+ A
A -
إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
أعادها الإمام ثلاث مرات، حتى ظن المصلون أنه نسي ما بعدها فردوه، فأعادها للمرة الرابعة، واجهش في البكاء ثم اكمل سورة الحجرات.. وهو يشهق حزنا وكمدا على حال هذه الأمة التي تقرأ القرآن والسنة والمذاهب وتعتنق الوسطية ولكنها تواصل غيها في مخالفة الله سبحانه ولا تبحث عن تقوى يريدها الله منهم بالتعامل بالحسنى مع اخوة لهم..
نعم المؤمنون اخوة.. فكيف للأخ أن يحاصر اخاه، وكيف للاخ أن يقاطع اخاه، وكيف للأخ ان يقاتل شريكه في الرحم وفي الطين وفي البحر والهواء.. لن يكون مؤمنا ولا مسلما من قرأ قوله سبحانة (إنما المؤمنون اخوة) ومن قرأ قول رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ؛ يشد بعضه بعضا )،
وقوله صلوات الله وسلامه عليه «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد ؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.. ولم يعمل بها حرفيا ومعنى.. وليكن رئيس وزراء كندا مثالا في تراحمه وتوادده حين قرر مشاركة المسلمين الصوم
فكم كنا نعتز ونفخر بهذا الحديث الإنساني العظيم أمام اصدقاء لنا من ديانات اخرى وصفوا في القرآن الكريم أنهم اصحاب رحمة ورأفة خاصة اتباع سيدنا المسيح، فنقول لهم ان اتباع المسيح عليه السلام واتباع محمد صلوات الله وسلامه عليه اصحاب رأفة ورحمة وتوادد.. لكن للأسف يأتي الهم في دول ترعى الإسلام ويخالف شرع الله في عدم تقوى الله ورفض الاخوة.. ويرفض الاصلاح لا لسبب الا لأن الشقيق المؤمن يريد لايمانه أن يصل أعماق افريقيا واقاصي الشمال لأن شقيقه وفر لابنائه العيش الكريم فباتوا الأغنى.
كم هو مؤلم أن نكون مسلمين نقرأ القرآن ونحفظه عن ظهر قلب ونرتله آناء الليل واطراف النهار ولا نتدبر قوله «انما المؤمنون إخوة «ولم نراع حقوق الاخوة والاخوان جميعا ولا تعمل بما جاء في القرآن والسنة فضاعت فلسطين وانتهكت حقوق الاخوه هناك وضاعت العراق وضاعت سوريا وضاعت ليبيا وضاع اليمن السعيد.. والله لو تدبرنا القرآن لما حالنا هذا الحال ولما كانت هناك دواعش ولا نصرة ولا اخوان.. لكان هناك فقط مسلمون مصلحون يعملون من جنات طولها السموات والارض.. فاقرأوا قوله صلوات الله عليه وسلامه (
لا تُضَيِّعَنَّ حَقَّ أخيكَ اتِّكالاً عَلى ما بَينَكَ وبَينَهُ ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ لَكَ بِأَخٍ مَن أضَعتَ حَقَّهُ. لكن اذا واصل الاخ الظلم فهذه النبضة الاخيرة لمن يشعر بالظلم.).
نبضة أخيرة
وإذا بُليتَ بظالمٍ كُنْ ظالماً
واذا لقيت ذوي الجهالة ِ فاجهل
وإذا الجبانُ نهاكَ يوْمَ كريهة ٍ
خوفاً عليكَ من ازدحام الجحفل
فاعْصِ مقالَتهُ ولا تَحْفلْ بها
واقْدِمْ إذا حَقَّ اللِّقا في الأَوَّل.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
19/06/2017
1889