+ A
A -
إدارة الأزمة- أي أزمة- فن.. والدول العظيمة، هي تلك الدول، التي تدير أزماتها بمنتهى النباهة والكياسة والاحترام والانضباط، وبالطبع بالمسؤولية كلها، خاصة في أوقات الشدة، وجور حتى الأشقاء والأصدقاء، بعضهم بالتأكيد.
قطر، بكل شهادات الذين يقيمون في أرضها الخيرة الطاهرة- من مواطنين ومقيمين- وبكل شهادات الذين هم خارج حدودها، ويتابعون حصارها من جانب أشقاء في هذا الشهر الفضيل- استطاعت أن تدير الأزمة- والتي هي في جانب منها الحصار الجائر- بكل الانضباط والمسؤولية، إزاء شعبها والمقيمين، معا.
كان الهدف- وسيظل- من الحصار، الضغط على قطر، لتمرير أجندة كسر عظم قرارها الوطني وحقها السيادي في رسم سياساتها، وهما القرار والحق اللذان يصبان معا، في صالح الأمم، ومسيرة البشرية، جنبا إلى جنب، مع مصالح شعبها، بالضرورة.
خاب الظن.. وقطر تدير أزمتها، انطلاقا من واجباتها تجاه سيادتها الوطنية، وتجاه شعبها، والمقيمين على أرضها الطيبة.
كان الهدف إرباك الحياة العامة، لكن الحياة في قطر تمضي كما كانت، في سلاسة وانتظام: لا ضائقة ولا شح ولا خوف ولا هلع من نقصان.. وكل ذلك بفضل القيادة الحكيمة، والتي من فرط حكمتها، كانت تتحسب تماما، لكل نازلة.. ولكل جور.. ولكل تقلب من تقلبات الزمان.
قيادة حكيمة.. وشعب واع ملتف حول قيادته بالولاء كله.. والصدق كله.. وكل الامتنان.. ومقيمون أثبتوا أن قطر هي بالحق وطنهم الثاني الذين يدافعون عنه، بكل نفيس وكل غال.
خاب الفأل السيئ.. وفسد الظن الفاسد أصلا.. وستبقى قطر كما كانت، سيدة نفسها، صاحبة قرارها.. وصاحبة سياساتها، وسيادتها.

بقلم : رأي الوطن
copy short url   نسخ
16/06/2017
539