لطالما اتجهت الأنظار إلى السودان، باعتباره إحدى الدول الزاخرة بالثروات الطبيعية والموارد، والتي تؤهله لأن يكون مساهما رئيسا في توفير الأمن الغذائي في العالم.
ويمتلك السودان مقومات زراعية هي الأكبر في المنطقة العربية، بواقع «175» مليون فدان صالحة للزراعة، بجانب مساحة غابية تقدر بحوالي «52» مليون فدان (الفدان يعادل 4200 متر مربع).
في الشق الحيواني، يتمتع السودان بـ«102» مليون رأس من الماشية، متحركة في مراعٍ طبيعية، تُقدر مساحتها بـ«118» مليون فدان، فضلا عن معدل أمطار سنوي يزيد عن «400» مليار متر مكعب.
كما ينعم السودان بثروات معدنية هائلة ومتعددة، ففيه خامات للحديد والنحاس والفضة والمايكا والتلك والمنغنيز والكروم الذي يتواجد معه البلاتين، وبه كذلك الرمال السوداء والذهب والرخام وغيرها من المعادن، ورغم هذا الكم الهائل من الثروات إلا أنه لا يكاد يوجد لها أثر في الاقتصاد ولا يلوح لها نبض في التنمية، كما أنها لم تستغل كما يجب على مدى «63» عاما، عقب نيل السودان استقلاله من الاحتلال الإنجليزي في «1956».
هناك من يرى أن ثروات السودان سبب عدم الاستقرار فيه، فلا أحد يريده أن ينهض مستفيدا من تلك الخيرات الهائلة التي يمكن أن تنقله إلى مصاف الدول المتقدمة لو أحسن التعامل معها واستغلالها على الوجه الأمثل، وهذا لا يخلو من صحة، لكن الصحيح أيضا أن كل هذا الدمار يجري بأيدي أبنائه، وما يحدث من اقتتال اليوم يضع السودانيين جميعا أمام حقيقة الوضع البائس الذي جروا وطنهم إليه، عامدين متعمدين.