجتماعيًا وبدنيًا والعناية بالمسرح وإنشاء الأندية الرياضية وإنشاء مراكز لرعاية الفنون الشعبية.. وخلال عمله في إدارة المطبوعات والنشر عمل عدة أمور، حيث في عهده تم إصدار الجريدة الرسمية للكويت تحت اسم «الكويت اليوم» لتسجيل كافة الوقائع الرسمية، وتم إنشاء مطبعة الحكومة وذلك لتلبية احتياجات الحكومة من المطبوعات وإصدار مجلة العربي وإحياء التراث العربي وإعادة نشر الكتب والمخطوطات القديمة وتشكيل لجنة خاصة لمشروع كتابة تاريخ الكويت وإصدار قانون المطبوعات والنشر الذي شجع الصحافة السياسية وكفل حريتها في حدود القانون.
صباح الاحمد تاريخ حافل بالعطاء الإنساني والسياسي والاجتماعي..حكيم في مواقفه صارم في الحق دبلوماسي محنك..لوكان بينه وبين خصمه شعرة ما انقطعت..لا تكفي مقالة للحديث عن الرجل الذي لم يغب عن الحضور في قمم الامة والامم ولا يدخر جهدا من اجل خدمة وطنه وخليجه وامته.اطال الله في عمره واسبغ عليه من نعمائه الصحة لتبقى هذه الحكمة وتلك الرؤية انموذجا لرجل الحكم الرشيد الذي يكسب قلوب شعبه وأمته.
بقلم : سمير البرغوثي
وكانت تلك المعركة التي مورست فيها الدبلوماسية وتم اخراج القوة النجدية التي احتلته بمفاوضات تؤسس لدى المولود الشيخ صباح الاحمد بعد تسع سنوات من تلك المعركة روح الدبلوماسية ووالدته الجهراوية الشيخة منيرة عثمان السعيد العيار تروي له بطولة والده الشيخ احمد الجابر وعمه الشيخ سالم الصباح وحرصهما على انهاء المعركة بلا دماء بين الأشقاء.
صباح الاحمد عرفناه عن قرب وقد تشرفت بالسلام عليه في منزل السيد محمد احمد بن عبد اللطيف الحمد الذي كان وزيرا للعدل عام 1975 وكنت اعمل في مكتبه وقد طلب مني احضار العاجل من الأمور من الملفات إلى المنزل للتوقيع عليها، حيث كان يعاني من وعكة صحية، ووجدت الشيخ صباح الاحمد جاء يعوده، فسألني يومها وكنت شابا يافعا..انت من اين؟ اجبت:من فلسطين..تنهد.. وردد فلسطين..وكان سموه يقارع في مجلس الأمن والامم من اجل حقوق فلسطين وعودة اللاجئين..فما من خطبة له الا وتضمنت المبادئ التي تدعو إلى اقامة وطن فلسطيني مستقل عاصمته القدس..وكنا نجلس أمام التلفاز نستمع إلى خطابه كاملا..حتى بات الصبية يقلدون وقفته وقوله مخاطبا رئيس الامم سيدي الرئيس نعم انه الرجل الذي عشناه وعايشناه وشهدنا انجازاته.. وكيف ارتقى بالشأن الإنساني منذ خمسينيات القرن الماضي في فترة توليه دائرة الشؤون الاجتماعية حيث كان يبدي اهتماما بالمشاريع الاجتماعية، ووضع القواعد التنظيمية من أجل إفساح فرص العمل الملائم للمواطنين وكان يساعد على استقرار العلاقة بين العمال وأصحاب العمل وتنظيم الهجرات الأجنبية التي تدفقت على الكويت بعد استخراج النفط واستحداث مراكز التدريب الفني والمهني للفتيات ورعاية الطفولة والأمومة وتشجيع قيام الجمعيات النسائية ورعاية الشباب وإعداده نفسيًا واجتماعيًا وبدنيًا والعناية بالمسرح وإنشاء الأندية الرياضية وإنشاء مراكز لرعاية الفنون الشعبية.. وخلال عمله في إدارة المطبوعات والنشر عمل عدة أمور، حيث في عهده تم إصدار الجريدة الرسمية للكويت تحت اسم «الكويت اليوم» لتسجيل كافة الوقائع الرسمية، وتم إنشاء مطبعة الحكومة وذلك لتلبية احتياجات الحكومة من المطبوعات وإصدار مجلة العربي وإحياء التراث العربي وإعادة نشر الكتب والمخطوطات القديمة وتشكيل لجنة خاصة لمشروع كتابة تاريخ الكويت وإصدار قانون المطبوعات والنشر الذي شجع الصحافة السياسية وكفل حريتها في حدود القانون.
صباح الاحمد تاريخ حافل بالعطاء الإنساني والسياسي والاجتماعي..حكيم في مواقفه صارم في الحق دبلوماسي محنك..لوكان بينه وبين خصمه شعرة ما انقطعت..لا تكفي مقالة للحديث عن الرجل الذي لم يغب عن الحضور في قمم الامة والامم ولا يدخر جهدا من اجل خدمة وطنه وخليجه وامته.اطال الله في عمره واسبغ عليه من نعمائه الصحة لتبقى هذه الحكمة وتلك الرؤية انموذجا لرجل الحكم الرشيد الذي يكسب قلوب شعبه وأمته.
بقلم : سمير البرغوثي