+ A
A -
مقولة «حقوق الإنسان» بصيغة الجمع هي من بين العبارات الأكثر تداولا في الخطاب الإعلامي والقانوني والسياسي الدولي بشكل عام. حقوق الإنسان بنفس هذه الصيغة تعتبر جوهرا قانونيا لكثير من النصوص والفصول ذات الصبغة المحلية أو الدولية وهي كذلك من بين الشعارات الأهم التي تزين خطابات الأحزاب والجمعيات والأفراد والدول. لكنّ مقاربة حقوق الإنسان تختلف سياقيا بين مستويين أساسيين هما مستوى الشعار من ناحية ومستوى توظيف الشعار من ناحية أخرى.
نقصد بمستوى الشعار ما تمثله حقوق الإنسان من مطمح نبيل ومقصد إنساني راق تهدف إليه كل الشعوب والأفراد ويمثل هذا الهدف أرفع المراتب الحضارية للأمم حيث تقاس الدول والحضارات بمدى احترامها أو انتهاكها لحقوق الإنسان. هاته الحقوق هي مجموع الشروط التي حددها القانون الدولي والميثاق العالمي لحقوق الإنسان لكنها قبل ذلك بكثير هي مجموع الحقوق التي نصّت عليها الديانات السماوية وجاء بها نص القرآن الكريم وأقرتها النظم الاجتماعية وأعراف المجموعات البشرية خلال تطورها التاريخي والحضاري.
حق الإنسان جمعا أو فردا يخضع كذلك للسياقات الاجتماعية وللحظات التاريخية ويتأثر سلبا أو ايجابا بكل العناصر والتغيرات التي تخصّ السياق الاجتماعي والحضاري الذي يندرج فيه مع الإقرار بأن من الحقوق ما يعتبر كونيا إنسانيا يشمل الإنسان في كل زمان ومكان كحق العمل أو حق التنقّل أو حق السكن أو غيرها. بناء عليه فإن الصيغة الكونية لحقوق الإنسان لا تنفي خصوصية هذه الحقوق وتمايزها بين الدول والحضارات وخاصة بين السياقات التاريخية والاجتماعية الفردية والجماعية للإنسان.
هذا على مستوى الشعار لكن مشكلة المشاكل هي التي تتجلى على مستوى التوظيف حيث تحوّل الشعار إلى وسيلة لتصفية الحسابات السياسية أو حتى أداة تستعمل لانتهاك حقوق الإنسان نفسها أي أنّ الشعار بات وسيلة لتدمير الشعار نفسه.
ألم يكن غزو العراق واحتلاله سنة 2003 بحجة حماية حقوق الإنسان وإرساء الديمقراطية في المنطقة العربية؟ فشعار حقوق الإنسان وشعار الديمقراطية المصاحب له دائما كان وسيلة استعمارية موظفة لاحتلال بلد ذي سيادة وعضو قار في منظمة الامم المتحدّة التي ترفع شعار حقوق الإنسان. ألا يسمى الكيان الصهيوني أوروبيا بالدولة الديمقراطية الوحيدة في المشرق العربي في حين لا يغدو أن يكون سوى كيان محتل وتجمع لعصابات إجرامية؟
بقلم : محمد هنيد
نقصد بمستوى الشعار ما تمثله حقوق الإنسان من مطمح نبيل ومقصد إنساني راق تهدف إليه كل الشعوب والأفراد ويمثل هذا الهدف أرفع المراتب الحضارية للأمم حيث تقاس الدول والحضارات بمدى احترامها أو انتهاكها لحقوق الإنسان. هاته الحقوق هي مجموع الشروط التي حددها القانون الدولي والميثاق العالمي لحقوق الإنسان لكنها قبل ذلك بكثير هي مجموع الحقوق التي نصّت عليها الديانات السماوية وجاء بها نص القرآن الكريم وأقرتها النظم الاجتماعية وأعراف المجموعات البشرية خلال تطورها التاريخي والحضاري.
حق الإنسان جمعا أو فردا يخضع كذلك للسياقات الاجتماعية وللحظات التاريخية ويتأثر سلبا أو ايجابا بكل العناصر والتغيرات التي تخصّ السياق الاجتماعي والحضاري الذي يندرج فيه مع الإقرار بأن من الحقوق ما يعتبر كونيا إنسانيا يشمل الإنسان في كل زمان ومكان كحق العمل أو حق التنقّل أو حق السكن أو غيرها. بناء عليه فإن الصيغة الكونية لحقوق الإنسان لا تنفي خصوصية هذه الحقوق وتمايزها بين الدول والحضارات وخاصة بين السياقات التاريخية والاجتماعية الفردية والجماعية للإنسان.
هذا على مستوى الشعار لكن مشكلة المشاكل هي التي تتجلى على مستوى التوظيف حيث تحوّل الشعار إلى وسيلة لتصفية الحسابات السياسية أو حتى أداة تستعمل لانتهاك حقوق الإنسان نفسها أي أنّ الشعار بات وسيلة لتدمير الشعار نفسه.
ألم يكن غزو العراق واحتلاله سنة 2003 بحجة حماية حقوق الإنسان وإرساء الديمقراطية في المنطقة العربية؟ فشعار حقوق الإنسان وشعار الديمقراطية المصاحب له دائما كان وسيلة استعمارية موظفة لاحتلال بلد ذي سيادة وعضو قار في منظمة الامم المتحدّة التي ترفع شعار حقوق الإنسان. ألا يسمى الكيان الصهيوني أوروبيا بالدولة الديمقراطية الوحيدة في المشرق العربي في حين لا يغدو أن يكون سوى كيان محتل وتجمع لعصابات إجرامية؟
بقلم : محمد هنيد