جريمة إعدام الأسير خضر عدنان بعد معركة إضراب عن الطعام استمرت لمدة 87 يوما رفضا لاعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي تكشف الوجه الحقيقي لإرهاب دول الاحتلال المنظم، وهنا تعجز مفردات اللغة عن الكتابة عنه وعن مواقفه وصموده داخل الأسر، ومع كتابتي هذا المقال أشعر بالخجل أمام حقيقة أنه أضرب عن الطعام في سجون الاحتلال خمس مرات لينال حريته في كل مرة ويواجه المحتل في أمعائه الخاوية، وفي إضرابه الأخير يفضح الاحتلال ويكشف عن وجهه الحقيقي ليرحل شهيدا، وكان قد أعلن إضرابه عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري الظالم وتلفيق التهم بحقه في خرق فاضح لكل الاتفاقيات الدولية وتعبير صريح عن استمرار القمع بحق أسرانا في سجون الاحتلال.
التاريخ يصنعه الأبطال وقلة من الرجال وعبر تاريخنا الفلسطيني المعاصر والذي يمتد إلينا تجربة وحياة وفهما لمعنى النضال يكون الاسطورة الصلبة القوية والإرادة والقوة والإصرار والعزيمة الشهيد القائد خضر عدنان الذي تصدى للاحتلال ليشكل مدرسة نضالية متميزة بالصبر والإرادة والإصرار رفضا للظلم الذي يقترفه الاحتلال.
سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة اغتيال الأسير عدنان التي تعد استمرارا للنهج الإسرائيلي الإجرامي في ارتكاب جرائم القتل البطيء المتعمد وضربها بعرض الحائط بالمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية، والتمادي في ارتكاب الانتهاكات الجسيمة لهذه المنظومة القانونية الدولية والإمعان في العدوان على أبسط حقوق الإنسان، ولا بد من التحرك للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على جريمة اغتياله وانتهاكات حكومة الاحتلال وإدارة سجونه بحق أسرانا البواسل.
استمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد وتصعيد جميع الإجراءات الإسرائيلية التعسفية والمعاملة غير الإنسانية ضد الأسرى الفلسطينيين وحرمانهم من الحقوق الأساسية التي كفلتها لهم الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة يتطلب التدخل العاجل من قبل الهيئات الدولية المختصة بالتدخل لحماية حقوق الأسرى والضغط على إسرائيل، قوة الاحتلال من أجل وقف انتهاكاتها المستمرة ضدهم، والإفراج الفوري عنهم.
صمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية عن هذه الجريمة الجديدة يشجع سلطات الاحتلال على مواصلة هذا النهج الإجرامي، بما يحتم قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته التي تقرها القوانين وقرارات الشرعية الدولية خاصة اتفاقية جنيف في حماية الأسرى الفلسطينيين ووضع حد لهذا المسلسل الإجرامي والقتل البطيء عبر الإهمال الطبي المتعمد والممنهج الذي يمارسه الاحتلال بحق الأسرى على مرأى ومسمع من دول وشعوب العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية[email protected]