1- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أن الطيور على أشكالها تقع، ولأنّ أبا بكر عرف أنك من طينته الطيّبة، وقع عليكَ! وحدّثك عن ربّ هو خير مما كنتَ تعبد، فشرح الله بلسانه العذب صدرك، وجاء بكَ إلى النبيّ باكرًا، والمسلمون يومذاك لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين، فكان لكَ فضل السبق!
2- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنّ الأرض لله، والعقيدة أغلى من الوطن، فلأجل عقيدتك تركتَ الوطن مرتين، مرة إلى الحبشة، ومرة إلى المدينة، فكنت صاحب الهجرتين!
3- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أن القلوب تُفتح بالأخلاق لا بالسيوف، وأن اللين أقصر طريق للحُبّ وقد كنتَ خلوقًا لينًا، حبيبًا عفيفًا، لهذا أحبك الناس، وكانت المرأة من قريش تلاعب صغيرها قائلة: «أحبكَ والرحمنُ.. حبَّ قريشٍ لعثمان»! ويوصي سيدك ابنته بك قائلًا: يا بنية أحسني إلى أبي عبد الله فإنه أشبه أصحابي بي خُلقًا!
4- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، فلا يوجد في تاريخ البشرية رجل تزوج ابنتي نبي غيرك، ولما ماتت أم كلثوم، قال لك معزيًا: لو كان عندنا ثالثة لزوجناكها يا عثمان!
5- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنّ الابتلاء بالغنى لا يقل فتنة عن الابتلاء بالفقر، فالابتلاء بالفقر داعٍ للانكسار، والابتلاء بالغنى داعٍ للغطرسة، وقد نجحت في الامتحان، عرفت كيف تجمع المال ولكنكَ لم تتخذه سيدًا يحكمك بل عبدًا يخدمك، ولم تجعله قِبلةً وإنما جعلته جسرًا تعبر عليه إلى الجنة!
6- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنه نِعم المال الحلال بيد الرجل الصالح، يقلّ الماء في المدينة، ويتحكم برقاب الناس يهودي له البئر، فيقول سيدك: من يشتري بئر رومة ويجعله للمسلمين وله خير منه في الجنة، فتشتريه! يضيق المسجد على أهله، فيقول سيدك: من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد وله خير منها في الجنة، فتشتريها! يحثكم على تجهيز جيش العسرة، فتعطي المائة بعد المائة من الإبل، ثم لا تكتفي، فتضع في حِجره الشريف مالًا كثيرًا، فيقلبه بيديه الطاهرتين، ويقول: ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم!
7- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أن الحياء كما هو أجمل زينة للنساء، فإنه تاج على رؤوس الرجال، وهنيئًا لكَ التاج الذي ألبسكَ إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قال: «أشدُّ أمتي حياءً عثمان»!
8- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنَّ الرجل الذي يهتم بزوجته لا ينحدر وإنما يتسامق، ولأنك سامق لم تخرج معهم إلى غزوة بدر، بقيت قرب زوجتك ترعاها وتداويها من مرضٍ نزل بها، ولأن الجزاء من جنس العمل، ولأن الله علم ما في قلبك، أبى إلا أن يجمع لكَ الأجرين، أجر الاهتمام بزوجتك، وأجر القتال، فقسم لكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبًا من الغنائم كأنك شهدتَ الوقيعة!
9- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أن المسلم وفيَّ، وأنه لا ينسى معروفًا أُسديَ إليه، يرسلك سيدنا لتبلغَ قريشًا رسالته، فأجارك عبدالله بن سعدٍ على ما فيه من شرك، وعداوة لله ورسوله إلا أنه كان فيه شيء من مكارم أخلاق الجاهلية، وبعد الفتح يُهدر دم عبدالله بن سعد، فيدخل عليكَ مستجيرًا، فتجيره، ولأنك كنت عزيزًا عند رسول الله إلى الحد الذي لا يكسر لكَ فيه عهدًا ولا ذمة، قبل منك أن تجيره، على شدة بغضه للرجل يومذاك!
10- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنكم لم تسبقونا بصلاة ولا صيام، وإنما بقلوبٍ في الصدور ليست كقلوبنا، قلوب مفطورة على الاتباع، وتقديم الله ورسوله، ولما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت الحرام عام الحديبية وكنتَ أنت رسوله إلى مكة، قالوا لك: هذا البيت أمامك، فطُفْ به! فقلت: ما كنتُ لأطوف حتى يطوف رسول الله!
11- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أن المسلم ليس مجرد فردٍ في جماعة، وإنما هو الجماعة كلها إذا نزل به ضيم، يصلُ إلى المسلمين إشاعة مقتلك عام الحديبية، فيستنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة كلها ثأرًا لك، ويأخذ منهم بيعة الموت عند الشجرة، فينزل أمين السماء على أمين الأرض بقول الله: «لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة» وقد كنت سبب البيعة والرضا!
12- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنّ المؤمن لا يغتر بعمله، ويبقى دومًا بين الخير والرجاء، فرغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيك: ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم! إلا أنك كنت كلما وقفت على قبر بكيت وقلت: القبر أول منازل الآخرة!
13- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أن بعض الناس عزيزين على الله إلى الحد الذي يطوي أعمارهم ولا يطوي أعمالهم، جاءك حذيفة بن اليمان يوم خلافتك وقال: أدرك الناس يا أمير المؤمنين ألا يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى في كتبهم! وكان القرآن يومذاك مفرقًا في الألواح وسعف النخل وصدور الرجال، فانبريت باقتدار تجمعه في مصحف واحد، وما فتحنا اليوم مصحفًا إلا فيه: «بالرسم العثماني»، كل مصحف على وجه الأرض اليوم هو صدقة جارية لكَ!
14- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أن الله حقًا ينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن، وما جرأهم إلا حلمك، ولكنك كنت رجلًا حتى آخر لحظة من عمرك، وأبيت أن تخلع قميصًا ألبسكَ الله إياه، لا حبًا في السلطة ولكن كي لا تكون في الناس سُنة سيئة، وليتحقق وعد الرسول لكَ: بشره بالجنة على بلوى تصيبه!
15- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنه من عاش على شيء ماتَ عليه، كان القرآن صديقكَ فنزل بك قول الله: «أمن هو قانت آناء الليل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه»! ثم جمعته، فكتب الله لك الشهادة عليه، وكانت أول قطرة من دمك على قوله تعالى: «فسيكفيكهم الله»! فمات كل الذين قتلوك قتلى!
بقلم : أدهم شرقاوي
2- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنّ الأرض لله، والعقيدة أغلى من الوطن، فلأجل عقيدتك تركتَ الوطن مرتين، مرة إلى الحبشة، ومرة إلى المدينة، فكنت صاحب الهجرتين!
3- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أن القلوب تُفتح بالأخلاق لا بالسيوف، وأن اللين أقصر طريق للحُبّ وقد كنتَ خلوقًا لينًا، حبيبًا عفيفًا، لهذا أحبك الناس، وكانت المرأة من قريش تلاعب صغيرها قائلة: «أحبكَ والرحمنُ.. حبَّ قريشٍ لعثمان»! ويوصي سيدك ابنته بك قائلًا: يا بنية أحسني إلى أبي عبد الله فإنه أشبه أصحابي بي خُلقًا!
4- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، فلا يوجد في تاريخ البشرية رجل تزوج ابنتي نبي غيرك، ولما ماتت أم كلثوم، قال لك معزيًا: لو كان عندنا ثالثة لزوجناكها يا عثمان!
5- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنّ الابتلاء بالغنى لا يقل فتنة عن الابتلاء بالفقر، فالابتلاء بالفقر داعٍ للانكسار، والابتلاء بالغنى داعٍ للغطرسة، وقد نجحت في الامتحان، عرفت كيف تجمع المال ولكنكَ لم تتخذه سيدًا يحكمك بل عبدًا يخدمك، ولم تجعله قِبلةً وإنما جعلته جسرًا تعبر عليه إلى الجنة!
6- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنه نِعم المال الحلال بيد الرجل الصالح، يقلّ الماء في المدينة، ويتحكم برقاب الناس يهودي له البئر، فيقول سيدك: من يشتري بئر رومة ويجعله للمسلمين وله خير منه في الجنة، فتشتريه! يضيق المسجد على أهله، فيقول سيدك: من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد وله خير منها في الجنة، فتشتريها! يحثكم على تجهيز جيش العسرة، فتعطي المائة بعد المائة من الإبل، ثم لا تكتفي، فتضع في حِجره الشريف مالًا كثيرًا، فيقلبه بيديه الطاهرتين، ويقول: ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم!
7- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أن الحياء كما هو أجمل زينة للنساء، فإنه تاج على رؤوس الرجال، وهنيئًا لكَ التاج الذي ألبسكَ إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قال: «أشدُّ أمتي حياءً عثمان»!
8- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنَّ الرجل الذي يهتم بزوجته لا ينحدر وإنما يتسامق، ولأنك سامق لم تخرج معهم إلى غزوة بدر، بقيت قرب زوجتك ترعاها وتداويها من مرضٍ نزل بها، ولأن الجزاء من جنس العمل، ولأن الله علم ما في قلبك، أبى إلا أن يجمع لكَ الأجرين، أجر الاهتمام بزوجتك، وأجر القتال، فقسم لكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبًا من الغنائم كأنك شهدتَ الوقيعة!
9- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أن المسلم وفيَّ، وأنه لا ينسى معروفًا أُسديَ إليه، يرسلك سيدنا لتبلغَ قريشًا رسالته، فأجارك عبدالله بن سعدٍ على ما فيه من شرك، وعداوة لله ورسوله إلا أنه كان فيه شيء من مكارم أخلاق الجاهلية، وبعد الفتح يُهدر دم عبدالله بن سعد، فيدخل عليكَ مستجيرًا، فتجيره، ولأنك كنت عزيزًا عند رسول الله إلى الحد الذي لا يكسر لكَ فيه عهدًا ولا ذمة، قبل منك أن تجيره، على شدة بغضه للرجل يومذاك!
10- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنكم لم تسبقونا بصلاة ولا صيام، وإنما بقلوبٍ في الصدور ليست كقلوبنا، قلوب مفطورة على الاتباع، وتقديم الله ورسوله، ولما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت الحرام عام الحديبية وكنتَ أنت رسوله إلى مكة، قالوا لك: هذا البيت أمامك، فطُفْ به! فقلت: ما كنتُ لأطوف حتى يطوف رسول الله!
11- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أن المسلم ليس مجرد فردٍ في جماعة، وإنما هو الجماعة كلها إذا نزل به ضيم، يصلُ إلى المسلمين إشاعة مقتلك عام الحديبية، فيستنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة كلها ثأرًا لك، ويأخذ منهم بيعة الموت عند الشجرة، فينزل أمين السماء على أمين الأرض بقول الله: «لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة» وقد كنت سبب البيعة والرضا!
12- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنّ المؤمن لا يغتر بعمله، ويبقى دومًا بين الخير والرجاء، فرغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيك: ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم! إلا أنك كنت كلما وقفت على قبر بكيت وقلت: القبر أول منازل الآخرة!
13- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أن بعض الناس عزيزين على الله إلى الحد الذي يطوي أعمارهم ولا يطوي أعمالهم، جاءك حذيفة بن اليمان يوم خلافتك وقال: أدرك الناس يا أمير المؤمنين ألا يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى في كتبهم! وكان القرآن يومذاك مفرقًا في الألواح وسعف النخل وصدور الرجال، فانبريت باقتدار تجمعه في مصحف واحد، وما فتحنا اليوم مصحفًا إلا فيه: «بالرسم العثماني»، كل مصحف على وجه الأرض اليوم هو صدقة جارية لكَ!
14- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أن الله حقًا ينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن، وما جرأهم إلا حلمك، ولكنك كنت رجلًا حتى آخر لحظة من عمرك، وأبيت أن تخلع قميصًا ألبسكَ الله إياه، لا حبًا في السلطة ولكن كي لا تكون في الناس سُنة سيئة، وليتحقق وعد الرسول لكَ: بشره بالجنة على بلوى تصيبه!
15- شُكرًا عثمان بن عفان، من سيرتك تعلمتُ أنه من عاش على شيء ماتَ عليه، كان القرآن صديقكَ فنزل بك قول الله: «أمن هو قانت آناء الليل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه»! ثم جمعته، فكتب الله لك الشهادة عليه، وكانت أول قطرة من دمك على قوله تعالى: «فسيكفيكهم الله»! فمات كل الذين قتلوك قتلى!
بقلم : أدهم شرقاوي