ندد كثير من وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية العربية بالتسمية التي أطلقت على الهجوم الأخير ضد دولة قطر ورفضوا رفضا قاطعا تسمية الأمر بالحصار مفضلين مصطلح المقاطعة بدلا عنه. الأمران في نظرنا سيان إن لم يكن الوضع أقرب إلى الحصار منه إلى المقاطعة لأن غلق المنافذ برا وبحرا وجوا لا يمكن تسميته إلا بالحصار.
بل إن الأمر تطور إلى ما هو أخطر من الحصار عندما قررت الدول المحاصرة رفض دخول المواطنين القطريين إلى الحرم المكي أو سن قرارات تعاقب من يتابع قناة الجزيرة العربية، بل إن تهما جديدة انضافت إلى سجلات التهم التي يعقب عليها المواطن العربي مثل تهمة «التذاكي» التي توجب معاقبة كل من يبدي تعاطفا مع دولة قطر أو شعبها أو قيادتها في دولة الامارات. الحصار مضاعف إذن فهو حصار في الأرض والسماء والبحر والتعبير أيضا.
لكن الكارثة التي لم يكن يتوقعها المحاصرون هو الفشل الذريع الذي مني به الحصار منذ أيامه الأولى بأن ارتد السحر على الساحر وتعالت موجات التعاطف مع دولة قطر وقيادتها وشعبها لا فقط على مواقع التواصل الاجتماعي بل على مختلف ميادين التعبير ومجالاته كتلك التي عرفتها الساحات في موريتانيا وتونس وجزر القمر مثلا.
الدعم الدولي لدولة قطر لم ينقطع بل إن الجولات الناجحة التي قادها وزير الخارجية القطري سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى مختلف الدول الأوروبية وإلى روسيا عكست معطيات كثيرة صبت أغلبها في صالح الملف القطري، فقد عبرت معظم الدول الأوروبية من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا عن امتعاضها من قرار قطع العلاقات الذي لا تقره القوانين والأعراف الدولية وطبيعة العلاقات بين الدول.
كما أكدت هذه الدول عن استنكارها لقرار الحصار الذي يعرّض الآلاف من الحالات الإنسانية إلى الخطر كما عبر عن ذلك وزير الخارجية الألماني خلال لقائه وزير الخارجية القطري.
هذا الامتعاض عبر عنه وزير الخارجية الأميركي تيلرسون عندما استغرب صدور مثل هذه القرارات في شهر رمضان وبين دول عربية مسلمة، كما كان التأكيد على الحوار وعلى حل الخلافات الدولية بالطرق السلمية أهم ما ميز التصريحات الدولية الخارجية بشأن الحصار المفروض على قطر.
أما الموقف التركي المساند الحقيقي لدولة قطر فقد مثّل أيضا عنوانا بارزا من عناوين المساندة التي سرّعت في فشل الحملة الأخيرة ضد الدوحة وأظهر أن التمسك بالسيادة الوطنية والتحام الشعوب مع قيادتها الصادقة هو خير داعم ضد كل أنواع الحصار وضد كل أشكال الانقلابات.
بقلم : محمد هنيد
بل إن الأمر تطور إلى ما هو أخطر من الحصار عندما قررت الدول المحاصرة رفض دخول المواطنين القطريين إلى الحرم المكي أو سن قرارات تعاقب من يتابع قناة الجزيرة العربية، بل إن تهما جديدة انضافت إلى سجلات التهم التي يعقب عليها المواطن العربي مثل تهمة «التذاكي» التي توجب معاقبة كل من يبدي تعاطفا مع دولة قطر أو شعبها أو قيادتها في دولة الامارات. الحصار مضاعف إذن فهو حصار في الأرض والسماء والبحر والتعبير أيضا.
لكن الكارثة التي لم يكن يتوقعها المحاصرون هو الفشل الذريع الذي مني به الحصار منذ أيامه الأولى بأن ارتد السحر على الساحر وتعالت موجات التعاطف مع دولة قطر وقيادتها وشعبها لا فقط على مواقع التواصل الاجتماعي بل على مختلف ميادين التعبير ومجالاته كتلك التي عرفتها الساحات في موريتانيا وتونس وجزر القمر مثلا.
الدعم الدولي لدولة قطر لم ينقطع بل إن الجولات الناجحة التي قادها وزير الخارجية القطري سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى مختلف الدول الأوروبية وإلى روسيا عكست معطيات كثيرة صبت أغلبها في صالح الملف القطري، فقد عبرت معظم الدول الأوروبية من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا عن امتعاضها من قرار قطع العلاقات الذي لا تقره القوانين والأعراف الدولية وطبيعة العلاقات بين الدول.
كما أكدت هذه الدول عن استنكارها لقرار الحصار الذي يعرّض الآلاف من الحالات الإنسانية إلى الخطر كما عبر عن ذلك وزير الخارجية الألماني خلال لقائه وزير الخارجية القطري.
هذا الامتعاض عبر عنه وزير الخارجية الأميركي تيلرسون عندما استغرب صدور مثل هذه القرارات في شهر رمضان وبين دول عربية مسلمة، كما كان التأكيد على الحوار وعلى حل الخلافات الدولية بالطرق السلمية أهم ما ميز التصريحات الدولية الخارجية بشأن الحصار المفروض على قطر.
أما الموقف التركي المساند الحقيقي لدولة قطر فقد مثّل أيضا عنوانا بارزا من عناوين المساندة التي سرّعت في فشل الحملة الأخيرة ضد الدوحة وأظهر أن التمسك بالسيادة الوطنية والتحام الشعوب مع قيادتها الصادقة هو خير داعم ضد كل أنواع الحصار وضد كل أشكال الانقلابات.
بقلم : محمد هنيد