في مسألة الوقوف على طبيعة السياسة الأميركية من الأزمة الراهنة في الخليج، لابد من التمييز بين تغريدات الرئيس دونالد ترامب، وتصريحاته المرتجلة، وبين بياناته الرسمية.
كما لابد من التمييز بين تلك التغريدات والتصريحات المرتجلة وبين ما يصدر عن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين.
إن «خطف» كلمة من تغريدة أو تصريح مرتجل، لا يمكن ولا يجب البناء عليه، من هنا فإنه من الخطأ بمكان الإشارة إلى موقف أميركي خارج البيان الذي أدلى به وزير الخارجية ريكس تيلرسون يوم الجمعة الماضي، وفحواه أن الحصار يتسبب في تداعيات إنسانية، ويضر بنشاط الشركات الأميركية في المنطقة، ويؤثر على المعركة التي يقودها الجيش الأميركي ضد «داعش».
تيلرسون كان واضحا ومحددا أيضا: «ندعو السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى تخفيف الحصار على قطر.. توقعاتنا أن تقوم تلك الدول على الفور باتخاذ خطوات لوقف تصعيد الموقف.
لا يمكن قراءة الموقف الأميركي خارج هذا السياق، والذين يراهنون على موقف مختلف، إما لم يقرأوا التصريح، أو أنهم لم يفهموا فحواه، وفي كل الأحوال، فإن الولايات المتحدة سوف تراعي مصالحها في المقام الأول، ومصالحها متشابكة مع الجميع، لذلك يبدو أمرا لا طائل من ورائه أن تقوم بعض الأطراف بـ«اقتناص» بعض الكلمات والبناء عليها.
بالنسبة لقطر فإن ما يعنيها شيء آخر مختلف لا يقوم إطلاقا على «اختطاف الكلمات والتغريدات» للإيحاء بوجود مواقف معينة، فهي صاحبة قضية، وأهم ما في قضيتها الحفاظ على سيادتها واستقلالية قرارها، وهي آمنت على الدوام بأن الحوار هو الوسيلة المثلى للوصول إلى المقاربات المعقولة لكل ما هو مختلف عليه، لن يثنيها حصار ولا مقاطعات، والذين مضوا بعيدا في حصارهم ومقاطعاتهم ربما باتوا يدركون أن الأمور لا تُحل بفرض الإملاءات، ولايبقى أمامهم، والحال هذا، سوى الاستماع لصوت العقل والعاقلين، والانخراط في حوار جاد ومسؤول، لإصلاح ما يمكن إصلاحه، طالما هناك من الوقت ما يسمح بذلك.
بقلم : حسان يونس
كما لابد من التمييز بين تلك التغريدات والتصريحات المرتجلة وبين ما يصدر عن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين.
إن «خطف» كلمة من تغريدة أو تصريح مرتجل، لا يمكن ولا يجب البناء عليه، من هنا فإنه من الخطأ بمكان الإشارة إلى موقف أميركي خارج البيان الذي أدلى به وزير الخارجية ريكس تيلرسون يوم الجمعة الماضي، وفحواه أن الحصار يتسبب في تداعيات إنسانية، ويضر بنشاط الشركات الأميركية في المنطقة، ويؤثر على المعركة التي يقودها الجيش الأميركي ضد «داعش».
تيلرسون كان واضحا ومحددا أيضا: «ندعو السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى تخفيف الحصار على قطر.. توقعاتنا أن تقوم تلك الدول على الفور باتخاذ خطوات لوقف تصعيد الموقف.
لا يمكن قراءة الموقف الأميركي خارج هذا السياق، والذين يراهنون على موقف مختلف، إما لم يقرأوا التصريح، أو أنهم لم يفهموا فحواه، وفي كل الأحوال، فإن الولايات المتحدة سوف تراعي مصالحها في المقام الأول، ومصالحها متشابكة مع الجميع، لذلك يبدو أمرا لا طائل من ورائه أن تقوم بعض الأطراف بـ«اقتناص» بعض الكلمات والبناء عليها.
بالنسبة لقطر فإن ما يعنيها شيء آخر مختلف لا يقوم إطلاقا على «اختطاف الكلمات والتغريدات» للإيحاء بوجود مواقف معينة، فهي صاحبة قضية، وأهم ما في قضيتها الحفاظ على سيادتها واستقلالية قرارها، وهي آمنت على الدوام بأن الحوار هو الوسيلة المثلى للوصول إلى المقاربات المعقولة لكل ما هو مختلف عليه، لن يثنيها حصار ولا مقاطعات، والذين مضوا بعيدا في حصارهم ومقاطعاتهم ربما باتوا يدركون أن الأمور لا تُحل بفرض الإملاءات، ولايبقى أمامهم، والحال هذا، سوى الاستماع لصوت العقل والعاقلين، والانخراط في حوار جاد ومسؤول، لإصلاح ما يمكن إصلاحه، طالما هناك من الوقت ما يسمح بذلك.
بقلم : حسان يونس