+ A
A -
رغم مضي قرابة الشهر على افتعال أزمة الخليج، وما رافقها من سباب وشتائم وضجيج، مرورا بتزوير وتزييف وتحريف، ومضافا لها التنابز بالألقاب والطعن في الأعراض والأنساب، ثم بالمفاجأة غير المتوقعة من بلاد الحرمين بمنع المسلمين من زيارة البيت العتيق ووصل الأرحام، وإغلاق الحدود وفرض الحصار.. كل ذلك يحدث في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.
رغم كل ذلك، فإن كل ما فعلوه وينوون فعله يزيدنا قناعة بأننا على حق وتماسك والتصاق بالأرض، وولاء ووفاء للقيادة، لكن ما يحز في النفس أن نراهم في هذا المستوى، فهم في عيوننا (كبار)، والملك سلمان له التقدير والاحترام، ورموزهم وشعبهم يحظون بمكانة خاصة.. لن تغيرها الهجمة الشرسة على قطر، لأن أغلبهم مجبر على المشاركة في حفلة الردح والقدح.. ومعظمهم غير مقتنع بما يحدث، فلم يستجد شيء يستحق كل هذا، ولم يظهر دليل يدين الطرف المذنب - حسب ادعاءاتهم - .. وكل ما في الأمر حملة بأثر رجعي، تكيل السب والقذف والتشهير، دون احترام لشرع الله أو شهره الفضيل.
منذ اليوم الأول.. وقطر تنفي وتطلب الدليل، وهم يتغطرسون ويُصعِّدون.. حتى احترقت جميع أوراقهم، فبدأ الوقت يمر في غير صالحهم والضغط الدولي يزيد عليهم والعالم ينتقدهم، كما صدمهم صمود قطر وتماسكها وامتصاص حملتهم وآثارها في أقل من عشرة أيام لتضعهم في «خانة اليك» أو بلغة الشطرنج (كش ملك)!
فوازير رمضان
قطر لديها علاقات مع إيران.. يجب أن تعاقب..!
الإمارات لديها تبادل تجاري بالمليارات معها.. (عادي)!
الحصار مفروض على الطائرات القطرية بعدم التحليق في الأجواء الخليجية المجاورة، ولكن الطائرات الإيرانية والتابعة للنظام السوري تحوم في أجوائكم وتربض في مطاراتكم.. (ما في مشكلة)!
الدوحة لديها اتصال مع الحوثيين وتقوض جهود التحالف!!
(كتبت هذا السطر رغم كبر الكذبة لكن حتى لا أكبت صوتهم أو ادعاءاتهم)!
حسنا .. وما رأيكم في أبوظبي التي تحتضن نجل المخلوع علي عبدالله صالح (العدو الأول) للمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف لإعادة الشرعية؟!.. وما رأيكم في المؤامرة التي تخطط لها العاصمة الإماراتية لتقسيم اليمن، بعكس توجهات وأهداف التحالف المعلنة، والتي تحارب من أجل سيادة اليمن ووحدة أراضيه؟!.
ما ذكر أعلاه ليس من ضمن فوازير رمضان، ولا أمثال وغطاوي.. ولكن هذه حقائق تعكس حالة «الازدواجية» في المنظومة الخليجية.. والكيل بمكيالين في التعاطي مع الملفات السياسية.
ولكن دعوني أختم هذه اللوغاريتمات بسؤال جميل ومعبّر ومؤثر، ولنعده «الجائزة الكبرى» لمن يجيب عنه من دول الحصار.. ونخصص له سيارة «بنتلي» من تلك التي يقدمها الوليد بن طلال لبعض مشاهير المجتمع السعودي.. أو بكرة عمانية مرشحة للسيف الذهبي في سباق الوثبة للهجن.
السؤال هو.. لماذا قامت أميركا بتوقيع صفقة بيع طائرات مقاتلة F15 مع دولة قطر المتهمة بتمويل الإرهاب من قبل السعودية وتوابعها..؟!
ألا تعلم الولايات المتحدة أنها اقترفت جريمة كبرى بدعمها لهذه الدولة وتسليحها وتدريبها..؟!
وحتى نسهّل عليكم الإجابة اعتبروا السؤال أعلاه اختياريا..
وسنوافيكم بسؤال آخر ربما يكون أسهل على أعصابكم.. وهو كالتالي:
لماذا أرسلت البحرية الأميركية سفينتين لإجراء مناورات وتدريبات مشتركة مع البحرية القطرية..؟!
لماذا....؟!
هل هذه الدولة العظمى تعلم أن قطر تمول الإرهاب وتعيث بالخراب كما تدعون وتزعمون.. ومع ذلك تزودها بأسلحة فتاكة وتدربها بأفضل طواقمها.. وقبل هذا وهذاك تبقي على قاعدتها العسكرية الأضخم في المنطقة على ترابها..؟!
ويبدو أنكم لن تفلحوا في الوصول لإجابات مقنعة بالأدلة والبراهين حتى لو استعنتم بصديق أو حذفتم إجابتين!
لذلك سأضع أمامكم خيارات لتقريب الحل.. حتى تجدوا تغريدات جديدة تهدونها لـ «دليم»، لكن دون استخدام «البراشيم»!
ضع علامة (صح) أمام الإجابة الصحيحة:
1 - أميركا بلاد «العم ســام» وما نقـدر نقول لها شيء..
(غلطها صح.. وكذبتها صج) كما يقول عبدالحسين عبدالرضا.
2 - بصراحة موضوع الإرهاب «حجة» للسيطرة على القرار السياسي القطري.
3 - كل ما ورد أعلاه!
وفي هذا الصدد أقترح على دول الحصار إدراج الولايات المتحدة الأميركية في قائمة الإرهاب، أو على الأقل البنتاغون (صاحب الصفقة) أو وزير الخارجــــية (المتعاطف) مع قطر، أو البيت الأبيض الذي (يرقّـع) تغـــريدات ترامب وتصريحاته الحماسية.. عندما يدغدغ مشـــاعر دول الحصار بكلام شخصي وليس رسمي.. فأميركــا دولة مؤسسات، وقراراتها تصــدر من البيت الأبيـــض وليس من شاشة تويتر!
ما يقوله «الرئيس» في بعض المناسبات إنما هو انطباعات ومشاعر.. وهناك ما عندهم «يقدح من راسه» أو «أخذ حقه بدق خشوم».. هناك لوائح وقوانين ومؤسسات ودولة عميقة وعريقة.
لو عملوا هذه الخطوة ونفذوا الاقتراح فسأرفع لهم «العقال»، وأتأكد أنهم أصحاب مشروع وقضية لا يعرفون كبيرا ولا صغيرا، ومعاييرهم واحدة وتطبق على الجميع.. بل سأفعل أكثر من ذلك حيث سأقوم بتأجير فرقة شعبية وادعو المدعو وليد «أكشن» ليشارك في التطبيل وتسخين «الطيران» لما يمتلكه من خبرة في هذا المجال .. وسألعب على إيقاع العرضة النجدية ثم أقدم فاصلا من «العيالة» الإماراتية قبل أن أختم بفقرة صغيرة جدا على انغام الهبان.. وهيه يا بحرين !.
لكن الواضح للعيان أن أميركا «عظم» من الصعب بلعه..
حتى وإن شربوا من مياه الخليج فلن «يتغلغص» من البلعوم، ولن ينزل من الحلقوم!
حسنا، هناك البحرين والأردن وليبيا وتونس والمغرب، كلها تضم في حكوماتها وبرلماناتها ممثلين من جماعة الإخوان المسلمين الذين جرَّمتموهم و(رهَّبتموهم) رغم أن أميركا بكل ما تملك من قدرات وبكل ما لديها من أجهزة ترى فيهم مجموعات تعمل بشكل نظامي وسلمي، ولا يمكن وضعها تحت (الإرهاب) دون حجج واقعية ملموسة.. ولا بجريرة فئة أخرى تنتهج العنف، وليست بالضرورة أن تكون تابعة للتنظيم أو ممثلة له.. فهل ستقوم دول الحصار بمحاسبة الدول العربية المذكورة لاحتضانها (الاخوان) أم أن المشكلة فقط هي (قطررررررر) كما يقول القرموطي في برنامجه الخربوطي!
واستكمالا لمسلسل الازدواجية في المعايير والضبابية في القرارات.. نتطرق لـ «حماس» وما تسببه من حساسية مفرطة لبعض العرب الذين لم يكتفوا بـ «خذلان القضية»، بل متجهين بسرعة فائقة لـ «خيانتها» وبيعها بأبخس الأثمان!
قيادات حماس متواجدة في فلسطين، وليست في الدوحة، وقبل أن نخوض في تفاصيلها.. نتساءل مثل أي مواطن عربي:
هل أصدرت الجامعة العربية أو مجلس التعاون أو منظمة التعاون الإسلامي تصنيفا يعتبر حماس (حركة إرهابية)؟ هل هناك من جانب السلطة الفلسطينية ما يشير إلى أن شريكتها في النضال باتت إرهابية؟!
إذا كانت هذه المظلات الداخلية والخارجية للحركة لم (تجرّمها).. فلماذا يتم الضغط بهذه الورقة التي كانت، حتى وقت قريب، تحظى بالتقدير السعودي، بحسب بيانات وتصريحات وزارة الخارجية؟!.
قناة الجزيرة
مما يقال أن المطلب الثالث، إغلاق قناة الجزيرة!
أولا؛ دعونا نتأمل أداء ومحتوى هذه المحطة:
بالنسبة لنشراتها الإخبارية فهي الأكثر حيادية على الإطلاق، حتى بالنسبة للمحطات العالمية الأكثر شهرة.
بالنسبة لبرامجها الحوارية، فإنها دائما ما تعطي الوقت والاحترام لكل وجهة نظر، ولكل ما يخالفها، هناك شواهد في كل دقيقة بث، وهناك شواهد على «فبركة الأخبار وتلوينها»، وعرض وجهات نظر أحادية في محطات العبث والفتنة مثل العربية وسكاي نيوز أبوظبي، وما سار على دربهما..!
هل تريدون ان نحولها لقناة تشبه «سبيس تون» لاشباع رغبات الأطفال أم ترغبون أن تكون قناة «كيوت» مثل روتانا موسيقى حتى ترتاح أعصابكم من التوتر والقلق!.
ليش ما تقولونها باختصار: «الجزيرة عظم في الحلوق».. تساند الحقوق وتفركش الخطط وتنشر التسريبات
وتكشف المؤامرات..؟!
الربيع العربي
مما يقال أيضا أن قطر دعمت ثورات الربيع العربي.. والحقيقة أنها اختارت الانحياز للشعوب العربية في بحثها عن حريتها وكرامتها ولقمة عيشها، وفعلت ذلك بعد أن استنفدت كل وسيلة لدفع الأنظمة القمــعية نحو الاستماع لمطالب شعوبها، عرضت جهودها ووسـاطاتها النبيلة، وعندما انتهت هذه الحكومات المتسلطة إلى استخدام السلاح اختارت الوقـوف مع الضــحايا، فــي وجــه جلاديهــم.
أليس هذا مافعلته أيضا «دول الحصار» منذ اليوم الأول لمعظم الثورات؟، أليس هذا ما انحازت إليه قنواتهم، قبل أن ترتد عندما رأت أن الذين انتصروا، أو كانوا على وشك، لم يكونوا على هواهم ولا يتطابقون مع أجندتهم؟.
أليســـت بعض دولهم هي من قدمت المأوى لأقارب الأسد، وأمواله، وأمــوال عصابته، وهي الأموال المنهوبة من السوريين، لتحول ودائع في بنوكهم، يتم تشغيلها لحسابهم؟.
من الاتهامات الأخرى تدخل قطر في شؤون الدول العربية.
لاحظوا كيف يتم تزييف الحقائق، تأملوا ما فعلوا بلبنان ومصر والصومال ومالي وليبيا، وهذه الأخيرة يتم إرسال السلاح إليها على الرغم من الحظر الدولي، باعتراف الأمم المتحدة، ثم اسألوا من يتدخل في شؤون من؟
من يستخدم الترهيب والترغيب اليوم ضد دول عربية وغيرها لانتزاع مواقف منها ضد قطر؟، من يشن الحملات الوقحة الفجة واللاأخلاقية؟ هل هذا تدخل أم نقاش أم «إرهاب»؟!
مركز اعتدال
كانت قطر، من بين دول عديدة، أيدت أي إجراء لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، ومن ذلك مركز «اعتدال»، الذي تم إطلاقه في الرياض خلال القمة العربية الإسلامية- الأميركية، ومما نفهمه أن هذا المركز ضد التطرف والإرهاب، لكن.. أليس ما تفعله دول الحصار هو أحد أوجه الإرهاب؟، وهل تتماشى كلمة «اعتدال» مع كل هذا التطرف الأرعن ضد قطر؟.
دولة يحكمها القانون، واحترام حقوق الإنسان وتحجب مواقع التواصل، وتتدخل فيها، ثم تفرض الغرامات الباهظة والسجن لما يصل إلى «15» عاما على كل من يكتب تغريدة فيها «تعاطف» مع قطر، هل يمكن أن تفعل ذلك لو كانت مؤمنة بالقضية التي تدافع عنها؟!
هل يليق بدولة تؤمن بالحريات، وبحق الناس في الوقوف على مختلف الآراء أن تمنع محطة تليفزيونية، أو تحجب موقع صحيفة قطرية لولا خوفها من الكلمة، ومن الحقائق، في مواجهة ما تروج له من أقوال باطلة؟.
ومن بين كل ما رأيناه خلال الأزمة، يبقى «إعلام الفتنة» هو العلامة الأبرز على المدى الذي انساق إليه البعض، بقيادة «العربية» و«سكاي نيوز»، مع صحف كانت البذاءة ديدنها، كما هو حال رئيس التحرير (خبير المعدة) عندما دخل في الشؤون الباطنية للمواطن القطري، ليحدد نوعية الأكل والبهارات المناسبة وهو يحلل قضية خطيرة عبر الولوج إلى أمعائهم ومصارينهم، ليشرح لنا وجهات نظره «غير المهضومة»..!
ونخشى مستقبلا أن يكتب هذا الخبير مقالا يطالب فيه بضم مطاعم الكبدة لقائمة الإرهاب لأنها تمدد المصارين وتقوي الكراعين وتنشط كرات الدم الحمراء فتفرز هرمونا يساعد على ارتكاب الجريمة النكراء !
وربما يضم مقاهي الكرك والشاي لأنها تضبط المزاج وتجعل المخيخ في حالة استرخاء تام مما يجعله عرضة لتصديق المعلومات التي تزعزع الأمن وتهدد الاستقرار..!
ونختم مع الوجه الصبوحي .. الوزير المزوحي عادل الجبير الذي أصبحت تصريحاته فيها شيء من الطرافة لما تحمله من تناقضات.. وتقاطعات.
فالحصار أصبح مقاطعة.. والمطالب صارت شكاوى..!
والخليج كله ترك الخطر الإيراني، كما يقولون، والحشد الشعبي، كما يدعون، وشبيحة النظام السوري، كما يرددون.. والمخلوع والحوثيين والقاعدة، كما يؤكدون.. وأصبحت قطر شغلهم الشاغل.. حصار ومقاطعة..
مطالب وشكاوى.. «والفاضي يعمل قاضي»..!
بقلم : محمد حمد المري
رئيس التحرير المسؤول
رغم كل ذلك، فإن كل ما فعلوه وينوون فعله يزيدنا قناعة بأننا على حق وتماسك والتصاق بالأرض، وولاء ووفاء للقيادة، لكن ما يحز في النفس أن نراهم في هذا المستوى، فهم في عيوننا (كبار)، والملك سلمان له التقدير والاحترام، ورموزهم وشعبهم يحظون بمكانة خاصة.. لن تغيرها الهجمة الشرسة على قطر، لأن أغلبهم مجبر على المشاركة في حفلة الردح والقدح.. ومعظمهم غير مقتنع بما يحدث، فلم يستجد شيء يستحق كل هذا، ولم يظهر دليل يدين الطرف المذنب - حسب ادعاءاتهم - .. وكل ما في الأمر حملة بأثر رجعي، تكيل السب والقذف والتشهير، دون احترام لشرع الله أو شهره الفضيل.
منذ اليوم الأول.. وقطر تنفي وتطلب الدليل، وهم يتغطرسون ويُصعِّدون.. حتى احترقت جميع أوراقهم، فبدأ الوقت يمر في غير صالحهم والضغط الدولي يزيد عليهم والعالم ينتقدهم، كما صدمهم صمود قطر وتماسكها وامتصاص حملتهم وآثارها في أقل من عشرة أيام لتضعهم في «خانة اليك» أو بلغة الشطرنج (كش ملك)!
فوازير رمضان
قطر لديها علاقات مع إيران.. يجب أن تعاقب..!
الإمارات لديها تبادل تجاري بالمليارات معها.. (عادي)!
الحصار مفروض على الطائرات القطرية بعدم التحليق في الأجواء الخليجية المجاورة، ولكن الطائرات الإيرانية والتابعة للنظام السوري تحوم في أجوائكم وتربض في مطاراتكم.. (ما في مشكلة)!
الدوحة لديها اتصال مع الحوثيين وتقوض جهود التحالف!!
(كتبت هذا السطر رغم كبر الكذبة لكن حتى لا أكبت صوتهم أو ادعاءاتهم)!
حسنا .. وما رأيكم في أبوظبي التي تحتضن نجل المخلوع علي عبدالله صالح (العدو الأول) للمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف لإعادة الشرعية؟!.. وما رأيكم في المؤامرة التي تخطط لها العاصمة الإماراتية لتقسيم اليمن، بعكس توجهات وأهداف التحالف المعلنة، والتي تحارب من أجل سيادة اليمن ووحدة أراضيه؟!.
ما ذكر أعلاه ليس من ضمن فوازير رمضان، ولا أمثال وغطاوي.. ولكن هذه حقائق تعكس حالة «الازدواجية» في المنظومة الخليجية.. والكيل بمكيالين في التعاطي مع الملفات السياسية.
ولكن دعوني أختم هذه اللوغاريتمات بسؤال جميل ومعبّر ومؤثر، ولنعده «الجائزة الكبرى» لمن يجيب عنه من دول الحصار.. ونخصص له سيارة «بنتلي» من تلك التي يقدمها الوليد بن طلال لبعض مشاهير المجتمع السعودي.. أو بكرة عمانية مرشحة للسيف الذهبي في سباق الوثبة للهجن.
السؤال هو.. لماذا قامت أميركا بتوقيع صفقة بيع طائرات مقاتلة F15 مع دولة قطر المتهمة بتمويل الإرهاب من قبل السعودية وتوابعها..؟!
ألا تعلم الولايات المتحدة أنها اقترفت جريمة كبرى بدعمها لهذه الدولة وتسليحها وتدريبها..؟!
وحتى نسهّل عليكم الإجابة اعتبروا السؤال أعلاه اختياريا..
وسنوافيكم بسؤال آخر ربما يكون أسهل على أعصابكم.. وهو كالتالي:
لماذا أرسلت البحرية الأميركية سفينتين لإجراء مناورات وتدريبات مشتركة مع البحرية القطرية..؟!
لماذا....؟!
هل هذه الدولة العظمى تعلم أن قطر تمول الإرهاب وتعيث بالخراب كما تدعون وتزعمون.. ومع ذلك تزودها بأسلحة فتاكة وتدربها بأفضل طواقمها.. وقبل هذا وهذاك تبقي على قاعدتها العسكرية الأضخم في المنطقة على ترابها..؟!
ويبدو أنكم لن تفلحوا في الوصول لإجابات مقنعة بالأدلة والبراهين حتى لو استعنتم بصديق أو حذفتم إجابتين!
لذلك سأضع أمامكم خيارات لتقريب الحل.. حتى تجدوا تغريدات جديدة تهدونها لـ «دليم»، لكن دون استخدام «البراشيم»!
ضع علامة (صح) أمام الإجابة الصحيحة:
1 - أميركا بلاد «العم ســام» وما نقـدر نقول لها شيء..
(غلطها صح.. وكذبتها صج) كما يقول عبدالحسين عبدالرضا.
2 - بصراحة موضوع الإرهاب «حجة» للسيطرة على القرار السياسي القطري.
3 - كل ما ورد أعلاه!
وفي هذا الصدد أقترح على دول الحصار إدراج الولايات المتحدة الأميركية في قائمة الإرهاب، أو على الأقل البنتاغون (صاحب الصفقة) أو وزير الخارجــــية (المتعاطف) مع قطر، أو البيت الأبيض الذي (يرقّـع) تغـــريدات ترامب وتصريحاته الحماسية.. عندما يدغدغ مشـــاعر دول الحصار بكلام شخصي وليس رسمي.. فأميركــا دولة مؤسسات، وقراراتها تصــدر من البيت الأبيـــض وليس من شاشة تويتر!
ما يقوله «الرئيس» في بعض المناسبات إنما هو انطباعات ومشاعر.. وهناك ما عندهم «يقدح من راسه» أو «أخذ حقه بدق خشوم».. هناك لوائح وقوانين ومؤسسات ودولة عميقة وعريقة.
لو عملوا هذه الخطوة ونفذوا الاقتراح فسأرفع لهم «العقال»، وأتأكد أنهم أصحاب مشروع وقضية لا يعرفون كبيرا ولا صغيرا، ومعاييرهم واحدة وتطبق على الجميع.. بل سأفعل أكثر من ذلك حيث سأقوم بتأجير فرقة شعبية وادعو المدعو وليد «أكشن» ليشارك في التطبيل وتسخين «الطيران» لما يمتلكه من خبرة في هذا المجال .. وسألعب على إيقاع العرضة النجدية ثم أقدم فاصلا من «العيالة» الإماراتية قبل أن أختم بفقرة صغيرة جدا على انغام الهبان.. وهيه يا بحرين !.
لكن الواضح للعيان أن أميركا «عظم» من الصعب بلعه..
حتى وإن شربوا من مياه الخليج فلن «يتغلغص» من البلعوم، ولن ينزل من الحلقوم!
حسنا، هناك البحرين والأردن وليبيا وتونس والمغرب، كلها تضم في حكوماتها وبرلماناتها ممثلين من جماعة الإخوان المسلمين الذين جرَّمتموهم و(رهَّبتموهم) رغم أن أميركا بكل ما تملك من قدرات وبكل ما لديها من أجهزة ترى فيهم مجموعات تعمل بشكل نظامي وسلمي، ولا يمكن وضعها تحت (الإرهاب) دون حجج واقعية ملموسة.. ولا بجريرة فئة أخرى تنتهج العنف، وليست بالضرورة أن تكون تابعة للتنظيم أو ممثلة له.. فهل ستقوم دول الحصار بمحاسبة الدول العربية المذكورة لاحتضانها (الاخوان) أم أن المشكلة فقط هي (قطررررررر) كما يقول القرموطي في برنامجه الخربوطي!
واستكمالا لمسلسل الازدواجية في المعايير والضبابية في القرارات.. نتطرق لـ «حماس» وما تسببه من حساسية مفرطة لبعض العرب الذين لم يكتفوا بـ «خذلان القضية»، بل متجهين بسرعة فائقة لـ «خيانتها» وبيعها بأبخس الأثمان!
قيادات حماس متواجدة في فلسطين، وليست في الدوحة، وقبل أن نخوض في تفاصيلها.. نتساءل مثل أي مواطن عربي:
هل أصدرت الجامعة العربية أو مجلس التعاون أو منظمة التعاون الإسلامي تصنيفا يعتبر حماس (حركة إرهابية)؟ هل هناك من جانب السلطة الفلسطينية ما يشير إلى أن شريكتها في النضال باتت إرهابية؟!
إذا كانت هذه المظلات الداخلية والخارجية للحركة لم (تجرّمها).. فلماذا يتم الضغط بهذه الورقة التي كانت، حتى وقت قريب، تحظى بالتقدير السعودي، بحسب بيانات وتصريحات وزارة الخارجية؟!.
قناة الجزيرة
مما يقال أن المطلب الثالث، إغلاق قناة الجزيرة!
أولا؛ دعونا نتأمل أداء ومحتوى هذه المحطة:
بالنسبة لنشراتها الإخبارية فهي الأكثر حيادية على الإطلاق، حتى بالنسبة للمحطات العالمية الأكثر شهرة.
بالنسبة لبرامجها الحوارية، فإنها دائما ما تعطي الوقت والاحترام لكل وجهة نظر، ولكل ما يخالفها، هناك شواهد في كل دقيقة بث، وهناك شواهد على «فبركة الأخبار وتلوينها»، وعرض وجهات نظر أحادية في محطات العبث والفتنة مثل العربية وسكاي نيوز أبوظبي، وما سار على دربهما..!
هل تريدون ان نحولها لقناة تشبه «سبيس تون» لاشباع رغبات الأطفال أم ترغبون أن تكون قناة «كيوت» مثل روتانا موسيقى حتى ترتاح أعصابكم من التوتر والقلق!.
ليش ما تقولونها باختصار: «الجزيرة عظم في الحلوق».. تساند الحقوق وتفركش الخطط وتنشر التسريبات
وتكشف المؤامرات..؟!
الربيع العربي
مما يقال أيضا أن قطر دعمت ثورات الربيع العربي.. والحقيقة أنها اختارت الانحياز للشعوب العربية في بحثها عن حريتها وكرامتها ولقمة عيشها، وفعلت ذلك بعد أن استنفدت كل وسيلة لدفع الأنظمة القمــعية نحو الاستماع لمطالب شعوبها، عرضت جهودها ووسـاطاتها النبيلة، وعندما انتهت هذه الحكومات المتسلطة إلى استخدام السلاح اختارت الوقـوف مع الضــحايا، فــي وجــه جلاديهــم.
أليس هذا مافعلته أيضا «دول الحصار» منذ اليوم الأول لمعظم الثورات؟، أليس هذا ما انحازت إليه قنواتهم، قبل أن ترتد عندما رأت أن الذين انتصروا، أو كانوا على وشك، لم يكونوا على هواهم ولا يتطابقون مع أجندتهم؟.
أليســـت بعض دولهم هي من قدمت المأوى لأقارب الأسد، وأمواله، وأمــوال عصابته، وهي الأموال المنهوبة من السوريين، لتحول ودائع في بنوكهم، يتم تشغيلها لحسابهم؟.
من الاتهامات الأخرى تدخل قطر في شؤون الدول العربية.
لاحظوا كيف يتم تزييف الحقائق، تأملوا ما فعلوا بلبنان ومصر والصومال ومالي وليبيا، وهذه الأخيرة يتم إرسال السلاح إليها على الرغم من الحظر الدولي، باعتراف الأمم المتحدة، ثم اسألوا من يتدخل في شؤون من؟
من يستخدم الترهيب والترغيب اليوم ضد دول عربية وغيرها لانتزاع مواقف منها ضد قطر؟، من يشن الحملات الوقحة الفجة واللاأخلاقية؟ هل هذا تدخل أم نقاش أم «إرهاب»؟!
مركز اعتدال
كانت قطر، من بين دول عديدة، أيدت أي إجراء لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، ومن ذلك مركز «اعتدال»، الذي تم إطلاقه في الرياض خلال القمة العربية الإسلامية- الأميركية، ومما نفهمه أن هذا المركز ضد التطرف والإرهاب، لكن.. أليس ما تفعله دول الحصار هو أحد أوجه الإرهاب؟، وهل تتماشى كلمة «اعتدال» مع كل هذا التطرف الأرعن ضد قطر؟.
دولة يحكمها القانون، واحترام حقوق الإنسان وتحجب مواقع التواصل، وتتدخل فيها، ثم تفرض الغرامات الباهظة والسجن لما يصل إلى «15» عاما على كل من يكتب تغريدة فيها «تعاطف» مع قطر، هل يمكن أن تفعل ذلك لو كانت مؤمنة بالقضية التي تدافع عنها؟!
هل يليق بدولة تؤمن بالحريات، وبحق الناس في الوقوف على مختلف الآراء أن تمنع محطة تليفزيونية، أو تحجب موقع صحيفة قطرية لولا خوفها من الكلمة، ومن الحقائق، في مواجهة ما تروج له من أقوال باطلة؟.
ومن بين كل ما رأيناه خلال الأزمة، يبقى «إعلام الفتنة» هو العلامة الأبرز على المدى الذي انساق إليه البعض، بقيادة «العربية» و«سكاي نيوز»، مع صحف كانت البذاءة ديدنها، كما هو حال رئيس التحرير (خبير المعدة) عندما دخل في الشؤون الباطنية للمواطن القطري، ليحدد نوعية الأكل والبهارات المناسبة وهو يحلل قضية خطيرة عبر الولوج إلى أمعائهم ومصارينهم، ليشرح لنا وجهات نظره «غير المهضومة»..!
ونخشى مستقبلا أن يكتب هذا الخبير مقالا يطالب فيه بضم مطاعم الكبدة لقائمة الإرهاب لأنها تمدد المصارين وتقوي الكراعين وتنشط كرات الدم الحمراء فتفرز هرمونا يساعد على ارتكاب الجريمة النكراء !
وربما يضم مقاهي الكرك والشاي لأنها تضبط المزاج وتجعل المخيخ في حالة استرخاء تام مما يجعله عرضة لتصديق المعلومات التي تزعزع الأمن وتهدد الاستقرار..!
ونختم مع الوجه الصبوحي .. الوزير المزوحي عادل الجبير الذي أصبحت تصريحاته فيها شيء من الطرافة لما تحمله من تناقضات.. وتقاطعات.
فالحصار أصبح مقاطعة.. والمطالب صارت شكاوى..!
والخليج كله ترك الخطر الإيراني، كما يقولون، والحشد الشعبي، كما يدعون، وشبيحة النظام السوري، كما يرددون.. والمخلوع والحوثيين والقاعدة، كما يؤكدون.. وأصبحت قطر شغلهم الشاغل.. حصار ومقاطعة..
مطالب وشكاوى.. «والفاضي يعمل قاضي»..!
بقلم : محمد حمد المري
رئيس التحرير المسؤول